محمود فرحات يكتب:
تميز اليهود عن شعوب منطقة الشرق الاوسط بأنهم لا ينسون هدفهم بل يظلون يحاولون حتى يحققون هدفهم.. فاليهود حافظين لتاريخهم المزيف تماماً.. بل ويحفظونه لاولادهم واحفادهم.. ولا ينسون ابداً اقوال زعامتهم التاريخية.. بل ويطبقونها كلما واتتهم الفرصه أو سنحت لهم الظروف.. او بحق حينما يهيئون هم لها الظروف
ومن الكلمات الخالدة في اذهان الاسرائليين جيل بعد جيل ما قالة (ديفيد بن جوريون) اول رئيس وزراء لإسرائيل “الاشوريين سنصفي معهم حساباتنا معهم في الوقت المناسب” عندما قرأت هذه الكلمات لم افهم معناها في حينها.. ولكني ادركت معناها عام 2014 بعد اجتياح عصابات داعش المسلحة لشمال العراق.. وقيامهم بتدمير مدينة (نمرود) التاريخية وتدمير اثار متحف الموصل وحرق الألأف الكتب والوثائق والمخطوطات التاريخية .. لكن اليهود يفهمون ما يقولون ويدركون انهم محققوه في ذات يوم.. وهذا ما يفسر ايضا لماذا تكون المناطق التاريخية والمتاحف اول ما يتم نهبه وسرقته وتدمير قطع بعينها او نصوص بعينها.. كما حدث ذلك من قبل في عام 2003 مع الغزو الامريكي للعراق.
أما قصة هذه المقولة فتعود لحوالي العام 827 ق.م في عهد الملك الاشوري (شلمناسر الثالث) حينما كونت آشور في شمال العراق دولة قوية وبدأت تتطلع للسيطرة على الامارات الصغير التي كونت منها سوريا الكبرى (ممتدة من جنوب الاناضول وحتى وسط فلسطين).. وكانت هذه الامارات ولفترات طويلة تنعم بالسلام تحت حكم الامبراطورية المصرية القديمة.. وحينما ضعفت الامبراطورية المصرية بدأت اشور تتحرش بتلك الامارات وتحاول اخضاعها والسيطرة عليها دويلة بعد الاخرى.. وقد قضى (شلمناسر الثالث) على أحلاف الآراميين واليهود في سوريا وفلسطين.. وحارب في الاناضول وهضبة إيران الشمالية وهاجم القبائل العربية في الصحراء.. وكان من بين تلك الامارات التي تم اخضاعها لسلطان الاشوريين إمارة اسرائيل.. والتي هرول زعيمهم (ياهو بن عمري) وهو ذليل يحمل الهدايه الى ملك الاشوريين (شلمناسر الثالث) ليطلب منه العفو عنهم.. وقد ارخ (شلمناسر الثالث) لذلك في لوحة تدعى المسله السوداء وفيها تم تصوير (ياهو بن عمري) وهو ساجد يقبل اقدام ملك آشور
اليهود شعب لا ينسى الاساءة والاهانة مهما طال الزمن.. وصراعهم مع شعوب المنطقة ليس صراع ديني او سياسي.. وانما هو صراع من نوع خاص.. صراع التاريخ والذاكرة الوطنية والوجود
وللحديث بقية
|