التاريخ يصرخ بصوت العلماء والمسئولين لا يستمعون ... انتابتنى الدهشة عندما قرأت تصريح للدكتورة مني حسن المصري،أستاذ الفن المعماري في كلية الفنون الجميلة جامعة الإسكندرية،والتى أعلنت فيه انه هناك أكثر من ٢٨ منطقة في الإسكندرية مهددة بالغرق، وهناك أكثر من 1.5 مليون مواطن سكندرى مهدد بالتشريد... ثم أهدت المسئولين الحلول المقترحة لتجنب الكوارث التى ستلحق بالأسكندرية ومنها إنشاء مركز قومي للإنذار المبكر وإدارة الأزمات، أو مركز للتغيرات المناخية في مصر والعالم العربي، لإنقاذ سكان الدلتا والسواحل من المصيرالمقبل.
عزيزى القارىء لو لم يسبق لك زيارة الأسكندرية من قبل أو قرأت عنها فتابع معى سطورى القادمة ...الاسكندرية تعد من أكبر مواني جمهورية مصر العربية علي البحر المتوسط ,ومن اعظم مراكز الاصطياف في الشرق الأوسط لذلك هى متميزة بعبقرية المكان…وليس المكان وحده بل هناك عبقرية فى تاريخها تلك المدينة العريقة التى أنشأها القائد المقدونى "الأسكندر الأكبر" الذي قدم الي مصر عام 332 ق.م. مصدر الاشعاع الحضارى والثقافي، صاحبة أكبر بوتقة للفن اليوناني الروماني ... ملتقي العلماء والباحثين ... المدينة التى احتلت مكان الصدارة بين كل عواصم العالم القديم .والتى لازال قاع بحرها يحتفظ بالعديد من الكنوز والأثار منذ نشأتها وعلي مرعصورها التاريخية وحتي عصرنا الحديث ، والتى تضم متاحفها الكثير من الكنوز الأثرية النادرة والفريدة .
... القضية التى نتكلم عنها ليست الأسكندرية الطرف الأوحد فيها بل قضية الانسانية كلها.. فصمتنا وسلبيتنا نحو كارثة التغيرات المناخية مشاركة فى جريمة ضمنية تجاه الملايين الذين سيشردون ويجوعون وقد تكون أنت واحدا منهم .. خبراء البيئة يؤكدون في رصدهم للآثار المتوقعة للتغيرات المناخية وقوع أكثر من 400 مليون نسمة تحت ظروف معيشية متدهورة بسبب الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة، وزيادة عدد السكان، وتدهور النشاط الاقتصادي؛ وبروز صراعات حول مصادر المياه والطاقة وتفعيل الأزمات الحدودية بين الكثير من الدول و هو ما سيظهر معه مشاكل متعددة في أغلب قارات العالم خلال الفترة ما بين 2010 -2030.
تشير الأمم المتحدة إلى أنه بعد حوالي 30 عاما ستصل قيمة الخسائر الناتجة عن العوامل المناخية إلى ألف مليار دولار؛ وهو ما سيؤثر سلبا على كل القطاعات الاقتصادية في كل دول العالم... والسؤال الأن ماذا ستفعلون يا صناع القرار ؟
|
