فتح السرداب ودخل الدعاة السريين المنتسبون الي آل البيت ،أداروا مفتاح مودة القربي في عواطف المصريين وأحاطت خطواتهم بالكرسي الإخشيدي التداعي اصاب الملك وكافور يرسل اخر نظرات الوهن ، ما بين الإسطورة والحقيقة رسالة وبين الحلم والبداية شفرة مصر ينتظرها سيف المعز انتهت الحقة الإخشيدية وبدأت حقبة الشيعة الإسماعيلة جا الفاطميون الي مصر ومعهم طموح الدولة الكبري - فبمجرد وصول الفاطميون الي مصر إتجهوا الي تأسيس دولة جديدة تكون بمثابة دولة الخلافة ، كان في المسجد الطولوني جوهر وكان المؤذن يؤذن بأذانه المعتاد لكن قاطعه جوهر بلهجة صارمة وأمر المؤذن بترديد الصيغة الشيعية" أشهد ان علي ولي الله " هنا القاهرة عاصمة المذهب الشيعي -- أسست القاهرة وفي قلبها الأزهر معقلا للدعوة الشيعية الاسماعلية .
جامع الأزهر من أهم الجوامع في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف سنة ،وقد أنشئ على يد القائد الفاطمي جوهرالصقلي عندما تم فتح القاهرة 970 م بأمر من المعز لدين الله أول الخلفاء الفاطميين بمصر،وضع جوهر الصقلي قائد الخليفة المعز لدين اللَّه حجر أساس الجامع الأزهر في 14 رمضان سنة 359 هـ 970م،وأتم بناء المسجد في شهر رمضان سنة 361 هـ 972 م،فهو بذلك أول جامع أنشى في مدينة القاهرة المدينة التي اكتسبت لقب مدينة الألف مئذنة ،وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر. وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنًا بالسيدة فاطمة الزهراء إبنة النبي محمد(ص) وإشادة بذكراها كما أيضا منهم من يرجع التسمية الي القصور الزاهرة التي أنشات في عهد العزيز بالله مثل قصر اللؤلؤ واليافعي وغيرهم وليكون ازهر من القصور المحيطة به . كان المسجد الرئيسي في الدولة وكان معبراعن توجه الخليفة ،وفي بدايته كان مركزاً لنشر الفقة والمذهب الشيعي الإسماعيلي و كانت اول حلقة علمية للشيخ أبو الحسن بن النعمان القاضي الشيعي وكان يدرس من كتاب الإختصار .
كان العصر الفاطمي يمثل أزهي حقبة للأزهر ، وقد تم توسيع المسجد أثناء حكم الخليفة الفاطمي العزيز بالله ،كما أنه أمر بترميم أجزاء من المسجد كانت قد تصدعت ولقد قام الوزير بن كلنس في عهد الخليفة العزيز بالله بعقد مجالس نظامية لبعض الشيوخ والفقهاء تنعقد بعد عصر كل جمعة من كل إسبوع لتدريس المذهب الشيعي ---- ،ثم جاء الخليفة الفاطمي الحاكم بأمر الله الذي قام بترميم المسجد وتوفير باب خشبي جديد ومع ذلك شهد عهد الحاكم إكمال مسجده جامع الحاكم بأمر الله الذي سمي تيمنا به، ومنه فقد الأزهر مركزه كمسجد صلاة الجماعة الأولي في القاهرة. في أيار/مايو 1009مـ أصبح مسجد الحاكم بأمر الله المكان الوحيد لخطب للخليفة وخطبة الجمعة.وفي عهد الحاكم بأمر الله الفاطمي جاء بن الهيثم وخصص له الحاكم الذي كان مولعا بالعلوم العقلية والعلمية خصص له قصرا يعكف فيه علي أبحاثه ،و بعد عهد الحاكم، استعاد الأزهر مكانه في عهد المستنصر، وقد تم تنفيذ إضافات وتجديدات على المسجد ،وقداضيفت الكثير من التجديدات في عهد الخلفاء الفاطميين الذين كانوا يغدقون عليه الأموال ويحبسون عليه الأوقاف ،ومن هنا كان الازهر الجامعة الاكاديمية يدرس فيه الفاطيمون مذهبهم بكل جوانبه فلسفة وعقيدة، ولكن علي الرغم من ذلك التشيع الذي كاد يسود الدولة الا أن معاقل السنة كانت منتشرة في ثلاثة مساجد رئيسية جامع عمرو بن العاص بالفسطاط وجامع العسكر بالعسكر وجامع احمد بن طولون في القطائع – الي ان تم القضاء علي آخر خلفاء الفاطميين الخليفة العاضد وظهر المد السني بمصر567هـ ، وبدأت حقبة جديدة هي الحقبة الأيوبية تحت زعامة البطل المجاهد صالح الدنيا والدين الناصر صلاح الدين بن يوسف بن أيوب بن شاذي – الحديث موصول ان شاء الله في المقالة الثانية تحت عنوان ( الأزهر جامعاً وجامعة ) "الأزهر من الطورالشيعي الي المد السني " . |