الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عملية التنظيف فى الأثار بين مؤيد ومعارض

عملية التنظيف فى الأثار بين مؤيد ومعارض
عدد : 02-2014
بمرور الوقت يترك الزمن بصمته واثره على كل ماهو موجود فى الطبيعة, فنرى الإنسان يتقدم فى السن مرورا بمراحل عمريه مختلفة من رضيع الى شيخ كهل, كذلك المبانى والقطع الأثرية, بمرور الوقت تترك طبقة رقيقة على سطح الأثر تسمى "باتينا" وهى البشرة الخارجية لسطح الأثر والتى تكونت بمرور عشرات أو مئات السنين, وبالتالى هى التى تعطى الأثر مظهره القديم.
تعتبر عملية تنظيف الأثار سواء مبانى كانت أو قطع منقولة, من أهم المراحل التى يمر بها الأثر فى عملية الترميم, حيث أنه يمكن فقد طبقة الباتينا التى تعطيه مظهر القدم وبالتالى يفقد اثريته, ويفقد طبقة تكونت فى عشرات أو مئات السنين, و مع أهمية عملية التنظيف فى مراحل الترميم, لأنها فى بعض الأحيان تكون ضرورية ولابد منها وخاصة اذا كان الاثر سوف يجرى له عمليات تعتمد على الامتصاص من السطح مثل التقوية, نجد ان بعض المتخصصين وعلماء الترميم يرفضون عملية التنظيف تماما, فنرى المعمارى الانجليزى "جون روسكن" والذى أسس جمعية بالتعاون مع ويليام موريس والايطالى كاميللو بويتو, حملت الجمعية أسم"جمعية حماية المبانى القديمة" وذلك كان سنة 1877م, وكانت الجمعية تنادى بوضع مبدأ الحماية بدلاً من مبدأ الترميم, ومن مؤلفات جون روسكن"المصابيح السبعة فى العمارة" الذى يعتبر مرجعا لكثير من المعماريين حتى وقتنا هذا, وكان روسكن ينادى بعدم تنظيف الأثار قائلا أن عمليات تنظيف المبانى الأثرية تدمر البقع والطبقات التى تكونت على سطح المانى فى عقود من الزمن وأصبحت تمثل جزءا من الأثر, اما "مونتنارى" فيقول أن عملية التنظيف أهم مرحلة من مراحل الترميم, لأنها تظهر القيمة الجمالية للأثر, ولكن لابد وأن تطبق تحت مقاييس حتى لا تزيل طبقة الباتينا وتشوه الأثر.
أما فيليبوت ففى رأيه أن عملية التنظيف إذا كانت ستنفذ, لابد وأن تنفذ بشكل كلى وخاصة فى المبانى, لأن التنظيف الجزئى للواجهات يشوهها, ومن الأفضل فى هذة الحالة عدم تنظيفها وتركها حرصا على الحفاظ على النواحى الجمالية للواجهات المعمارية.
وقد قدم المعمارى الإيطالى "جين كارلو كالكيونو" دراسة لمقارنة تأثير طرق التنظيف المختلفة على أسطح المواد الأثرية, من تنظيف كيميائى وميكانيكى و التنظيف بالليزر, وكانت دراسة لحالة أسطح المواد الأثرية قبل وبعد التنظيف بإستخدام الميكروسكوب الإلكترونى الماسح, وإستعمل طرق مختلفة من كل نوع, وأثبت فى الدراسة أن كل الطرق التى تستعمل فى التنظيف حتى الليزر يترك أثرا واضحا تحت الميكروسكوب الإلكترونى الماسح.
لذلك نجد أن معظم المتخصصين فى الوقت الحالى وخاصة فى المتاحف يتجنبون إجراء عملية التنظيف, ويكتفون بإجراء عمليات الصيانة فقط للقطع الأثرية, بل ويعرضون القطع فى المتاحف بمظاهر التلف على سطحها وخاصة المعدنى منها.
 
 
بقلم الدكتور/ على طه عمر
المشرف على إدارة التدريب بالقاهرة التاريخية