الثلاثاء, 22 أبريل 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

بين الطبيعه والأنبياء أرض اسمها سيناء

بين الطبيعه والأنبياء أرض اسمها سيناء
عدد : 03-2014
أطلقت العنان لنا جميعاً في أن نختار لها إسماً منذ فجر التاريخ ، فكانت أرض الأنبياء منذ أبيهم إبراهيم عليه السلام وحتى أخرهم محمد عليه الصلاة والسلام ، فكانت دائما ملاذاً وموطناً للباحثين عن الحماية والنجاة ، وكانت أرض المناجم حيث الفيروز والنحاس والأحجار الكريمة ، وكانت أرض الخيرات حيث النخيل والتين والزيتون وحدائق الكروم ، إنها سيناء كما نُسميها حالياً والتي يعود إسمها الحالى إلى آلالاف من السنين الماضية حيث حضارة " بابل " والتي إشتقت إسمها من إسم الإله "سين " إله القمر كونه مبعث الضوء في صحرائها كما إعتقدوا .

إنها الأرض التي تتعدد وتلتف الأسماء حولها فإن أرجيناها للطبيعة أسمتها أرض الفيروز وجنة الله في أرضه حيث الجبال والصحراء والأودية والواحات الخضراء ، والبحار والجزر والشعب المرجانية، وإن أرجيناها للأنبياء أسموها " أرض الأنبياء"حيث جاء إليها أبو الأنبياء " إبراهيم " عليه السلام مع زوجته " سارة " وإبن أخيه النبي " لوط" عام 1890 قبل الميلاد وتزوج السيدة المصرية " هاجر "، كما عبر منها النبي" يعقوب " عام 1706 قبل الميلاد ليعيش في مصر وإجتازها إبنه "يوسف" عليه السلام عام 1780 قبل الميلاد ومنها تم بيعه إلى عزيز مصر ، كما أنها استضافت النبي " أيوب " عليه السلام وعاش بينها وبين أرض " مدين " النبي " شعيب " عليه السلام ، ومن دون العالم أجمع تحدث الله في سيناء إلى النبي الكريم " موسى " عليه السلام وفيها تلقى الرسالة السماوية المُقدسة عام 1218 قبل الميلاد وفيها تقابل مع " الخضر " عند مجمع البحرين في سيناء، وفي أرضها عاش النبي " داوود " عليه السلام ورتَل أناشيده عام 1005 قبل الميلاد ، ومن سيناء لجأت أشرف نساء الأرض السيدة العذراء مريم وإبنها النبي "عيسى"عليه السلام ليحتموا ويعيشوا آمنين في مصر ليدعوا الناس إلى دين الله الواحد الأحد، وعلى أرضها وطات قدمي آخر الانبياء النبي الكريم " محمد " عليه الصلاة والسلام حيث رحلات التجارة والتي عُرفت آنذاك ب " رحلتي الشتاء والصيف " وأثناء رحلاته طلب منه رُهبان دير سانت كاترين الحماية من البدو والأعراب الذين يسرقون الماشية ويدمرون مزارعهم ووعدهم بالحماية وأعطى لهم وثيقة وقعها بيده يوصي فيها بحمايتهم ويحتفظ دير سانت كاترين بهذه الوثيقة حتى الآن كونها علامة مُضيئة في التسامح والعيش في سلام ، فمن أبو الأنبياء إلى آخر الأنبياء عليهم جميعا ً السلام كانت سيناء محور رحلاتهم وأسفارهم .

تتميز سيناء بطبيعة جغرافية رقيقة تتمثل في جبالها وأوديتها والواحات الخضراء والمحميات الطبيعية وأجمل المدن الساحلية على أرض مصر حيث تستأثر سيناء بثلث سواحل مصر مما جعلها أبرز المعالم السياحية في مصر حيث تُلبي كافة التوجهات السياحية كالرياضات البحرية والتي تتميز سيناء بأجمل المواقع لممارسة السباحة والغطس وركوب الأمواج والإستمتاع بالحياة تحت الماء وما تنفرد به من مناظر خلابة ولعل أبرز تلك المدن شرم الشيخ وطابا ، كما تتيح صحراء سيناء الإسمتاع برحلات السفاري والتخييم وتسلق الجبال حيث بها أعلى جبل في مصر وهو جبل سانت كاترين.
بالرغم من أنها جمعت بين جمال الطبيعة وخيراتها وتسامح الأنبياء وأخلاقهم إلا أنها لم تسلم من شرور الإرهاب الأسود والذي لم تمنعه قدُسية الأرض التي شهدت حديث الله وعاش عليها أنبياؤه من سفك دماء العُزل الأبرياء وكأنهم في ذلك يتنصلون من أصالة الأرض التي جمعت بين الأنبياء جميعاً ليبثوا فينا روح السلام.

تعاني سيناء ومنذ فترة ليست قصيرة بموجة عنيفة من الأعمال الإرهابية والتي تستهدف فئات مختلفة من أطياف المجتمع وامتدت لتشمل السائحين الأجانب لتخترق بذلك كل قيم الإنسانية ولم يعد الأمر ثأراً سياسيا فحسب بل يتم لتصدير الأمر للعالم أجمع أن مصر تقع تحت طائلة الإرهاب وأنه لا أمان لمصريين قاطنين ولا لسائحين زائرين حيث يُعد حادث تفجير الحافلة السياحية بطابا الذي وقع يوم الأحد الموافق 16 فبراير 2014 ونتج عنه ثلاثة وفيات وأربعة عشر مُصاب هو صفارة إنذار تُعلن البدء عن مباراة جديدة تستهدف خسارة مصر .
 
 
بقلم / عمرو أحمد
الصور :