الدكتور ناصر الكلاوى يكتب
تم بناء المبنى الذى كان يستغله الحزب الوطنى الديمقراطى المنحل بالتحرير فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر ليكون مقرا للاتحاد الاشتراكى ، و تم استخدامه كمقر للحزب الوطنى الديمقراطى الذى اسسة الرئيس محمد انور السادات فى نهاية السبعينات من القرن الماضى ، و مصمم المبنى هو المهندس المعمارى محمود رياض حسبما اشارت بعض التقارير الصحفية ، و فى عهد الرئيس محمد حسنى مبارك تم تخصيصة لعدد 24 جهة ادارية تابعة للجهاز الادارى بالدولة ، و كانت ملكيته تعود لمجلس الشورى ، و قد تم الغاء هذا المبنى وفقا للدستور الجديد الذى تم اقراره عام 2014م ، و المقر يتكون من جزئين ، الاول كان مستغل للامانه العامه للحزب الوطنى الديمقراطى و المجلس الاعلى للسياسات ، و الثانى كان مخصص كمقر لمجلس الشورى ، و المجلس الاعلى للصحافة ، و المجلس القومى للمراة ، و تم حرق المبنى يوم 28 يناير عام 2011م من جانب مجموعه من المخربين اثناء ثورة يناير العظيمة ، و ظل المبنى على حالته بعد تخريبه و سرقة محتوياته ، و قد تقدم مجموعه من رجال الاعمال بعرض للحكومة لبناء فندق عالمى على ارض المبنى ، و لكن الحكومة المصرية قررت يوم الخميس الماضى قرارا هاما نصه ما يلى ،، هدم المبنى المجاور للمتحف المصرى بالتحرير ، و المعروف باسم الحزب الوطنى ، و ضم الارض الى محيط و حديقة المتحف ، و ياتى ذلك اطار حرص الدولة على التراث الاثرى لمصر ، و ان هذا القرار يعد قرارا تاريخيا لما لهذة الارض من قيمة مالية ضخمة ، و لكنها مهما كانت القيمة ، فانها لا تقارن بقيمة الحفاظ على التراث المصرى الذى يشكل جزا ثمينا من التراث البشرى ،، و للاسف فان قرار الحكومة المصرية قد جانبة الصواب ، فاذا كانت الحكومة قد استجابت لجموع الاثريين فى ضرورة عودة ارض المبنى الى الجهة المالكة و هى المتحف المصرى بالتحرير ، الا ان الحكومة قد وقعت فى خطاء تاريخى ، لان المبنى مسجل فى عداد المبانى ذات الطابع المميز بجهاز التنسيق الحضارى بوزارة الثقافة طبقا للقانون رقم 144 لسنة 2006م ، و هذا القانون وضع اجراءات محددة فى حالة اخراج مبنى من قائمة المبانى المميزة ، و لذلك لابد من تجميد القرار حتى يتسنى تشكيل لجنة هندسية اثرية لتحديد اماكانية اعادة توظيف المبنى او هدمة
و فى حالة صلاحية المبنى فيجب اعادة توظيفة باقامة عدة متاحف نوعية مصرية عالمية ، على ان تكون هذة المتاحف متخصصة و تحكى قصة الحضارة المصرية منذ اقدم العصور و حتى العصر الحديث ، و على سبيل المثال يمكن اقامة متاحف مثل ،،، متحف البرديات و متحف المخطوطات ، و متحف المسكوكات ، و متحف الطب و الصيدلة ، و متحف الفخار ، و متحف مدينة القاهرة، متحف الثورات المصرية ، و يجب استغلال بقية الطوابق فى اقامة مستشفى للعاملين بالوزارة ، و فندق و مطعم ، و نادى للعاملين ، تاجير بقية الفراغات كمحلات تدر عائد مادى لوزارة الاثار ، و فى حالة عدم صلاحية المبنى لهذة الانشطة فيجب ان يتم اقامة شركة مملوكة لوزارة الاثار لاقامة مبنى حديث لاقامة مجموعه المتاحف المذكورة و المحلات و الفندق و المستشفى و النادى و قاعه المؤتمرات و يجب ان تدار هذة المنظومة بطريقة جيدة من اجل ان تعود بالاموال من اجل الاستفادة منها فى الانفاق على العاملين بوزارة الاثار مستقبلا |