جهاد ناصر تكتب:
يعد أمنحوتب بن حابو، أحد أهم الشخصيات العسكرية المثقفة في عصره، اله بعد وفاته، كان حكيما ذا ذكاء خارق، عرف بالحكيم وأستطاع أن يفوز بحق تقديره علي غيره من معاصريه. ولد امحوتب بن حابو عام 1415 ق.م في أتريب "بنها حاليا" حيث كان كثير التفاخر بانتسابه اليها. ينتمي لاسرة من عامة الشعب وتدرج في السلك الوظيفي حتي أصبح يمسك بزمام الامور كافة في بداية عهد الملك أمنحوتب الثالث. بدأ حياته كاتبا يشرف علي تسجيل أسماء المجندين في عص رالملك امنحوتب الثالث ثم تولي شئونا كثيرة منها إقامة تمثالين ضخمين أمام صرح معبد الملك في طيبة الغربية هما "تمثالي ممنون " واقامة تماثيل ضخمة للملك في معبد الكرنك. وكان له دور ايضا في تشييد معبده الجنائزي ومعبد صولب كما كان له دور في مجال الجندية فلقد تدرج امنحوتب بن حابو في الوظائف والحياة العسكرية للجنود فبدأ ككاتب للجنود المستجدين وترقي لرئيس كتبة الجنود العسكريين الاعلي وغيرها ويبدو انه كان المسئول عن حماية حدود الدلتا ضد المغيرين او القادمين من خارج البلاد .
كان حكيما فتن أهل عصره بحكمته كما كان متبحرا في شئون الطب كرمه مليكه فسمح له بتشييد معبد جنازي يقع بين معبد الملك رعمسيس الرابع وتحتمس الثاني والي الجنوب الغربي خلف المعبد الجنائزي لامنحوتب الثالث، وقد اكتشف هذا المعبد من قبل عالمي الآثار "روبشن وفاريل " ديسمبر 1934م ضمن حفائر المعهد الفرنسي وكان هذا اكبر تكريم يحلم به مصري كما سمح له فرعون مصر بان يقيم لنفسه عده تماثيل في معبد أمون بالكرنك منهم تمثالان له بالمتحف المصري يمثلانه في وضع الكاتب مرة ومرة أخري في سن متقدمه.
لقب امنحوتب بن حابو بالعديد من الالقاب منها ذات الصلة بالبلاط الملكي مثل مساعد كاتب الملك والكاتب الملكي والكاتب الاول لدي الملك وغيرها، والقاب ذات صله دينية مثل الكاهن المرتل وقائد الاله في جسده والمشرف علي المقصورة البيضاء للمعبود جب وغيرها، والقاب ادارية مثل حامل ختم العدالة وحامل ختم ملك مصر السفلي والعليا ومدير الاعمال القائمة في محاجر الجبل الاحمر ومن الالقاب المرتبطة بدوره العسكري الكاتب العسكري وقائد قوات سيد الارضين.
توفي امنحوتب بن حابو في العام الرابع والثلاثين من حكم أمنحوتب الثالث الا ان ذكراه بقيت عالقة في نفوس الاجيال ولم تلبث أن رفعت من قدرة واوصلته الي مصاف المعبودات في عصر الاسرة الحادية والعشرين، وشيد له معبد صغير علي مقربة من منطقة الدير البحري كما شيد ،ومعبد أخر في منطقة دير المدينة. وقد اشتهر بين الناس وزاد تعلقهم بذكراه في عصر البطالمة وخاصة بطلميوس التاسع والحادي عشر ومن الملاحظ ان عبادته بقيت في طيبة الغربية ولم تتعد حدودها |