منذ أن خُلق الإنسان على وجه الأرض ويتعلق قلبه بأمه بفطرة من الله فيشعر بوجودها في حياته وكأنها برا وشاطيء للأمان يأوي إليه كي يشعر بالإحتماء ، ومن هنا وعلى اختلاف ثقافتنا وتعدد المجتماعت الدولية إلا وأنها جميعا منذ قديم الزمان قررت الإحتفال بالأمهات في يوم معين لإبراز مكانتها في الحياة ومدى تأثيرها في أن يكون للحياة معنى وأن تدوم بهجتها .
يرجع الأصل في الإحتفال بعيد الأم إلى آلالاف السنين حيث الحضارة الإغريقية إلا و أن الإحتفال به منذ ذلك الوقت البعيد كان أيضا في فصل الربيع وربما ترجع الرمزية في ذلك إلى التشبيه بين تفتح الزهور والورود و بين أعين الأطفال التي عندما تفتحها لأول مرة تري الأم الجميلة في انتظارها بعد معاناة 9 شهور لتحتضنها وتُشعرها بالحنان .
وعن بدء الإحتفال بعيد الأم في الماضي البعيد فكان أيام الحضارة الإغريقية ووفقا للمعتقدات الدينية السائدة وقنها كانت الآلهة " ريا " رمز الأمومة .
أما عن بدء الإحتفال بعيد الأم في التاريخ الحديث فهو يعود إلى الولايات المتحدة الأمريكية ويُنسب إلى الآنسة " آنا جارفس " والتي كانت صاحبة فكرة تخصيص يوم للإحتفال بالأم وأن يكون هو عيدها الذي تشعر من خلاله بأنها أدت رسالة مقدسة في الحياة و أن عنائها طوال عمرها محل تقدير وتكريم.
أول من طالبت بعيد الأم لم تكن أُماً قط حيث لم تتزوج " آنا جارفس " طيلة حياتها إلى أن ماتت ، وكانت " جارفس " شديدة الإرتباط بأمها وكانت طالبة في إحدى المدارس التابعة للكنيسة النظامية "أندرو"، وبعد وفاة أمها شعرت بألم الفراق والإشتياق إلى أمها وسماع صوتها لذا قررت أن يحتفل الناس بالأمهات ويتم تكريمهم وتقدريهم في يوم يتم إهدائه إليها ، لذا بدأت الآنسة " جارفس " حملات موسعة تستهدف رجال الكونجرس والوزراء ورجال الأعمال ، وقد لاقت جهود " جارفس " قبولاً كبيراً حيث قامت الكنيسة بتكريمها في العاشر من مايو 1908 وأعلنت الكنيسة أن تكريم "جارفس "هو يوم عيد الأم كونها أول من سعى إلى ذلك رغم أنها لم تكن أُماً ، وفي عام 1910 كان أول إعلان رسمي عن عيد الأم في الولايات المتحدة الأمريكية في غرب فريجينيا بولاية أوكلاهوما ، ولأن زهرة القرنفل من الزهور المفضلة لوالدة " جارفس " أصبح القرنفل الأحمر هو الزهرة والشعار في هذا اليوم ، وبمرور الوقت ومع عام 1911 كانت كل الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بهذا اليوم ، إلا وأنه في عام 1913 أعلن الكونجرس الأمريكي رسميًّا موافقته على الإحتفال بعيد الأم واختار أن يكون يوم الأحد الأول من شهر مايو وبعدها انتقلت الإحتفالات إلى أنحاء مختلفة من العالم ومنها المكسيك، وكندا، والصين ، واليابان ، أمريكا اللاتينية وأفريقيا .
- يختلف يوم الإحتفال بعيد الأم من دولة إلى أخرى كما تتنوع مظاهر الإحتفال به وعلى سبيل المثال :
عيد الأم في السويد:
يكون فى آخر يوم أحد فى شهر مايو، و يُعتبر هذا اليوم أجازة رسمية فى السويد ويُطلق عليه أجازة العائلة ، وقد كان الصليب الأحمر السويدى حتى وقت قريب يبيع زهور بلاستيك صغيرة فى احتفالات عيد الأم .
عيد الأم الهند :
يكون في الأول من شهر مايو و يستمر الإحتفال لمدة عشرة أيام ويسمى " درجا برجا"
وهى أم قديسة لديهم وأهم آلهه هندوسية.
عيد الأم فى أسبانيا والبرتغال:
يكون يوم 8 ديسمبر حيث يرتبط عيد الأم فى البلدين بإحتفالات
الكنيسة لتكريم "السيدة مريم العذراء" كما أنه يوم احتفال للأمهات بوجه عام.
عيد الأم فى النرويج :
عيد الأم فى النرويج يكون الأحد الثانى من شهر فبراير.
عيد الأم فى فرنسا:
يكون آخر أيام الأحد من شهر مايو، و يتم الإحتفال به على أنه " عيد للأسرة " حيث تلتف الأسرة كلها حول المائدة لتناول وجبة شهية والقيام بتوزيع الحلوى.
عيد الأم في أمريكا واليابان :
يكون فى يوم الأحد الأول من شهر مايو , حيث يتم إقامة معرض للصور ترسمها الأطفال ويُسمى "معرض أمى" ليشارك بدوره فى معرض آخر يسمى" المعرض المتنقل " حيث يتجول هذا المعرض فى العديد من الدول المختلفة.
أما عن عيد الأم في مصر :
يتم الإحتفال به في يوم 21 مارس من كل عام وترجع القصة في اختيار هذا اليوم إلى الصحفي المصري الراحل " علي أمين " مؤسس جريدة " أخبار اليوم " حيث طرح "علي أمين" في مقاله اليومي والذي إسمه " فكرة ' رغبته في الاحتفال بعيد الأم قائلا: لِماذا لا نتفق على يوم من أيام السنة نطلق عليه 'يوم الأم' ونجعله عيداً قوميا في بلادنا وبلاد الشرق، وفي هذا اليوم يقدم الأبناء لأمهاتهم الهدايا الصغيرة ويكتبون لهم خطابات صغيرة يقولون فيها " شكرا أو ربنا يخليك "، لماذا لا نشجع الأطفال في هذا اليوم أن يعامل كل منهم أمه كملكة ولا تقوم هي بأي عمل ويتولوا هم في هذا اليوم كل أعمالها المنزلية بدلا منها ولكن أي يوم في السنة نجعله 'عيد الأم' ؟ وبعد نشر المقال اختار القراء تحديد يوم 21 مارس وهو بداية فصل الربيع ليكون عيدا للأم ليتماشى مع فصل العطاء والصفاء والخير، وكان أول عيد أم احتفل به المصريون هو 21 مارس سنة 1956، وهكذا خرجت الفكرة من مصر إلى بلاد الشرق الأوســط .
|