بلاشك أن تأسيس وإشهار " نقابة الآثاريين " ، هو حلم يراود كل العاملين في حقل الآثار سواء الأكاديميون أو الميدانيون ، أو ممن يجمعون الأكاديمية والعمل الميداني . بل أن ظهور هذه النقابة إلي النور ، لهو أُمنية لكل خريجي الآثار ـ وماأكثرهم الآن ، ومنذ عقود مضت ، وكم نادي بها ـ إلي جانب الآثاريين ، عدد كبير من شرفاء الثقافة والفكر والأدب ، من أمثال الأَعلام : نعمات أحمد فؤاد ، وسكينة فؤاد ، وفاروق جويدة ـ مع حفظ الألقاب ..
بل حدثت محاولة في أواخر الثمانينات من الألفية الثانية ، من أجل إنشاء هذه النقابة ، تحت إشراف الأستاذ الدكتور / عبدالحليم نور الدين ، وتم عقد مؤتمر لذلك بمسرح السامر بالبالون ، حضره لفيف من الآثاريين وعلماء الآثار ، وجماعات من أهل الفكر والإعلام ، وتم الإطلاع علي مسودة لقانون كامل للنقابة ، وتمت مناقشات ومداولات ، وخرج المؤتمر بتوصيات لرفعها للمسئولين ، وللأخ وزير الثقافة / فاروق حسني لتفعيل إنشاء النقابة .. ولكن لم يكن هناك أي مردود سوي وعـــــــود !!!!! .
حتي الدكتور / عبدالحليم نور الدين .. تولي بعد ذلك رئاسة هيئة الآثار المصرية ، ثم تولي أمانتها بعد أن صارت تعرف بالمجلس الأعلي للآثار .. فلم يتم فتح ملف تأسيس وتفعيل " نقابة الآثاريين " .. ولم نعرف الأسباب !!!! ولعل المانع خير !!! .
وبعد ثورتي " 25 يناير " و " 30 يونية " المجيدتين ، تعمق تفاؤلنا ، واستبشرنا خيراً ، بظهور النقابة ، في ظل ماتعيشه مصر من حرية ، وبعد ماأعلنه المسئولون ، ووزارة القوي العاملة من إنشاء النقابات يتم عن طريق " الإخطار " .. فتم الإعلان عن ظهور " نقابة الآثاريين " تحت التاسيس ، وشُكل لها مجلس إدارة ، ولكن للأسف أنها إلي التو والحين ، لم يتم تفعيلها وإشهارها .. علي مايبدو أنها لازالت .. تحت التأسيس !!! ولا نعلم الأسباب !!!!!!! .
يشعر الآثاريون .. بل يكاد يتملكهم اليقين ، أن هناك أيادي خفية ـ لعل لها مصالح ، تعمل عل تعطيل إنشاء هذه النقابة ، ومحاولة وأدها ، أو إجهاضها قبل أن تلد . ولما لا ، فالنقابة ، ستعمل علي :
1 ـ محاربة الفساد ، والإتجار في الآثار .. وستكون العين المراقبة للعمل الأثري .
2 - ستدافع عن حقوق الآثاريين في الحقل الأكاديمي والميداني ، وتحفظها .
3 - سترفع من المستوي المادي والمعنوي للعاملين من الآثاريين ..
إشهار نقابة الآثاريين ، مطلب حيوي للآثاريين .. كل الآثاريين .. أدعو كل المتخصصين والمختصين المطالبة بظهورها إلي النور .. كما أدعو كل المثقفين الشرفاء ، والإعلاميون من أصحاب الأقلام الشريفة ، والكلمة النزيهة ، بأن يساندوا هذا المطلب الشرعي للآثاريين .. فَهُم ليسوا حُماة تراث الوطن فحسب ، بل لتراث .. كل .. الإنسانية .. |