الخميس, 2 مايو 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

في نهار .. تبسم فيه أبو الهول
حوار الحكمة 2

في نهار .. تبسم فيه أبو الهول  
حوار الحكمة 2
عدد : 06-2014
بقلم الدكتور/ إبراهيم حسن الغزاوي
المهنة: مواطن مصري
eommar@hotmail.com
algh0031@umn.edu

هل تذكرونه يا مصريون؟ أبو الهول ...حارس الأهرامات العملاقة... التي ربضت على مفاصل الوطن ..تربطه سويا ..وتحكمه وتوحده بقوتها الأسطورية أزمانا وأزمان ..قبل الزمان وحتى بعد الزمان بزمان ..
وهل تذكرون حواري معه منذ عدة أيام... عندما ابتدرني بما طمأنني لمقدمة توحي باعتدال مزاجه ، عما كان عليه من عدة أشهر...إنه أبو الهول... عظيم عظماء الحضارة المصرية ... وأحسست بحظي يبتسم ..ليس فقط عندما ابتسم ...ولكن عندما وعدني بحوار... يعطينا فيه من حكمته وحكمة الزمان ..الذي عاشه منذ فجر التاريخ..قيما يقظا على حضارة المصريين العامرة الباقية بقاء الزمان والمكان بإذن الله... وفي موعدنا ..أرهفت مسامعي واستحضرت ما وهن مني من يقظة وهمة ... وذهبت إليه..
تظاهرت برباطة الجأش ..واستقام عودي وأنا أستعد لكي ألقي إليه بما أحمله ..ولكني أردت أن أمهد بسؤال ... يعطيني طريقا لكي أسوق له أخبار وطني التي سرتني وسرت غيري من أبناء مصر والمحبين لها في الوطن العربي الحبيب وفي كل بقاع المعمورة..
سألته ...هل تابعت أحداث أيامنا الحاضرة يا فيلسوف الزمان؟ اليوم في مصر كان له شأن عظيم ..وأردت أن أنهي إليك خبره ..لكي أسعدك ببني حماك في مصر ...
مرت لحظات قبل أن يأتيني صوته..هادئا وقورا... واثقا طربا ... غنيا جزلا ... : يا بني ... وهل تظنني غائباً عما تفعلون؟ أنا هنا أتابع كل حركة وكل خلجة من خلجات الوطن..مصر التي أعلمها كما لا تعلمونها..وأقدرها كما لا تقدرونها..وأخاف عليها بقدر ما تفرطون في حقها...يا بني ..أنا عيني على مصر ...ومصر في قلبي ..فكيف تتصور أنني لست على علم بما يجرى هذه الأيام؟
للحظات أحسست بحماسي للقائه يخبو ..وكيف لا؟ وما أتيته من خبر وجدته لديه بتفاصيله..وكأن زيارتي ليس لها عائد عليه... ولكنني لم أستسلم..وقررت ألا أتركه يفرض علي قوة شخصيته ..وطغيان حبه للوطن مصر...فشمرت عن ساعد فكري ..وسألته: ما الذي أسعدك أكثر يا حارس الأرض ؟
أسعدني؟ ما الذي أوحى إليك بسعادتي يا بني.. لا تظن أن غيبة دمعي تعني سعادتي..وأنا لم أقل لك كلمة توحي بسعادتي... ربما هي تصوراتك أنت ..ولكني لن أخيب ظنك ...وسأصحح لك سؤالك..وأقول لك أني شعرت بارتياح حذر وأنا أرى أحداث اليوم جارية في شريان مصر المستقبل أكثر من جريانها الممقوت في أوردة الماضي القريب القاتمة السوداء...
وما أعطاني سبيلا للراحة الحذرة ..أنكم اليوم بدأتم تدركون مرة أخرى مسئوليات الزمان الآتي عليكم ..وأنكم لم تعودوا تتكلمون بكثرة عن الماضي..وخطواتكم اليوم ..برئاستكم الجديدة..وآمالكم العريضة.. ربما تكون مدخلكم للحضارة الإنسانية القادمة..تصبغونها بحلم البقاء والسيادة على العالم..سيادة العقل والفكر وليس سيادة الغشم والالتصاق بالأرض.. التي أدمنتموها في غابر سنواتكم البائسة ... لا أعادها الله عليكم ..
حيرتني الإجابة ... رأيتها أحجية غامضة وليست ردا على سؤالي الذي بدا لي بعد إجابته .سؤالا سطحيا ساذجا..
وكأنه لمح على وجهي الحيرة وعدم اليقين..فقال ..وبسرعة .على غير عادته في التؤودة والصبر... أخشى عليكم أن تغمركم فرحة اللحظة ..وتغيبكم عن حقيقة التحديات العظيمة التي تقف في سبيلكم للمستقبل ...
كيف يا سيد الحجر ويا حكيم البشر ؟ سألته وأنا أكثر حيرة مما كنت عليه عندما سألته المرة الماضية...
يا بني ..أنتم تفرطون في الفرح .. وأنا أشفق عليكم ألا تفرحوا..وقد أوهنكم الشقاء في أزمانكم الأخيرة .. ولكني أكثر إشفاقا من أن تخبت فرحتكم ... إذا ضلت منكم وجهتكم...
كيف يا مبدع البقاء؟ .. سألته وقد أيقظتني لهجته الحانية لأنها كانت بحنوها مليئة بالحكمة والبصيرة..وعلمت أنه آت إلي بقبس من العلم عظيم ..وخبر يقين في مستقبل مصر الآتي..فأرهفت أذني ..والتصقت أكثر منه بقلبي وضميري..
يا بني..أراحني كثيرا أنه أصبح لديكم رئيساً منكم... تبدوا عليه إمارات الوطنية والصدق....وتذكرت آمون وتوت عنخ آمون ورمسيس وغيرهم.... ممن هم أعظم منكم ..لأنهم تركوا مصر بعدهم عملاقة العالم...وبالرغم من أنني نسيت متى فرحت في المرة السابقة، إلا أنني أسعدني بقاء قدرتكم على استعادة روحكم الإيجابية..وأحسست أنكم على خطوات من مسار عظيم ..ولكني أشفق عليكم.. أن تخطئوا مساركم عما قريب.. فتخالفوا نهج أجدادكم العظام ....
كيف يا ناظر المكان ؟ أعطني من حكمتك...لعلني أبلغ منها ما يكفيني لكي أسوقها لأهلي .. فيستفيدوا منك ..وينهلوا من فيض علمك المحيط بالزمان والمكان...
يا بني ... مشاكلكم كثيرة..وتحدياتكم جسيمة ..وقد عالجتم أموركم بعشوائية..أفسدت كثيرا عما أصلحت..وعليكم أن تستفيقوا وبسرعة من غفوة الاحتفالات وزهوة الانتصارات ..فالانتصارات مازالت بعيدة عنكم ..وبينكم الفقراء والمرضى بالملايين..ودوركم الطليعي الملهم يفتقده مئات الملايين من أشقائكم العرب والمسلمون.. الذين يكنون لكم كل حب واحترام..ويروا في مساركم النور الذي يهتدوا به في ظلماء الزمان وبيداء المكان...
زدني يا راعي الحكمة...هكذا انسابت مني الكلمات دون أن أملك لها ردا ولا نظما...
يكفيك مني هذا في يومك يا بني ..ولعلنا يكون لنا لقاءا آخر..إن استوعبتم هذه الوصايا ..التي علمني إياها دهر لا حدود له من الزمان والمكان والبشر .... في مصركم المحروسة ...
حتما سوف آتيك يا حارس الزمان وحافظ المكان..هكذا استودعته أركان الحضارة المصرية... في مكان من أقدس أماكن الحضارة على مر تاريخ البشر ..منذ خلق الله الأرض ..وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها...