هي مدينة تركية شهيرة يعود تاريخ تأسيسها للامبراطور الروماني أدريان Hadrian ، ومنه إتخذت اسمها تقع عند إلتقاء نهري مارتيزا وتودجا علي الطريق البري المرتفع الواصل بين مدينة بلجراد ومدينة إستانبول في القسم الأوروبي من تركيا، وجدير بالذكر أن الإسلام كان قد دخل المدينة في عهد الدولة العثمانية بواسطة الأمير لاله شاهين بك عام 762هـ /1361م ،عندما تولي السلطان العثماني مراد الأول الحكم واصل سياسة أبيه في الجهاد والفتوحات ، وتم خلال عهده 764- 792هـ/ 1362- 1389م فتح الكثير من المدن والقلاع والمراكز العمرانية المهمة ومن أهمها مدينة أدرنة (Adirannople) التي نجح في فتحها عقب جلوسه علي العرش عام 764هـ/1362م ، واتخذها عاصمة لدولتة وصارت قاعدة الإنطلاق والفتوحات في أوروبا ، ولذلك عرفت بدار الجهاد ومدينة الغزاه وقد ظلت عاصمة الدولة العثمانية حتي فتحت القسطنطينية عام 857هـ /1453م ، حيث اتخذت عاصمة للدولة حتي سقوط الدولة العثمانية ، وقيام الجمهورية التركية الحديثه وإتخاذها أنقرة عاصمة لها ويستثني من ذلك تلك الفترة من عصر محمد جلبي سلطان (816- 824هـ /1413- 1421م ) الذي قام بنقل العاصمة من أدرنة إلي بورصة العاصمة الأولي للعثمانين ، هذا وقد حظيت مدينة أدرنة بأهم المنشآت المعمارية التي أقامها السلطان مراد الثاني بعد عام 1425م ، وكان مراد الأول خداوندكار قد إستولي علي هذه المدينة عام 1361م ، وأصبحت واحدة من مراكز ثلاثة أعطت تأثيرا واضحاً علي تطور الفن العثماني من بدايته حتي فتح القسطنطينية 1453م ، بينما بقيت الحال علي إزنيق وبروسه مقتصره علي إبتكارات المرحلة المبكرة فقط ، ولك تشارك المدينتان فيما جد من تطورات ، ولا غرابة إذن في أن تعتبر مقر لأزهي وألمع فترة من فترات الفن العثماني الإمبراطوري ويكفي أن يكون بهذه المدينة مسجد السليمية الذي يعد أخر لوحة في سلسلة لوحات عمارة المسجد التركي والذي يجئ في المرتبة الأولي بين أرقي روائع العمارة الأوروبية، أما العمائر فقد إزدانت هذه المدينة بأروع وأبدع العمائر في العمارة الإسلامية عامة والعمارة العثمانية بل والعمارة العالمية خاصة ويكفي هذه المدينة فخراًكل من جامعي أوج شرفلي ( ذو الشرافات الثلاثة )(841- 851 هـ /1437- 1447 م ) وجامع السليمية الشهير(977–982هـ/ 1569- 1574م ) الذي يعد آخر إبدعات وتجليات قوجة معمار سنان (الثلاثية الخالدة )، وفي عام (1111هـ /1669م )كانت المدينة تشتمل علي 14 جامعاً سلطانياً و300جامعاً و1386مسجداً في الأزقة و24 مدرسة دينية و240 مكتباً (مدرسة أولية )، و53 خاناً تجارياً وكروان سراي و450 حديقة عامة ومنتزه (بارك ) ، وغير ذلك من أنماط العمائر الأخري كالتكايا ودور الشفاء والحمامات والأسبلة والجشمات والمعامل والمصانع والترب والأرستا والبادستان والقلاع والقصور والجسور والمطاعم الخيرية (عمارت ) ، وغير ذلك وهو ما سنشير إليه في الدراسة التحليلية لطراز العمائر وأنماطها الباقية فيما بعد . أما سراي أدرنة الهمايوني فإن شهرته تكاد تقارب طوبقا بيسراي في الفترة الكلاسيكية ، وقد مر منذ إنشائه في عهد مراد الأول بعدة مراحل من الإضافة والتوسعة والتطور حتي بلغت مساحته 3كيلو متر ، وكان يشتمل علي 17 باباً تنفذ علي المدينة ، وبه 7 مساجد صغيرة وجامع سلطاني و22 حماماً منها حمام السلطان الذي شيده المعمار سنان وبلغت مساحته 625متر،وكان يشتمل علي عدد من القصور بلغت 75 قصراً فضلاً عن الجواسق( الأكشاك ) والجسور (6 جسور ) ، والميادين (5 ميادين )ومن أشهر قصوره قصر) جهانما( المكون من سبعة طوابق والمشهور بصالته ذات الحوض وبشرفته الكائنة في طابقه الأول والتي تبلغ مساحتها 600متر ، وأهملت سراي أدرنة بعد ترك السلاطين لسكناها منذ عام (1115 هـ/1703م )، وأصابه الضرر والتلف منذ بداية القرن 13هـ /19م ، ولاسيما في أثناء الإحتلال الروسي للمدينة عام 1244هـ / 1828م ) وفي عام (1295هـ /1878م ) وعلي ذلك فإنه لم يتبق من هذا السراي سوي الشئ اليسير وبعض أبراجه ، ولم يؤثر الإحتلال الروسي علي السراي فحسب بل أثر علي المدينة نفسها ، كذلك كان لكل من الإحتلالين البلغاري (1331هـ / 1913م ) واليوناني عام (1337هـ / 1919م ) أثرهما الكبير علي المدينة . ومهما يكن من أمر فإن هذه المدينة ما تزال تحتفظ بالعديد من العمائر العثمانية المتنوعة الأغراض والمتعددة الطرز. |