ومع العثمانين تبلور جامعا وطلبة ، أظهر الأتراك احتراما كبيرا للمسجد وكليته،وتوهجت العمامة الازهرية ، سطع الازهري بقوة ،تبلورت شخصية المسجد الجامع الازهر وتحررت علومة التي تدمج التزكية بالتوعية ونهضت طاقة علماؤه خلال الفترة العثمانية.
استعاد الأزهر مركزه كمؤسسة يفضل التعلم بها في مصر،. وبنهاية القرن الثامن عشر، أصبح الأزهر مرتبط ارتباطاً وثيقا بعلماء مصر وقد كان للعلماء القدرة على تأثير على الحكومة بصفة رسمية، ،كما أصبح الازهر المعبر الحقيقي عن امال المصريين وطموحاته واصبح علماؤه هم المتحدثين الرسيمين باسم الشعب ،بارادتهم يعينون ويعزلون الولاة العثمانيين.
ولعل من الحوادث التاريخية الشاهدة علي ذلك :-
- ما بين 1730–1731، قام آغاوات العثمانية بمضايقة السكان المقيمين بالقرب من الأزهر أثناء ملاحقة الهاربين الثلاثة. وأغلقت البوابات في الأزهر احتجاجا لذلك، وأمر الحاكم العثماني آغاوات الامتناع عن الذهاب قرب الأزهر ، خوفاً من قيام انتفاضة كبرى، وقد حدث اضطراب آخر في عام 1791 تسبب فيه مضايقات الوالي قرب مسجد الإمام الحسين، ثم ذهب إلى الأزهر لتبرير موقفه. وقد أقيل الوالي بعد ذلك من منصبه.
- حادثة الشيخ الدرديري الذي علق الدراسة بالجامع الازهر واغلق بابه تعبيرا عن بطش الوالي العثماني. ومن هنا كان الأزهر أيضا بمثابة نقطة محورية للاحتجاجات ضد الحكم العثماني لمصر، سواء من داخل العلماء ومن بين عامة الناس. وكانت هذه الاحتجاجات الطلابية التي عقدت في الأزهر شائعة بين عامة الناس، وقد أغلقت المحلات التجارية في محيط المسجد أحيانا تضامنا مع الطلاب، كما كان أيضا العلماء في بعض الأحيان قادرين على تحدي الحكومة.
- وعن عمارة الجامع الازهر ووقفه فى العصر العثماني :- نجد أن ولاة مصر فى ذلك الوقت قاموا بعدة أعمال به وأوقفوا له عدة أوقاف وأقاموا به عدة أروقة وزوايا منها الرواق الحنفية وزاوية العميان ورواق الأتراك ورواق السليمانية ورواق الشوام.إلا أن أكبر عمارة حدثت للجامع كانت فى عصر "عبد الرحمن كتخدا" سنة 1167هـ/ 1753م حيث زادت مساحة الجامع مساحة كبيرة كما أنشأ به قبة وعمل به عدة أعمال كان منها عمل باب المزينين وهو الباب الرئيسي للجامع حالي .
- من الناحية الثقافية تم تقسيم الادوار في العصر العثماني قاضي القضاه لابد ان يكون تركيا وياتي من استنبول ولانه هو من يصدر الفتاوي فكان لابد ان يكون يتبع الدولة وبقي للازهر علماؤه المصريين ، وعلي الرغم من تتريك الدولة وتعميم اللغة التركية كلغة رسمية للدولة الا ان الازهر ظل ذو شخصية مستقلة بعلومه التي تدرس فيه باللغة العربية .
- وكان النظام الدارسي في الازهر عبارة عن عمود يتحلق حوله الطلاب فكان عدد الاعمدة في الجامع يزيد عن 360 عمودا يجلس عند راس كل عمود شيخ وعالم من علماء الازهر يجلس حوله الطلاب في حلقة يتلقون العلم من الكتب وكان الازهر يدرس العلوم التجريبة التطبيقية بحانب العلوم اللغوية والادبية والدينية . وظهر الرواق الازهري كمكان للعلم والتعلم
- وعن الزي الازهر فكان الطربوش الاحمر القادم من الطربوش الاحمر التي كان يرتديه الولاة والباشاوات العثمانيين غير ان العلماء الازهريين اضافوا الي الطربوش الاحمر العمامة البيضاء تميزا بزيهم عن كل المدارس الدينية في مصر والعالم كله .
وقد استحدث لقب شيخ الازهر خلال العصر العثماني ، حيث كان لكل حرفة شيخ حرفة ومن هناوجد لقب شيخ الازهر وكان اول من تلقب به هو الشيخ "الخراشي " .
الي اللقاء في المقالة القادمة " الازهر جامعاً وجامعة " " المدفع ونابليون "
|