جهاد ناصر تكتب :
لعبت المرأه دورا هاما في القصور فكانت تحيك الدسائس احيانا وتشترك في تدبير المؤامرات التي كانت تدور في حريم الملك حول وراثة العرش حيث كان اتخاذ بعض الملوك أكثر من زوجة في ان واحد معا سببا في اثارة كثير من المشاكل فقد كانت كل زوجة تطمح في ان واحد أن يتوج ابنها ملكا علي عرش البلاد بعد ابيه وسرعان ما يبدأ صراع مرير عندما تدرك احدي الزوجات ان الملك قد اختار ابن زوجة اخري وليا للعهد فتبدا علي الفور في تدبير مؤامرة لتطيح بالملك الجالس علي عرش البلاد والامثله في ذلك كثيرة في التاريخ المصري القديم فكان اول ذكر لمؤامرة من هذا النوع يرجع الي الاسرة السادسة في عهد الملك بييي اشار إليها في سيرته الذاتية احد كبار الموظفين في عهده ويدعي وني حيث ذكر ان الملكة إيتمس تورطت لاغتيال مليكه الذي عهد اليه بالمحاكمة سرا وبكافه الاجراءات التي لم تتخد مسارا قانونيا اما الاسباب الحقيقية لهذه المؤامرة فانها لازالت غامضة طالما لم تظهر بعد النصوص التي تكشف الحقيقة .
وفي الاسرة الثانية عشر هناك محاولة لقتل الملك امنمحات علي ايدي حريم قصره اللاتي اشتركن في تدبير مؤامرة قتله ففي وصيته لابنه سنوسرت الاول يحدثه عن محاولة اغتياله ثم يحذره من الناس لان اقربهم اليه غدروا به ولم يتضح من ثنايا هذه التعاليم ما اذ كانت هذه المؤامرة قد دبرت في الحريم الملكي ام دبرت علي يد احدي منافسيه الذين يطمعون في الوصول علي عرش البلاد
ولعل من أشهر مؤامرة في التاريخ المصري القديم تلك التي دبرت لقتل الملك رعمسيس الثالث احد ملوك الاسرة العشرين وقد عرفت تفاصيل هذه المؤامره من ثلاث برديات بردية" تورين" وبرديتي " لي" و "رولن " وملخص المؤامرة ان الملكله تي "تتي " احدي زوجاته عندما ايقنت ان الملك لم يجعل ابنها بنتأور وريثا للعرش عزمت علي قتله واعلان ابنها ملكا واشترك فيها نساء القصر وكبار موظفي الحريم الملكي وبعض ضباط الجيش و احد الكهنة الا ان مؤامرتهم قد باءت بالفشل وأطلق عليهم خزي لبلاد وشكل الفرعون محكمة خاصة لعقابهم وطلب منهم الا يخبروه بمصير المتامرين ربما لكونهم اقرب الناس اليه وربما ايضا توخيا للكتمان والسرية وقد قضت المحكمة باعدام بنتأور وثلاتة اخرين وقد تركوهم ليقتلوا انفسهم بأيديهم اما مصير الملكة تي فلا يزال مجهولا وذلك لان الوثائق لم تسجل الجزاء التي نالته
وعلي اي حال فان تواريخ القصور من امثال ذلك مليئة بأخبار المآسي وحوادثها المفجعة التي تدل علي الغدر والخيانة |