السبت , 20 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سبل تنشيط الحركة السياحية في المواقع الأثرية "ج 1"

سبل تنشيط الحركة السياحية في المواقع الأثرية -ج 1-
عدد : 10-2014
بقلم: د. أسعد عرفه زكى
كلية السياحة والفنادق
جامعة مدينة السادات

تراجعت فى الثلاث سنوات الأخيرة أعداد سائحي رواد المواقع الأثرية بدرجة كبيرة، وزاد الإقبال على السياحة الترفيهية على الشواطئ المصرية، وعزف المصريون والأجانب عن زيارة مواقعنا الأثرية ومعالمنا التاريخية داخل المدن المصرية.
وكان دخل وزارة الآثار من دخول السائحين بالمواقع الأثرية عام 2009- 2010 حوالى مليار و 400 مليون جنيه، وتراجع هذا الدخل ليصل حتى أغسطس الماضى إلى ثلاثة ملايين جنيهاً فقط، ووصلت الأزمة إلى الدرجة التى قال عنها السيد وزير الآثار السابق أن "دخل وزارة الآثار من زيارة السائحين للمواقع الأثرية يكاد يتوقف". ولقد أثر بالسلب هذا التراجع فى رواد السياحة الثقافية على العاملين بمهنة الإرشاد السياحى التى تعتمد وبشكل كبير على زيارة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية.
ولكى نقوم بتنشيط فعال للحركة السياحية بتلك المواقع الأثرية لابد أن تضطلع كل مؤسسة لها علاقة بقطاعى السياحة والآثار بمسئوليتها، يأتى على رأس تلك المؤسسات وزارة التربية والتعليم، فلابد من عمل تطوير للمناهج الدراسية بمراحل التعليم المختلفة بحيث تركز على رفع الوعى الأثرى و السياحى لدى تلاميذ المدارس، وتركز على التربية المتحفية لأولادنا ورفع التذوق الفنى لديهم. كما ندعو القائمين على وزارة التربية والتعليم أن تتسع برامج الرحلات المدرسية لتشمل مناطق أثرية جديدة حيث لوحظ التركيز فقط على مناطق أثرية وترفيهية بعينها على أن تتنوع المناطق الأثرية الموضوعة على خريطة برامج الرحلات المدرسية وما أكثر مواقعنا الأثرية الفرعونية واليونانية والرومانية والقبطية والإسلامية وحتى متاحفنا التى يرجع تاريخها إلى العصر الحديث والمعاصر.
وهناك دور هام جدا لوزارة التعليم التعالى فى رفع الوعى بأهمية السياحة ورفع الانتماء الوطني لدى الشباب المصرى ورفع الإحساس بالفخر لديهم بعظمة أجدادهم وعظمة ما تركوه لنا الأجداد عن طريق عمل قوافل لرفع الوعى السياحى والأثرى لدى طلاب الجامعات الحكومية والخاصة وذلك بزيارة المواقع الأثرية والمعالم التاريخية المتنوعة على أرض مصرنا الحبيبة والتى تستحق المشاهدة والزيارة.
نقترح عمل بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار من جهة ووزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى من جهة أخرى بحيث تنظم وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى زيارات مدرسية ولطلاب الجامعات الحكومية والخاصة إلى مواقع أثرية متنوعة من عصور مختلفة، وتكون تلك الزيارات بشكل دورى منتظم طوال العام الدراسى وفى الأجازة الصيفية، على أن تقوم وزارة الآثار بتسهيل إجراءات دخول الطلاب إلى المواقع الأثرية وتخفيض ثمن تذكرة الدخول لتصبح فى متناول مختلف الفئات العمرية، ويقوم السادة مفتشى الآثار بالشرح التاريخى والأثرى للمواقع محل الزيارة
كما نقترح إشراك طلاب أقسام الإرشاد السياحى بكليات ومعاهد السياحة والفنادق فى عملية الإرشاد السياحى فى المواقع الأثرية لتلاميذ المدارس ولزملائهم طلاب الجامعات، فطبقاً للوائح الكثير من كليات ومعاهد السياحة والفنادق يجب على طالب الإرشاد السياحى القيام بالتدريب الصيفى لمدة أربعة شهور ولا يحصل على شهادة البكالوريوس إلا بعد القيام بهذا التدريب فى أحد المواقع الأثرية أو السياحية، على أن يقوم مفتشوا الآثار المتخصصون بتدريبهم أولا ثم يقوم طلاب الإرشاد السياحى بدورهم بعد ذلك... وبهذه الطريقة نكون حققنا أكثر من هدف وهو رفع الوعى السياحى والأثرى لدى تلاميذ المدارس وطلاب الجامعات وحققنا رواجاً لتلك المواقع الأثرية التى أصبحت تشتكى من قلة زائريها، واكتسب طلاب الإرشاد السياحى مهارات التعامل مع الجمهور وهى مهارات لا يمكن اكتسابها بمدرجات الدراسة بالجامعات وإنما يتم اكتسابها بالممارسة العملية لمهنة الإرشاد السياحى فى المواقع الأثرية ذاتها، وسوف يقوم هؤلاء الطلاب المتدربون جيداً بالقيام بشرح تلك المواقع الأثرية للمواطن المصرى وللسائح الأجنبى الذى يزور الأثر بدون مرشد سياحى.
هذه المواقع الأثرية تعتبر ذاكرة الوطن الإبداعية التى تحتوى على إبداعات أجدادنا وتستحق منا كل عناية واهتمام لنستمتع بما تركه لنا أسلافنا ونتعلم الدروس ونستوعب العبر، ولنسأل أنفسنا هذا ما تركه لنا الأجداد...فماذا نحن تاركون لأحفادنا؟