الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

قناة السويس ملحمة وطنية و ماض أصيل

قناة السويس ملحمة وطنية و ماض أصيل
عدد : 08-2015
بسم الله الرحمن الرحيم , اتوجه انا مصطفي محمود مطاوع بالتهنئة لكافة أطياف الشعب المصري العظيم و أخص بالذكر أساتذتي و زملائي بكلية الآثار - جامعة القاهرة و كلية الصيدلة – جامعة 6 أكتوبر . و السادة أساتذتي المحترمين بمجلس ادارة الاتحاد الدولي للصحافة العربية و كذلك الأعضاء الكرام , كما أهنئ ايضا زملاء بالاتحاد المصري لطلاب الصيدلة EPSF و كل الزملاء و القائمين علي العمل الاعلامي و الصحفي و البحث العلمي و النشاط الاثري و الثقافي بمصر و العالم, و كذلك أتقدم بخالص التحية و التقدير للقيادة الوطنية برئاسة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية بمناسبة الانتهاء من أعمال حفر قناة السويس الجديدة و نجاح التجارب لتشغيلها و العمل بها و ما نحن بصدده الآن من افتتاح مهيب لقناة يملكها المصريين و تخدم البشرية كلها , فهي فعلا : ( من أم الدنيا ... لكل الدنيا ) ...و يسرني هنا الآن علي صفحات هذه الجريدة الرائدة ذات القيمة الفاضلة , أن استعرض مع حضراتكم المراحل التاريخية و بداية فكرة مشروع قناة السويس من الأساس .
و بحماس المواطن المصري سأوجه حضراتكم فورا لإلقاء نظرات خاطفة حول بداية الفكرة و التي هي :
فكرة مصرية صميمة بدأت في عهد سنوسرت الثالث أحد ملوك الاسرة الثانية عشر الفرعونية عام 1874 ق.م. , عندما قام بشق قناة لربط نهر النيل بخليج السويس الحالي , و من هنا تمكن بطريقة غير مباشرة بربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر , و كان لذلك أهمية كبري نظرا لوجودعلاقات تجارية مشتركة بين مصر و شرق إفريقيا في ذلك الوقت , و هي المعلومة الثابتة التي لم تغفل عنها صحيفة " ديلي ميل " البريطانية في تناولها لمشروع قناة السويس الجديدة و تاريخ القناة كأقدم ممر ملاحي بالعالم .
العصر البطلمي :
عقب ذلك حفر الاسكندر الاكبر لنفس القناة لتؤدي نفس الغرض بعد تدهورها في اواخر عصور الاضمحلال الفرعونية , كما نستقي من كتابات أستاذنا الدكتور عبدالحليم نورالدين – أستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة –
العصر الإسلامي :
عقب فتح مصر عام 20 هـ / 640 م , قام القائد العربي المسلم عمرو بن العاص بشق قناة تربط بين نفس الطريقين السابقين , سميت بقناة ( أمير المؤمنين ) , و قامت بتأدية الدور المطلوب منها خاصة علي المستوي الاقتصادي لولاية مصر , حتي قام الخليفة أبو جعفر المنصور بغلقها و ذلك بعد حفرها في عهد القائد عمرو بن العاص , بـ 150 عاما , و ذلك لظروف سياسية و أمنية كما ورد في المصادر التاريخية – الجدير بالذكر ان :
تلك الفترة شهدت ثورة من أهالي مكة و المدينة ضد الحكم العباسي فكان قرار الخليفة "أبوجعفرالمنصور" الذي :
أمربردمالقناةتماماً،وسدهامنناحيةالسويس،منعاًلأيإمداداتمنمصرإلىأهاليمكةوالمدينةالثائرينضدالحكمالعباسي.
في العصر الحديث :
أعقب ذلك بقرون اقدام بعض الجمعيات العلمية في اوروبا بدراسة فكرة توصيل مجري ملاحي يصل بين البحر الابيض المتوسط و البحر الاحمر , و قد ظهرت الفكرة في فرنسا علي يد بعض الجمعيات العلمية الاهلية قبل مجئ الحملة الفرنسية الي مصر عام 1798 م – و هو امر يبرز الدور الفعال للمجتمع المدني اذا ما احسن استغلاله - .
و قد قام المهندس المصاحب للحملة و يدعي ليبير , بدراسة المشروع علي ارض الواقع و تبين له ان في حالة شق القناة سوف تغرق مصر بالكامل – بناء علي دراسات ثبت خطأها فيم بعد - , و علي هذا الاساس قام نابليون بصرف النظر و تجاهل المشروع تماما .
فيم بعد قامت مجموعة سميت " السيمونيين " بدراسة أخري مطورة للمشروع و هو ما عرض علي محمد علي باشا 1832 م – و هو والي مصر في ذلك الوقت و يعد مؤسس نهضة مصر الحديثة - .
و لكن الاخير اشترط عدة أمور للموافقة علي تنفيذ المشروع , تمثلت أهمها في :
1- ان تكون الدول الكبري حيادية تجاه مصر و الا تتدخل في المشروع كليا .
2- ان تقوم مصر بتمويل المشروع تمويلا ذاتيا و تتولي حكومتها الادارة و الاشراف علي التنفيذ .
و علي هذا تم رفض هذه الشروط و لم يتم تنفيذ المشروع ... و استمرت القوافل التجارية و السفن الاوروبية تسلك الطرق الطويلة و استمر اهدار الوقت الذي اثر بالسلب علي اقتصاديات الدول الاوروبية و الشركات الكبري في العالم .
فرديناند ديليسبس و قناة السويس :
هو نجل ماسيو ديليسبس و الذي كان قنصلا عاما لفرنسا في مصر اثناء حكم محمد علي , و كان له دور بطريقة او بأخري في وصول محمد علي لحكم مصر .
فيم بعد اسند اليه مهمة الاشراف علي تربية ابناء محمد علي و الذين كان منهم سعيد باشا – حكم مصر منذ عام 1854 حتي عام 1863 .\
استغل ديليسبس قربه من والي مصر و عرض عليه فكرة مشروع قناة السويس و الذي وجد استحسانا من الوالي سعيد باشا حيث انه تم اظهار المشروع علي انه عمل عظيم سوف يحسب له في التاريخ , بم له من فوائد جمة علي البشرية .
و قد تم الاتفاق بين ديليسبس و الحكومة المصرية علي شروط اامتياز الشركة التي سوف تعمل في مجال حفر القناة – و التي ترأسها ديليسبس حتي سنة وفاته عام 1894 م - , و التي كانت كالتالي :
1- من حق الشركة فقط القيام بحفر قناة تربط بين البحر المتوسط و خليج السويس .
2- مدة الامتياز – حق انتفاع الشركة بالقناة – 99 عاما .
3- تلتزم الحكومة المصرية بتوفير العمالة اللازمة من المصريين لحفر قناة السويس علي ان تكتفي الشركة بدفع اجر يومي زهيد للعامل – قرش واحد – و هو إحجاف واضح في ظل ظروف العمل الصعبة و الغير آدمية و ما لا يتوافق مع امكانيات ووضع المشروع , و كذلك عدم مساواة ذلك مع العمالة الاجنبية – المهندسين الفرنسيين الذين حصلوا علي امتيازات و تمييز أعلي بكثير - .
4- استغلال الشركة للمحاجر المصرية في الحصول علي المواد الخام اللازمة للحفر .
5- تلتزم حكومة مصر بتوفير المياه للعمالة في تلك المنطقة الصحراوية الخالية من اي مصدر من مصادر الماء تقريبا في ذلك الوقت .
6- من حق الشركة الاستيلاء علي الارض اللازمة لمشروع القناة و دفع تعويضات زهيدة في حال تملك الافراد لهذه الاراضي .
شارك في حفر هذه القناة ما يقرب من المليون مواطن مصري – مع الاخذ في الاعتبار ان عدد سكان مصر في ذلك الوقت كان يبلغ 4 ملايين مواطن – كما تشير الدراسات و الاحصائات حول هذه الفترة .
و قد كان يتم اختيارهم بناء علي : توجيه فلاحي مصر لمكتب للفرز بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية , و يتم اختيار ذوي البني القوية و استبعاد الغير صالح من البني الضعيفة جسديا , ثم الزام الفئة الاولي بالعمل لمدة شهر بحد ادني في حفر القناة و التي اصبحت خدمة اجبارية في ذلك الوقت .
عمل أبناء مصر في ذلك الوقت في ظل ظروف شاقة في اطار نظام يعرف بالسخرة - فىالنظامالاقطاعى،خدماتاجباريهبتتقدملاميراولسيداولملك. كاننظاماشائعافىاواخرالامبراطوريهالرومانيه،وكانجزءمنالنظامالاقتصادىغيرالنقدى،الذي كانموجودافىالعصورالوسطى. اشتدتوطأةنظامالسخرةعلىعامةالناسوالفلاحينفساعدالسخطوتردىاحوالالناسعلىقيامالثورهالفرنسيه.
الغتالنمسااخرنظامللسخرهفىاوروباسنة 1848.
فىمصراستخدمت السخرهفىالاعمالوطالبالزعماءالمصريينالغاءهفىنهايةالقرنال19 .

و في ظل ظروف شاقة من : - عدم توفر المياه . – عدم وجود الرعاية الصحية , و قد كانت الشركة قد اتفقت مع الحكومة المصرية علي انشاء مستشفي ميداني في مكان الحفر لعلاج العمال و تقديم الرعاية الصحية اللازمة لهم و الذي ثبت فيم بعد ان هذا لم يتم – فقد اقتصر نشاط الرعاية الصحية الخاص بالمستشفي الميداني علي العمالة الاجنبية فقط - .
و نتيجة لذلك تدهورت الحالة الصحية للعمالة المصرية و انتشرت الاوبئة كالطاعون و الكوليرا و غيرها و التي حصدت الآلاف من المواطنين المصريين .
و في ظل ايضا عدم توفير الشركة لمعدات الحفر الحديثة و اعتماد المصريين علي الحفر باستخدام آلات بدائية – يدويا و عن طريق الفأس و غيرها من الادوات البدائية المستخدمة في الزراعة - .
ترتب علي هذا كله وفاة ما يقرب من ال 120 الف مواطن مصري من جملة العمالة التي تولت حفر قناة السويس – التي قدرت بمليون شخص - .
في ظل هذا تدخلت بريطانيا – المنافس الاول لفرنسا - , للضغط علي الرأي العام العالمي لإلغاء نظام السخرة لم له من اضرار فادحة و انتهاك واضح للقيم الانسانية , و قد تمكنت بالفعل من الغائه , مم اضطر ديليسبس الي :
استدعاء معدات حديثة لاستكمال الحفر و العمل في المشروع الذي بدأ فعليا في التفيذ عام 1859 , بعد الحصول علي الامتياز عام 1854 , و انتهي المشروع فعليا في 16 نوفمبر 1879 – استغرق الحفر ما يقرب من العشر سنوات - , و تم افتتاح القناة في احتفال مهيب .
و لا يسعني هنا و انا انظر لدرس التاريخ و تلك المعلومات الموثقة التي يحكيها لنا ماضينا الا ان احيي القيادة المصرية الوطنية و جيش مصر العظيم علي كل شئ في هذا المشروع الذي نفذ بكل دقة و امانة و اخلاص دون اقل انتهاك لأي مواطن مصري و دون اجحاف او ظلم لأي من العاملين الذين حرصت الدولة المصرية علي ان يحفروا قناتهم بكل كرامة و عزة يستحقونها فعلا .
افتتاح القناة :
تم افتتاح قناة السويس في حفل مهيب و لم يكن مقصودا منه مجرد الافتتاح لمجري ملاحي عالمي , و انما كان للخديوي إسماعيل الذي تولي حكم مصر من العام ( 1863 – حتي 1879 ) , فلسفة خاصة به في التعامل السياسي تقضي باستغلال حدث كهذا في التسويق لمصر عالميا و الحصول علي مكاسب سياسية لحكمه في الداخل و الخارج , متضمنا :
- تحقيق نوع من الاستقلال عن السلطنة العثمانية بتركيا . و الجدير بالذكر انه استطاع الحصول علي لقب الخديوي – كلمة فارسية تعني الامير العظيم - , و ذلك بعد منحه له من السلطان العثماني بعد دفعه الاموال لذلك .
- نقل نظام وراثة الحكم في مصر من : تولي أكبر الابناء في اسرة محمد علي الي , اكبر ابناء الحاكم الحالي .
تضمن حفل افتتاح القناة دعوة ما يقرب من 6000 شخص من دول العالم المختلفة الي جانب ابناء مصر من مختلف القري , مع جلب 500 طاهي من الدول الاوروبية و ما يربو علي ال1000 خادم .
بدأ الاحتفال من بورسعيد حتي الاسماعيلية – مكان الاحتفال الرئيسي – الذي تم نصب ثلاث منصات به :
- الرئيسية خصصت للخديوي إسماعيل حاكم مصر , و امبراطور النمسا و الامبراطورة اوجيني , الي جانب شقيق ملك هولندا و ملك النرويج , وولي عهد روسيا .
- اما المنصة الثانية فتضمنت رجال الدين الإسلامي .
- و ثالثة لرجال الدين المسيحي .
و بدأ الحفل بإلقاء الكلمات من حكام الدول التي شهدت الافتتاح مع الخديوي إسماعيل , ثم كلمات لرجال الدين الإسلامي , و المسيحي , عقب ذلك مرور ما يقرب من 80 سفينة في موكب احتفالي , مصحوبين ب 50 سفينة حربية .
ثم ظهر مظهرا هاما من مظاهر الحضارة الغربية لأول مرة في مصر حيث عزفت اوبرا عايدة , و قد كان من انجازات الخديوي اسماعيل إنشاء دار الاوبرا المصرية لأول مرة .
كما قام الاخير بعدة اجراءات اخري لتسويق مصر كدولة كبري امام العالم , مستغلا زيارتهم لها في الافتتاح فقام بـ :
1- نقل مقر الحكم من القلعة لقصر عابدين الذي أنشأه مؤخرا في ذلك الوقت .
2- إنشاء حي الاسماعيلية .
3- انشاء العديد من القصور خصيصا لهذه المناسبة الاحتفالية , لإقامة ملوك اوروبا , و منها :
قصر سراي الجزيرة بالزمالك – قصر سراي الجيزة بمحافظة الجيزة – قصر سراي القبة – قصر سراي الاسماعيلية – و كذلك قصر سراي عابدين الذي تمت الاشارة اليه مسبقا .
و قد كان مم ترتب علي هذه الافتتاح الضخم : اغراق مصر في الديون مم حدا بالخديوي اسماعيل لبيع اسهم مصر بالشركة لتسديد ديون مصر .
أما بالنسبة للاقتصاد العالمي فقد ساهمت القناة في اثرائه بشكل غير مسبوق فأصبحت شريانا للتجارة العالمية .
بعض الاحداث الهامة عن شركة قناة السويس :
تقدمت الشركة العالمية لقناة السويس بطلب للحكومة المصرية عام 1905 م , بمد حق الانتفاع بقناة السويس لمدة 40 عاما اضافية – اي تسليمها للحكومة المصرية في العام 2008 م بدلا من العام 1968 م .
و هو ما لاقي معارضة شديدة من الشعب المصري و ساهمت بشكل اساسي , الحركة الوطنية المصرية بزعامة محمد فريد الي ايقاف ذلك الامر , و فعرض الامر علي مجلس النواب و تم رفضه .
قناة السويس في يد المصريين :
في 26 يوليو 1956 اتخذ الزعيم المصري جمال عبدالناصر قرارا جريئا بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية لتصبح شركة مساهمة مصرية لعدة عوامل سياسية و اقتصادية منها احتياج مصر للتمويل للازم لبناء السد العالي , و هو الامر الذي قوبل برد فعل عنيف من جانب الدول الغربية فتم قيادة هجوم موسع علي الدولة المصرية فيم عرف بالعدوان الثلاثي – في التعريف المصري و العربي - , و فيم عرف بحرب السويس في لدي الدول الغربية.
كما اضطرت الحكومة المصرية لدفع تعويضات لشركة قناة السويس لفض الاشتباك العسكري , فيم قامت الدول الاجنبية ايضا بالتحفظ علي الاموال المصرية في البنوك لديها , و الجدير بالذكر انه تم توجيه دعوة لسويسرا لتتخذ نفس الخطوة مع الاموال المصرية الا انها رفضت ذلك .
- في ذلك الوقت اغلقت القناة و اعيد افتتاحها بعد عدوان 1956 , ثم اغلقت مرة اخري بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم عام 1967 و الذي احتلت فيه شبه جزيرة سيناء – و يذكر خبراء الاقتصاد ان مصر كانت تخسر في ذلك الوقت ما يقرب من 2 مليار دولار نتيجة لإغلاق مصدر اساسي من مصادر الدخل القومي كما تضرر الاقتصاد العالمي و التجارة بشدة من جراء هذا الاغلاق لذلك المجري الملاحي الهام .
- بعد الانتصار العظيم للقوات المسلحة المصرية في حرب رمضان المجيدة , في يوم السادس من أكتوبر عام 1973 , و التي تم فيها تحرير شبه جزيرة سيناء من دنس العدوان الصهيوني , افتتح الرئيس محمد انور السادات , و خضعت القناة بعد ذلك للسيادة المصرية الكاملة تحت ادارة هيئة قناة السويس التي تم منح الحق لها بموجب القانون المصري في السيادة الكاملة عليها , و تطويرها و منظومة النقل فيها و رفع كفاءتها لتتغلب دائما علي كل المشاريع المنافسة .
- و في عهد الرئيس السادات تم اقتراح مشروع تنمية محور قناة السويس من قبل الوزير العبقري المهندس حسب الله الكفراوي و الذي تم اعتماده بالفعل الا انه لم يتم تنفيذه فعليا الا في عام 2014 في عهد السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية و تم انجازه في مدة قياسية بعد توفر الادارة المتميزة و التمويل المصري الخالص .

قناة السويس الجديدة :
تقوم فكرة القناة الجديدة علي اختصار الوقت و الجهد بم ينعكس بشكل ايجابي علي الاقتصاد العالمي حيث انه :
في السابق عند مرور السفن كانت تلتقي قافلتي الشمال و الجنوب عند منطقة البحيرات , فتنتظر قافلة الشمال 11 ساعة كاملة لحين مرور قافلة الجنوب مم يؤدي الي اهدار بعض الوقت فيم يؤثر علي الاقتصاد العالمي .
اما مع القناة الجديدة و التي انشت حتي الكيلو 69 لتكون قناة موازية بطول 35 كم , و عمق 75 كم , فتستطيع قافلتي الشمال و الجنوب ان يمروا بدون ان يتقابلا مم ينتج عنه :
- توفير 11 ساعة سوف تعود بالنفع علي الاقتصاد العالمي .
- زيادة في عدد السفن المارة من 49 سفينة الي ما يقرب من 97 سفينة .
- تضاعف موارد القناة من 5.5 مليار دولار الي 13 مليار دولار بحلول عام 2023 .
و قد اشادت جميع الشركات و التوكيلات التجارية العالمية بدقة التنفيذ و كفاءة المجري الملاحي الجديد الذي حفره المصريون بأموال مصرية , فأقدمت تلك الشركات و كذلك جميع الموانئ العالمية , علي تهنئة القيادة المصرية علي هذا الانجاز الرائع .
الجدير بالذكر ان للمشروع عدة محاور اخري غير القناة الموازية فهو مشروع تنموي من الاساس فيشمل ايضا :
- انشاء طريق محور 30 يونيو , و الذي يمتد من بورسعيد حتي السويس و الذي تم انشاءه بتكلفة 1.8 مليار جنيه مصري , و الذي من المقرر ان يكون له دور في تسهيل حركة التجارة و ربطها بالمحافظات الاخري .انشاء مدينة الاسماعيلية الجديدة التي تشتمل علي 58 الف وحدة سكنية لتخدم العاملين و ساكني المنطقة الجدد بعد تنميتها , الي جانب خطط تستهدف تنمية ميناءي السخنة و شرق بورسعيد .
- الاعداد لحفر 7 انفاق :
- 4 في مدينة الاسماعيلية و 3 ببورسعيد علي ان تتضمن الانفاق 2 لحركة السكك الحديدية و 4 للسيارات الي جانب نفق خدمات يربط بين الضفة الشرقية و الغربية لقناة السويس .
- كما تضمن المشروع التنموي ايضا تخطيط قطعة ارض مجاورة للقناة الجديدة , بحيث تتضمن مناطق استثمارية للعديد من الصناعات و التوكيلات التجارية و السياحية , و هو المخطط الذي تم اعداده بعناية و فازت به ( دار الهندسة ) , و يتوقف التنفيذ الكفئ به علي جذب المستثمرين الذين من المقرر ان يتولوا تنفيذ مشروعاتهم المقررة بتلك البقعة .
نلفت الانتباه هنا الي انه عقب انتهاء الافتتاح مباشرة لن تكل الايدي المصرية و لن تهدأ القيادة الوطنية قبل تحقيق التنمية الحقيقية للنهوض بالاقتصاد المصري من كبوته فتقرر البدء مباشرة في عدة مشروعات اخري يأتي علي رأسها العاصمة الادارية الجديدة , و مدينة الجلالة العالمية ووادي التكنولوجيا .
ان تنفيذ هذا المشروع بتلك الكفاءة لم يكن يتأتي بغير اتحاد عوامل نجاح تمثلت في : الادارة الكفئ من القيادة الوطنية للرئيس السيسي , يعاونه اللواء مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس و اللواء كامل وزيري , و ذلك مع الارادة القوية للشعب المصري الذي نفذ ابناءه المشروع بشكل ابهر العالم و بكفاءة شهد لها المتخصصون و كبري الشركات الملاحية و الموانئ العالمية كما شهدنا , و يتحد مع ذلك التمويل المصري الخالص و الذي اظهر ايضا عبقرية الشعب المصري حين قرر المهندس ابراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء بفتح الاكتتاب العام ليشارك المصريين بمدخراتهم في الاستثمار بمشروع قناة السويس , و الذي تسابق عليه المصريون ليثبتوا للعالم كله انهم حقا ارادوا ان يبقوا و تبقي بلادهم مهما حاول بعض من المرتزقة او الخونة التشكيك فيهم او احباط عزيمتهم او تدمير بلادهم .
إن مصر لن تنهض الا بأيدي ابناءها , فهنيئا للشعب المصري قناته الجديدة و هنيئا للقيادة الوطنية نجاح مسعاها في حفظ الوطن شعبه و مقدراته و تنمية اقتصاده , تحيا مصر .