يكاد أن يكون الجامع الأول في العالم الذي لعب أدواراً دينية وتعليمية وثقافية وسياسية ومعمارية.إذ يبرز دوره الديني في أداء الصلاة والعبادات ودوره التعليمي يتمثل في دراسة اللغة العربية والعلوم الاسلامية، بجانب دوره السياسى الرائد . أما دوره المعماري فيبدو واضحا في التطورات المعمارية في عصور الولاة والسلاطين والملوك والرؤساء. لذا ظل هذا الجامع منارة دينية وتعليمية وثقافية للمسلمين.
إنه الأزهر الذي تغني به أمير الشعراء أحمد شوقي قائلاً:قم في فم الدنيا وحيي الأزهرا وانثر على سمع الزمان الجوهرا.
الآزهر وعمارته في العصر المملوكي :-
بقي الازهر صامتا في حالة من الضبابية لا هو حي ولا هو ميت حتي قطع الصمت مجئ السلاطين المماليك ، انصرف الزمن كثيرا عن الازهر حتي حضر الوجود الازهري ، توافدت الحلقة الي طلابها وتوافد الطلاب لاروقة المسجد اما المعلمون فهم من طراز السيوطي وابن خلدون وابن حجر .
عنى السلاطين المماليك بالآزهر ,حيث تم إعادة تأسيس الصلاة في الأزهر أثناء حكم المماليك بأمر من السلطان بيبرس في 1266، التي كانت قد حرمت في عهد صلاح الدين بسبب التعاليم الشافعية ،. فنجد أن الأمير "عز الدين أيدمر" استأذن السلطان الظاهر بيبرس البندقداري سنة 665هـ/1266م فى عمارته فأذن له وقام بتجديد الجامع وإصلاحه بعد أن أصابه الإهمال. واحتفل فيه بإقامة صلاة الجمعة في يوم 18 ربيع الأول سنة 665 هـ/19 من نوفمبر 1266م .
وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون,أنشأ الأمير علاء الدين طيبرس أمير الجيوش المدرسة الطيبرسية سنة (709هـ- 1309م)، وألحقها بالجامع الأزهر. وأنشأ الأمير علاء الدين آقبغا سنة 740 هـ/1340م المدرسة الأقبغاوية على يسار باب المزينين (الباب الرئيسي للجامع)وبها محراب بديع، و منارة رشيقة. وأقام الأمير جوهر القنقبائي خازندار السلطان المملوكي الأشرف برسباي المدرسة الجوهرية في الطرف الشرقي من الجامع. وتضم أربعة إيوانات. أكبرها الإيوان الشرقي وبه محراب دقيق الصنع،وتعلوالمدرسة قبة منقوشة.
إلا أن أهم عمارة كانت بالجامع هذا التي قام بها السلطان قايتباي خلال سنوات حكمه بدأت بهدم الباب بالجهة الشمالية الغربية للجامع. وأقام على يمينه سنة 873 هـ/1468م مئذنة رشيقة من أجمل مآذن القاهرة، ثم قام السلطان المملوكي قانصوه الغوري ببناء المئذنة ذات الرأسين، وهي أعلى مآذن الأزهر. تنتهي هذه المأذنة بإثنان من رؤوس كمثرية الشكل تحمل كل منها هلالاً نحاسياًوالتي تعتبرطرازا فريدا من المآذن بالعمارة المملوكية.
على الرغم من أن المسجد قد استعاد مكانته في القاهرة في عهد المماليك، إلا أن أعمال التصليح والعمل الإضافي ، نفذت بأوامر من هم في مواقع أقل من السلطان واعني الأمراء، وقد تغير هذا في ظل حكم الظاهر برقوق، أول سلاطين المماليك الشركس، الذي أولى استئناف الرعاية المباشرة خلال نهاية حكم المماليك. وأدخلت تحسينات وإضافات من قبل السلاطين قايتباي وقنصوه الغوري، كل واحد منهم أشرف على العديد من الإصلاحات وبناء المآذن وقد كانت ممارسة شائعة بين سلاطين المماليك لبناء المآذن، وينظر إليها على أنها رمز القوة والطريقة الأكثر فعالية في تدعيمه لمنظر مدينة القاهرة، وتمنى كل سلطان أن تكون له لمسة مرموقة في الأزهر.
وبمجئ العصر العثماني ظهر الازهري بقوة وتبلورت شخصية الازهر بقوة وهذا هو موضوع المقالة التالية ان شاءالله "الازهر والعمامة -- الازهرفي العصر العثماني "
|