بحور العلم يغوص فيها العاشقين الزاهدين التواقين الى الضرع بين يدى الله ، وتتلاطم امواجها لترتفع مراكب الزهاد وترتفع معها اصوات الدعاء لتصل الى عنان السماء. فهم يجدفون بمجاديف الايمان يبتغون الفوز بالاخرة فهم بمنأى عن عرض الدنيا وزينتها ، وامتدادا لسلسلة البحث عن الجواهر الخالدة فى السيرة العطرة لآل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم نغوص فى بحور سيد الساجدين وعليل كربلاء. زين العابدين علي ابن الحسين بن علي بن أبى طالب رضي الله تعالى عنهم. جدته هي سيدة نساء هذه الأمة السيدة فاطمة الزهراء رضي الله تعالى عنها إبنة خير خلق الله سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم ، والذى كانت نجاته رضي الله عنه من مذبحة كربلاء بسبب مرض الم به فكان طريح فراشه داخل مخيم المسلمين و قد حمل إلى ابن زياد والي الكوفة في هذا الوقت مع السبايا ويستعد الجند لضرب علي بن الحسين رضي الله عنه خشية ان يكون شوكة في نحورهم في يوم من الايام. و في هذا الموقف الصعب تجلت شجاعة بطلة كربلاء السيدة زينب التي احتضنت ابن اخيها و قالت حسبك يا ابن زياد ما رويت من دمائنا و هل ابقيت على احدا غير هذا ؟ و الله لا افارقه فإن قتلته فاقتلني معه و هنا يرد علي بن الحسين بشجاعة تليق بآل بيت النبي صلى الله عليه و سلم أبالقتل تهددني يا ابن زياد أما علمت ان القتل لنا عادة و كرامتنا الشهادة ؟وعندما عادت السيدة زينب رضي الله تعالى عنها عقيلة بني هاشم إلى المدينة المنورة ومعها سيدات أهل البيت بالإضافة إلى الزهرة التي بقيت من صلب الإمام الحسين، علي زين العابدين رضي الله تعالى عنهما ازداد الامويون فى تضييق الخناق عليها في المدينة المنورة،وخيّروها أن تذهب في أرض الله الواسعة، فاختارت أرض الكنانة مصر داراً لإقامتها ومقامها، لما سمعته عن أهلها الكرام وعن محبتهم لأهل البيت رضوان الله عليهم ، ليزداد نور النبوة على ارض الكنانة ولترتقى النفوس وتحل البركة الى يومنا ولتظل السيدة زينب قبساً من نور النبوة في مصر هذا ومن أبهى العتبات المقدسة في مصر هناك حي زين العابدين بالسيدة زينب يفوح شذا مقام الإمام علي زين العابدين بن الإمام الحسين عليهما السلام وضرب الناس المثل في العلم و الحلم بزين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه و كذلك في بره بوالديه و في عبادته ويذكر التاريخ انه كان يصلى واليوم والليلة الف ركعة ولذلك سمى بسيد الساجدين وكان أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر إلا بعد موت علي بن الحسين رضي الله تعالى عنه فقد كانوا يعيشون لا يدرون من أين معاشهم و مأكلهم فلما مات علي بن الحسين فقدوا ما كان يأتي ليلاً الى منازلهم ويحكى عنه في بر الوالدين انه قيل له إنك أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صفحة واحد فقال أخاف أن تسبق يدي إلى ما تسبق إليه عينها فأكون قد عققتها وعن إيمانه رضي الله تعالى عنه ان حريقا شب في بيته و هو ساجد يصلي فجعل من في البيت يصيحون النار النار فما رفع رضي الله تعالى عنه رأسه حتى اطفئ الحريق فقيل له أشعرت بالنار؟ فقال ألهتني عنها النار الكبرى. فلم يكن فى أهله مثله ولا أعلم منه ولا أفضل فقد كان أفصحهم لسانا وأكثرهم زهدا وبيانا
فهو نسل الحسين سبط رسول الله صلى الله عليه وسلم
احب الله من حب الحسين سبط رسول الله قرة كل عين
اللهم رب الحل والحرام ..ورب المشعر الحرام.. ورب الركن والمقام.. بلغ نبينا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم منا السلام
|