حينما ابدع المصريون اخرجوا لنا جامع احمد بن طولون درة المساجد الاسلامية وثالث المساجد التي بنيت في مصر والمسجد صاحب المئذنة المتفردة والأقدم في تاريخ المآذن الموجودة بمصر حالياً وهى ملوية ابن طولون التي لا مثيل لها إلا في سامراء العراق.
مسجد أحمد بن طولون بني ما بين عامي 876-879م والأخير هو التاريخ المدون على لوح رخامى مثبت على أحد أكتاف رواق القبلة ويقال أن المهندس النصراني سعيد بن كاتب الفرغاني هو الذي تولى هندسه البناء.
و يبلغ طول الجامع 138م وعرضه 118م تقريبا، يحيط به من ثلاثة جهات (البحرية والغربيةوالقبلية) ثلاث زيادات عرض كل منها 19م، ويكون الجامع مع هذه الزيادات مربعا طول ضلعه 162م على وجه التقريب من صحن مكشوف مربع طول ضلعه 92م يتوسطه قبةمحمولة على رقبة مثمنة ترتكز على قاعدة مربعة بها أربع فتحات معقودة وبوسطها حوض للوضوء، ويتوسط الزيادة الغربية مئذنه فريده في نوعها ولا توجد مثيلها بين مآذن القاهرة وهي مربعة من الأسفل ثم أسطوانية وتنتهى مثمنة تعلوها قبة ويبلغ ارتفاعها40م ، والمنبر يعود لعصر السلطان حسام الدين لاجين ويعد ثالث أقدم منبر موجود في مصر وتتميز واجهات المسجد الاربعة بالبساطة
وقد قام بدر الجمالي وزير الخليفة المستنصر الفاطمي عام1077م بتجديد المسجد، ثم جدده أيضاً السلطان حسام الدين لاجين المملوكي والذي أنشأ القبة المقامة وسط الصحن عوضا عن القبة التي شيدها الخليفة الفاطمي العزيز بالله والتي كان قد أقامها بدلا من القبة الأصليةالتي احترقت سنة 376 هـ
وللسلطان المملوكي لاجين قصة مع المسجد رواها الامام جلال الدين السيوطي في كتابه التاريخي حسن المحاضرة في أخبار مصر القاهرة، مفادها أن لاجين كان أحد المماليك الذين قاموابقتل الملك الأشرف خليل بن قلاوون ومن ثم أخذ مماليك وحلفاء الأشرف في البحث عن لاجين ليثأروا منه، فما كان من لاجين إلا أن احتمى في منارة هذا الجامع الذي كانقد هجره الناس وتحول إلى مربط للخيل ومكانا للمسافرين
ونذر بتجديد وأعمار المسجد مرة أخرى إن مرت هذه المحنة بسلام وتدور الأيام و يتولى لاجين عرش مصر، ويلقب بالمنصور، وكان أول ما قام به هو الوفاء بنذره فأعاد إعمار الجامع بعد خرابه بأكثرمن 400 عام وجعل فيه كتاب لتعليم الأطفال وزرع حوله البساتين وأزال الخراب من حولهم تكلفا مالا جما
|