جهاد ناصر تكتب:
كان هذا العيد أعظم أعياد الدولة الحديثة وكان يجري في اليوم التاسع عشر من شهر بابه "شهر الفيضان " والذي أخذ اسمه منه وهناك أكثر من إشارة للأيام التي يستغرقها والتي تتراوح من (1 , 11, 24 ,27) يوما حسب روايات مختلفة في أزمان مختلفة وكان جوهر هذا الاحتفال هو طقس الطواف الذي كان طقسا موسميا إلي حد ما ويبدو انه كان كذلك في بداية الأمر حتي أخذ "طقس طواف الإله آمون " طابع العيد والاحتفال العظيم.
وقد عرف هذا العيد من خلال مناظر معبد الأقصر التي ترجع لعهد الملكين توت عنخ أمون وحور محب ومن خلاله كان الإله آمون ينتقل من الكرنك إلي الأقصر ثم يعود الي الكرنك حيث يقدم القرابين كما يقوم بالتبخير ورش الماء أمام قارب أمون الذي يطلق عليه "وسر حات" وأمام قاربي موت وخنسو يخرج الموكب من الصرح العاشر والكهنه يحملون قوارب ثالوث طيبة فوق أكتافهم وكان قارب أمون يحمله ثلاثون كاهنا يبدأون من قدس الأقداس إلي داخل المعبد ثم يخرجون من الصرح الثالث ويصلون إلي شاطئ النيل وهنا يضعون قوارب الآلهة في مراكب حقيقية وتتجه المراكب شمالا مع التيار باتجاه معبد الأقصر وعلي ضفاف النيل تقف جموع المواطنين والموسيقيين لتحية المركب كما تقف كاهنات موت ومعهن الآلات الموسيقية كما تقف الشرطة لتنظيم الاحتفال وعند النيل تنزل المراكب تتبعها مراكب القرابين وعلي الشاطئ أمام معبد الأقصر يقف الناس مهللون ويهتفون ويساعدون في دفع المراكب في سعادة ويرقصون ويرتلون الأناشيد وحين يصل المركب إلي الأقصر يتجهون الي المعبد ويعاد حمل القوارب في موكب راجل ويضاف له مركبا الالهة موت وخنسو ليتشكل ثالوث الاله أمون وهو ثالوث مدينة طيبة، ووسط هذا الجو الاحتفالي ترقص مجاميع من النساء اللائي يلبسن ملابس شفافة بحركات خليعة وجذابة وفي معبد الأقصر يدخل الملك إلي غرفة قدس الاقداس حيث يكون مركب أمون ويقدم له القربان بطقوسة ومراسيم خشوع بينما تنتظر حاشيته وكهنته علي باب قدس الأقداس ويبدو أن البقاء في الأقصر لعدة أيام كان يعني زواج الإله آمون من موت أو إعادة إحياء ذكري زواجه وكان ذلك يعني بطبيعة الحال زواج الملك والملكة والاحتفال بذكراه وتتم العودة إلي الكرنك بنفس الأسلوب وعلي جانبي النيل يقف الجند والحاشية لاستقبال المواكب وعند الرجوع للكرنك تقدم القرابين ويحتفل سكان الأقصر إلي اليوم بأعياد مماثلة مثل عيد "سان جورج" للأقباط، ، " أبو الحجاج "للمسلمين وفيها يتنزه الناس في نفس التوقيت في مراكب النيل.
|