محمود فرحات يكتب:
لم يكن توحيد القطرالمصري وتأسيس الدولة المصرية بالأمر اليسير ، فقد سبق العام 3400 ق.م تضحيات عظيمة ، ومحاولات عدة للوصول للمرحلة الاخيرة وهى اقامة اول دولة موحدة مركزية في التاريخ ، وقد قطع الجدود شوطا كبيرا لكي يتم لهم ذلك ، واستمرت المحاولات لفترة طويلة من الزمن حتى تمت الوحدة بين أقاليم مصر المتفرقة في دولة واحده ، حيث يَحكي لنا تاريخ مصر عن محاولات عدة لجمع شمل البلاد من شمالها لجنوبها تحت زعامة واحدة تحكمها حكومه مركزية واحده .
فمن توحيد الدلتا تحت زعامة قوية واحدة وتوحيد الصعيد تحت زعامة قوية واحدة انطلقت محاولات توحيد البلاد ، ونستعرض خلال النقاط التالية ببساطة المراحل التسعة التي بها مصر لاتمام وحدتها في دولة واحدة ، ذات حكومة واحده:
- المرحلة الاولى:
في البداية كانت مصر عبارة عن اقاليم لكل منها حكومتها ولكل اقليم مدينة توجد فيها مركز الحكم والرمز المقدس للمدينة ، وكان يحكم كل اقليم اسرة قوية ، كانت هذه الاسر القوية تؤسس تكتلات اشبه بالاتحاد بين كياناتها ، وكان يتم ذلك بأحد أمرين إما بالمصاهرات او باستخدام القوة، وكان يتم ذلك في الدلتا والصعيد على السواء.
- المرحلة الثانية:
كان توحيدالشمال (الدلتا) تحت حكم مملكتين،الأولى وعاصمتها مدينة (عنجتي) قرب سمنود الحالية شرق الدلتا ، والثانية كانت عاصمتها (دمي-إن-حور) دمنهورالحالية غرب الدلتا، اجتمع شمل الصعيد تحت زعامة مدينة (نوبت) طوخ الحالية واتخذوا من (ست) شعاراً دينياً لهم .
- المرحلة الثالثة:
وكانت اتحاد مملكتي الدلتا في مملكة واحدة عاصمتها (صاو) صالحجرالآن بمركزبسيون بمحافظة الغربية واتخذت من النحلة (بيت) شعارلها وتوجوا بتاج احمر.
- المرحلة الرابعة:
انتقلت عاصمة مملكة الدلتا لأسباب غير معروفة من مدينة (ساو) إلى مدينة (عنجتي) فيشرق الدلتا والتي تبدل اسمها إلى (جدو) واتخذت من (أوزير) شعارادينياً لها فتغيراسمها إلى (بر-أوزير) وهى بلدة ابوصيربناغر بسمنود.
- المرحلة الخامسة:
كان الشمال سباق بتوحيد شطري مصر حيث اكتملت وحدة الدلتا والصعيد تحت زعامة (أون) لتوحيد مصر.
- المرحلة السادسة:
نجد ان مصر قد انفرط عقد وحدتها فحملت مدينة (ساو) على عاتقها توحيد الدلتا والصعيد تحت حكومة واحدة ولكنها لم تستمر طويلا ، حيث قام الصعيد بثورة تحت لواء (ست) ضد حكام الدلتا واستطاعواهزيمة ملوك الشمال وانفصال مملكة الجنوب مرة أخرى فعادت البلاد لسيرتها الأولى.
- المرحلة السابعة:
انقسمت البلاد مرة اخرى لمملكتين مرة اخرى وسميت المملكتين باسم (أتباع حور) كانت عاصمة الجنوب هي (نخن) او قرية الكاب الحالية بمركز ادفو ، اتخذت مملكة الجنوب رمز نبات البوص (سوت) واخذوا يلقبون ملوكهم بلقب (ني-سوت) او المنتسب الى نبات البوص وارتدوا التاج الابيض ، وكان شعار المملكة زهرة اللوتس ورمزها الديني الرخمة (نخبت) ، بينما عاصمة الشمال مدينة (بي) تل ابط و الحالية بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ ، واتخذت مملكة الشمال من النحلة (بيت) رمز لهم ولقب ملوكها بلقب (بيت-ي) او المنتسب للنحلة وارتدوا التاج الاحمر ، وكان لهم عاصمة دينية تدعى (دب) واصبحت الكوبرا (وادجيت) هى رمزهم الديني ، وشعار المملكة هو نبات البردي
- المرحلة الثامنة:
يعتقد أن أحد ملوك الجنوب والمرجح انه الملك المدعو بـ (العقرب) تمكن من توحيد مصرولكن لسبب ما انقسمت البلاد مرة أخرى
- المرحلة التاسعة:
كانت مصر على موعد مع الملك (نعرمر) والذي تمكن من إتمامالوحدة المصرية وتأسيس أول دولة في التاريخ ، ولكي يحافظ على الوحده من الانفراط كالمراحل السابقة قرر بناء عاصمة جديدة تتوسط الشمال والجنوب عند رأس الدلتا ، وأطلق عليها (إنب-حج) الجدارالأبيض والتي أصبحت (من-نفر) أو منف وممفيس وإنشاء لها جبانه ضخمة في سقارة والجيزة ،والتي ضمت رفات اعظم ملوك واشهر الحكماء من انبياء مصر القديمة ، ظلت منف مركز اداري هام حتى هجرت في حوالي عام ٦٤١م ، وبنيت من احجارها مدينه الفسطاط اول عاصمة عربية في مصر.
|