جهاد ناصر تكتب :
كلمة مصرية قديمة أصلها وشب الهيروغليفية بمعني يجيب أي أنها التماثيل المجيبة المكلفة بتنفيذ رغبات سيدها وإجابة طلباته والقيام بمهامه المنوط بها وقد أطلقها المصري علي نوع من التماثيل الصغيرة الحجم المصنوعة أما من الحجر أو مادة القيشاني أو البرونز أو من الطين المحروق وهي عبارة عن تماثيل تأخذ شكل المومياء وتمسك بأدوات مختلفة تعبر عن وظيفتها في العالم الأخر وقد ظهرت بضعة أمثلة قليلة منها في الدولة الوسطي و يجوز التشكك في الغرض الذي من اجله وضعت هذه التماثيل في المقابر إذ لم تكن تحمل غير اسم الملك ولكنها شاعت في عصر الدولة الحديثة ويشرح لنا الفصل السادس من كتاب الموتى مهمة هذه التماثيل إذ تقرا في هذا الفصل (أيها المجاوب "اوشبتي" إذا ما دعي صاحبك فلان بن فلان"اسم صاحب المقبرة" ليقوم بواجباته من الأعمال المعتادة في عالم الموتى فعليك أن تجاوب قائلا ها انذا) وكان الهدف من تلك التماثيل وموضعها في المقبرة أن تحل محل المتوفي في أعمال لابد أن يقوم بها في العالم الأخر بنفسه في حقول اياور أو نعيم أوزير وتعتبر عادة وضع تماثيل المجاوبين "الأوشابتي " في المقبرة تطورا لعادة قديمة انتشرت بين الناس منذ أول أيام التاريخ المصري وهي دفن عدد كبير من الخدم حول مقبرة سيدهم للقيام علي خدمته في العالم الأخر وما لبثت هذه العادة أن أختفت تماما من مصر في أواخر عصر الأسرة الأولي وحلت محلها تدريجيا عادة وضع تماثيل من الحجر تمثل عددا من الخدم كل يقوم بأداء مهمته التي يؤديها في الدنيا الأولي وهنا يجب أن نفرق بين تماثيل الخدم وتماثيل الاوشابتي اذ أن تماثيل الاوشابتي تحل محل المتوفي في أعمال يجب أن يؤديها بنفسه وبذلك فهي تنوب عن المتوفي في القيام بتلك الإعمال عكس تماثيل الخدم التي موضوعه أساسا في المقبرة لخدمة المتوفي في العالم الأخر في أعمال ليس من الواجب أن يؤديها بنفسه وكان يعتقد أن الاوشابتي هي تطور لتماثيل الخدم ولكن الاعتقاد غير صحيح للفارق في الوظيفة ونجد أهم الكتابات التي كانت تغطي جسد تمثال الاوشابتي هي تعاويذ ونقوش دينية وفي البداية كان يكتب علي جسد التمثال اسم المتوفي وألقابه وأعماله وذلك في الدولة الوسطي أما في الدولة الحديثة فأضيف الفصل السادس من كتاب الموتى ونقش علي جسم التمثال وكانوا يضعون هذه التماثيل في سرداب المقبرة مع تمثال صاحبها ونجد انه في عهد الرعامسة كانت الاوشابتي توضع في انيه فخارية برأس ابن أوي كرمز للمعبود أنبو رب التحنيط وفي العصور المتأخرة نجد أنها كانت توضع في صندوق زخرف سطحه بالنقوش والتعاويذ الدينية وكانت أعداد تلك التماثيل في الدولة الوسطي 1-2 تمثال في المقبرة الواحدة ولكن زاد في الدولة الحديثة ووصل عامة إلي 403 لكل يوم تمثال ولكل 10 تماثيل مشرف ثم لكل يوم من أيام النسئ تمثال وللخمسة تماثيل مشرف عليهم وفي نهاية الأمر تمثال لكاتب يسجل أعمال كل مجاوب ويكتب تقريرا عن سير العمل وكثيرا ما نعثر في بعض مقابر العصر المتأخر علي أعداد ضخمة من هذه التماثيل تصل إلي 700تمثال توضع في مجموعات في صناديق خشبية بجانب تابوت الميت |