الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أنين المعز

أنين المعز
عدد : 10-2015
فى نفس الوقت الذى تستعد وتتنافس فيه كبرى دول العالم لإطلاق رحلات سياحية عبر الفضاء فى غضون عامين وتخطط بجدية لمضاعفة مواردها الاقتصادية عبر الهيمنه الفضائية التى يمكن أن تدرعليها بلايين الدولارات.. نرى مصرنا الحبيبة تحبو فى النهوض بواحدة من أهم الصناعات التى يمكن أن تنتشلها في شهور معدودة من كبوتها الإقتصادية.. فلازالت صناعه الأربعه مليون عامل غارقه فى العديد من المشكلات التى تزداد يوما بعد يوم على أمل حلها فى القريب العاجل الذى بات لدى البعض بعيد المنال..فالنتائج الحقيقية باتت كئيبة أمام إصرارنا على عدم الأخذ السليم بالأسباب وتجاهل وضع وتنفيذ خطط تنسيقية متكامله بين كل المعنيين بالنهوض بصناعة السياحة المصرية..لاشك أن الخطة منقوصة مما أدى بنا إلى اتساع الفجوة بين الواقع والمأمول فى دولة تملك ثلث آثار العالم ولديها شواطىء بحرين الابيض المتوسط والأحمر ويجرى على أرضها نهر النيل.

فها هى أحد أهم المشكلات التى تطرق أبواب السادة المسئولين ألا وهى حاله التردى الهائل الذى آل إليه شارع المعز لدين الله الفاطمى أهم شارع تاريخى فى مصر والذى تجاوز عمره أكثر من ألف عام ،وقد كان منذ خمس سنوات فقط نجمة تتلألأ فى سماء ليل قاهرة المعز بعد تطويره بأكثر من 40 مليون جنيه ثم إعادة رفع كفاءته منذ عام باعتباره أحد أهم المزارات السياحية الكائنه فى قلب العاصمة.

إذن ملايين الدولة المخصصة لزيادة الوعى السياحى والأثرى وترسيخ قيمة صناعة السياحة لدى المواطنين وتربية وجدانهم بجمال الطبيعة والارتقاء بحكاية الأثر والاعتزاز بحضارة وتاريخ الأجداد والشعارات كانت جميعها وسائل منقوصة وفشلت فى مواجهة السلوك المعادى للبعض للتاريخ والحضارة والفن والجمال.

فلنكف عن التشتت ونوحد الصفوف بين كافة الوزارات والهيئات والمحافظة من أجل القضاء على الفوضى التى تعم أرجاء المكان وتهدد روائع المساجد والمدارس والأسبلة والكتاتيب والقباب التى طالما أبهرت القاصى والداني بجمالها الفنى والمعمارى داخل أكبر متحف عالمى مفتوح للآثار الإسلامية من آيدى العابثين بها.. فليس من المقبول أبداً الإكتفاء بدهان الواجهات واستبدال التالف من الأرضيات وإصلاح البوابات الإلكترونية وإعاده تشغيل الإضاءه والتفاخر بالإنجاز ثم لا تمر عدة أشهر بعد افتتاح رئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب للشارع ليطل الإهمال برأسه من جديد على كل تلك الكنوز التى تآن من غياب الرقابه وتنفيذ القوانين وخلل سلوكيات بعض المصريين وافتقار ووحشة للكثير من السائحين.

إن الوضع الحالى بحق شديد التناقض، يرفضه المنطق والعقل،خاصة أننا نعيش زمن "مفيش" فكيف يتخاذل البعض كل هذا الوقت عن عمد أو جهل فى حق استغلال هذا الكم الهائل من الموروثات الحضارية والأثرية بطرق مثلى خاصة أنها كنوز وثروات أجدادنا العظماء التى لم نبذل أى مجهود فى صناعتها ؟!
 
 
كتبت/ ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com