يحد لبنان من الشمال والشرق سوريا ومن الجنوب فلسطين وتطل على البحر المتوسط من جهة الغرب ، تغلب الطبيعة الجبلية على لبنان وتشكل جزء من حدودها مع " سوريا " ، وبلبنان أعلي قمة جبلية بغرب " آسيا " وهى قمة " القرنة السوداء " ، وتُعد غابات الأرز رمزاً للبنان وينتشر فيها الأنهار التي تتكون من ذوبان الثلوج ولعل أشهرها نهري " الليطاني " و " العاصي " .
تتعدد الآراء حول اسم البلد ، فبعضها يُرجح أن البلد اكتسبته من طبيعتها ويعتقد أن الاسم تم اشتقاقه من الكلمة " ل ب ن "وهي كلمة من اللغات السامية وتعني " أبيض " نظراً للقم الثلجية التي تغطي سفوح الجبال، بينما آخرون يعتقدون أن كلمة " لبنان " مُشتقة من كلمة " اللبني " وهو نوع من شجر الطيب أو البخور حيث يتوافر هذا الشجر بغزارة في البلد، وهناك فريق آخر يُرجح أن " لبنان " اكتسبت اسمها من إحدى الحضارات التي شهدتها أرضها ويشيرون أن الاسم مشتق من كلمتي " لُب " و " أنان" والتي تعني " قلب الآله " إزاء شهرة جبالها كموطن للآلهة لدى الأقدمين .
اختلفت وتعددت الآراء حول اسم البلد إلا أنها اتحدت والتفت حول حقيقة ثابتة هي أن " لبنان " مهد وموطن لأقدم الحضارات في العالم والتي تعود إلى سبعة آلاف سنة مثل الحضارات التالية:" المصريون القدماء ، الآشوريين , الفرس ، الإغريق ، الرومان ،البيزنطيون ، العرب ، الصليبيون ، الأتراك ،الفرنسيون ".
يعود أقدم دليل على استيطان الإنسان في لبنان إلى سبعة آلاف سنة وطالما استوطن الإنسان بلد ما فدائما ما ترى أثرا له وبصمة خاصة تُميزه عن الآخرين ، فما بالنا ببلد استوطن فيها الإنسان فيها من مختلف الأصول والجنسيات والعروق ، وعليه أضحت " لبنان " منذ قديم الأزل كمعقل حضاري وثقافي تتألف ملامحه من فنون بشرية لكُل منها مذاق خاص ورؤية من زاوية مختلفة تُجمِل في منتهاها الانطباع العام عن البلد وجعلت منها حديث الناس عن المتعة في السفر إليها .
تمتاز " لبنان " بالمزج بين العنصر البشري وآثاره وبين الطبيعة وملامحها البديعة وعليه أصبحت السياحة من أبرز الأنشطة التي تغلب على الدولة حيث تمتاز بالتعددية التي تجذب الزائرين من مختلف أنحاء العالم قادمين للاستمتاع بالمعالم الأثرية والطبيعية التي تترامى في مناطق متعددة في لبنان ومنها على سبيل المثال:
- مدينة بعلبك:
وهي تقع في وادي " بقاع " و تأخذك في رحلة استكشافية طويلة عبر الزمان إلى العصور القديمة بآثارها العتيقة من معابد يونانية ورومانية شاهقة بأبنيتها وأعمدتها وتماثيلها الفريدة المنحوتة في الصخر مثل :-
)معبد باخوس ، معبد جوبيتر ، معبد فينوس) ، وتُعد " بعلبك "من أهم الوجهات السياحية بسبب المهرجان السنوي الذي يُقام في المدينة .
- مدينة جبيل :
وهي تقع على البحر المتوسط وهناك تمتزج الطبيعة مع الآثار وهى من المدن التي تجذب السائحين حيث الاستجمام بملامح الطبيعة من خُضرة وجبال وأودية وبحر وزيارة المعابد الفينيقية ومنها ( المعبد الأكبر ، معبد بعلة جُبيل ، معبد المسلات ) ، بالإضافة إلى مزارات أخرى ومنها ( قلعة جبيل ، متحف الشمع ، مسجد جبيل ) ، بالإضافة إلى متحف جبيل للأحافير الذي يضم أسماك وحشرات تعود لملايين السنين عندما كانت جبال لبنان لا تزال تقع تحت البحر .
- مدينة الجوينة :
وهى من أجمل المعالم السياحية في لبنان وتمتاز المدينة بالتبادل التجاري ومحلات التسوق مع إمكانية شراء التذكارات السياحية الرائعة مع الاستمتاع بمناظر طبيعية جميلة حيث جبالها وتكويناتها الصخرية وأنهارها والحقول الخضراء .
المعالم الطبيعية في لبنان
أنت في حِل من عناء البحث ، فقط وأن تتواجد في لبنان فأنت في ضيافة الطبيعة ، فالبلد بأكملها مَعلم طبيعي بديع يدعو إلى الاستجمام والانسجام مع الطبيعة في هدوء ، ولعلك في هذا الشأن مدعو بالأخص إلى جوهرة السياحة اللبنانية " مغارة جعيتا " بكهوفها وقبابها والتكوينات الصخرية العجيبة وسحر المياه بداخلها يأسر اندهاشك وإعجابك بك.
-كما تمتاز لبنان بالعديد من المحميات الطبيعية واللاتي تمتاز بالثراء الطبيعي من حيث الحياة البرية والنباتية والسمكية والطيور البحرية ومنهم على سبيل المثال :-
)محمية أرز الشوف ، محمية حرش إهدن ، محمية جزر النخيل ، محمية شاطئ صور ) .
في لبنان حيث تنفرد أنت والطبيعة في حوار خاص مع جبالها وأنهارها والحقول الخضراء والتكوينات الصخرية ومحمياتها الطبيعية .
لا يقتصر السفر إلى لبنان على الاستمتاع بالطبيعة والآثار بل يمتد ليشمل كافة الأغراض والاحتياجات والميول لذا تجد لبنان تملك كل مقومات السياحة العلاجية في أحدث تقنياتها ، بالإضافة لكونها من الدول القليلة في الشرق الأوسط التي ترعى الرياضات الشتوية مثل :- (التزلج على المنحدرات الجليدية ، قيادة زلاقات الجليد الآلية ، الهبوط بالمظلات ، الجري الطويل ) .
وإجمالاً بعد تفصيل إن السفر إلى لبنان هو رحلة لا ينتهي فيها الذهاب والعودة .
|