منذ بدء الحياة على الأرض والتزام الإنسان رحلة التعرف على ما يحيط به وما تحويه تلك الطبيعة من أسرار تتحكم في ظواهرها وتقلباتها الزمنية لعله في ذلك يُدرك الكون الذي يعيش فيه،وبمرور الأيام ورحلته عبر السنين تمكن من اجتياز مرحلة كبيرة تعرف من خلالها أن الأرض التي يحيى عليها ماهى إلا فُتات من ذلك الكون العظيم ،وعليه قرر أن يخوض الرحلة وبدأ ماشياً على قدميه إلى أن ركب دراجته فاستبطئها واستبدلها بسيارته وقطع مسافة لا بأس بها بالسيارة وتعرف من خلال رحلته على جيرانه في المدن المختلفة ونجح في قضاء أنشطته الحياتية بالسيارة إلا وأنه لم يكتفي أن يظل راكباً وأراد أن يُعدد الأنشطة والفقرات في رحلته الاستكشافية عبر هذا الكون فقرر أن يكونا غاطساً في أعماق المحيطات والبحار ليتعرف على مملكة جديدة ويستكشف الحياة تحت الماء والتي أذهلت الجميع في روعتها وأصبحت الآن إحدى الرياضات الرائجة في مختلف العالم للاستمتاع بجمال الطبيعة والكائنات الحية تحت مياه البحار.
واصل الإنسان رحلتة في الكون يجتاز ويقطع فيها المسافات من خلال السير والركوب والغطس إلا أنه ومنذ ماضي ليس ببعيد قرر أن يقطع الشوط التالي طائراً ولم يكتفي في ذلك أن يطير بالطائرة بل امتد الأمر ليطير خارج كوكب الأرض ليكون طائراُ يحلق في سماء الكون محاولاً الإلمام بأبعاده وطبيعته والتعرف على كل من يحيى بجواره لذا كان من المنطق أن تستهدف أولى رحلات طيرانه القمر حيث يراه بعينيه وهو واقف بقدميه على الأرض .
تعود أول رحلة للفضاء الخارجي وزيارة القمر إلى 21 ديسمبر 1968 حيث غادر الإنسان كوكب الأرض واستطاع التحليق في الفضاء الخارجي حول القمر بعد أربعة أيام منذ مغادرته الأرض أي أنه ظل طائراُ في سماء الكون أربعة أيام حتي يصل إلى القمر في 25 ديسمبر 1968،و كان ذلك من خلال رحلة السفينة الفضائية " أبوللو 8 " وكان فريق العمل مُكون من ثلاثة أشخاص هم رواد الفضاء (فرانك بورمان،جيم لوفل،وليام أندرس ) وبذلك أصبحوا أول من يغادر الأرض ويصل إلى القمر في العالم وتمكنوا من الدوران حوله ورؤية الجزء الخلفي للقمر والذي لا يظهر أبداً من الأرض واستطاعوا أخذ عينات صخرية من القمر لتحليلها في المعامل والتعرف على تربة القمر،وعادوا إلى الأرض في 25 ديسمبر 1968 في سلام حيث هبطت بهم " أبوللو 8 " في مياه المحيط الهادي .
تطور الأمر وأصبح الإنسان وكأنه في زيارة إلى القمر حيث تقرر انطلاق رحلة أخرى تستهدف السير على سطح القمر والتي غادرت الأرض في 16 يوليو 1969 ووصلت إلى سطح القمر في 19 يوليو 1969 وبذلك أصبح " بز ألدرن " أول إنسان يمشي بقدميه على سطح القمر وعادت الرحلة مرة أخرى إلى الأرض في 24 يوليو 1969،وكانت إحدى الأسباب الرئيسية في تقدم البحث العلمي فيما يتعلق بالفضاء الخارجي وإمكانية العيش خارج كوكب الأرض .
وحول آخر أخبار رحلات الإنسان من الأرض إلى الفضاء :-
تطورت الأبحاث والدراسات المتعلقة بالفضاء الخارجي والكواكب وتعدى الأمر أن يكون رحلة أو زيارة بل وصل ليكون إقامة على كوكب المريخ حيث أعلنت " هولندا " عن خطتها لبناء مستعمرة بشرية على كوكب " المريخ " في عام 2023 وسيختار مشروع " مارس وان " الهولندي 24 شخص على أن يراعي في ذلك المساواة بين الرجال والسيدات وإحترام رغبتهم في العيش على كوكب آخر دون تمييز عنصري على أساس الجنس أو معايير أخرى إنما تكون الأولوية لمن يتميز بالقدرة على التأقلم والتكيف مع الحياة على الكوكب الجديد .
تبلغ رسوم الإقامة في كوكب المريخ 38 دولار ، وبلغ عدد من أعلنوا عن رغبتهم في الحياة على كوكب " المريخ "نحو 200 ألف شخص وتم إختيار 1850 شخص من بينهم كإختيار مبدئي، ومعظم من تم إختيارهم من حملة المؤهلات الجامعية والجدير بالذكر أن منهم 34 شخص من جنسيات عربية .
صرح المسئولين عن المشروع أنه سيتم تأهيل وتدريب المسافرين للإقامة والعيش في كوكب " المريخ " من خلال توفير بيئة مماثلة لهم وسيتم تزويدهم بألف كيلو جرام من الطعام بالإضافة للمعدات والآلات اللازمة للعيش لمدة سبعة شهور ثم تنطلق رحلة لمجموعة أخرى بعد سنتين .
هذا هو الإنسان مع الفضاء، بدأ بنظرة إلى القمر من على الأرض وأعقبها برحلة ثم زيارة ثم إقامة.
|
