الاثنين, 17 مارس 2025

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

إعادة استخدام العناصر الأثرية الإسلامية فى بعض عمائر القاهرة الإسلامية فى عصر أسرة محمد على - الحلقة الثانية

إعادة استخدام العناصر الأثرية الإسلامية فى بعض عمائر القاهرة الإسلامية فى عصر أسرة محمد على - الحلقة الثانية
عدد : 11-2015
بقلم أستاذ دكتور/ محمد على عبد الحفيظ
أستاذ الآثار الإسلامية
جامعة الأزهر


وفى بيت السحيمى بالدرب الأصفر يوجد بالقاعة الشتوية بالطابق الثانى من هذا المنزل باب من الخشب المطعم بالعاج على هيئة أطباق نجمية ، من المرجح أنه منقول من أحد المبانى المملوكية ، وهناك باب آخر بنفس هذا المنزل وهو الباب الذى يغلق على القاعة الأرضية الموجودة بالضلع الجنوبى الغربى على يسار الداخل من دهليز المنزل ، هذا الباب لا يعود إلى عصر بناء المنزل ، ولكنه نقل من أحد الآثار وأعيد استخدامه مرة أخرى ، وبالسبيل الملحق بمسجد عبد الرحمن كتخدا داخل جامعة الأزهر بالدراسه والمعروف بمسجد الغريب لوح حجرى ضخم من قطعة واحدة يقارب طوله الأربعة أمتار من المؤكد أنه كان موجودا فى جامع البرقية الذى أقام عبد الرحمن كتخدا مسجده هذا على أنقاضه .

الدوافع والأسباب وراء تنامى فكرة إعادة استخدام العناصر الإسلامية خلال فترة حكم أسرة محمد على :

توفرت عدد من الدوافع والأسباب والظروف أدت فى مجموعها إلى نمو فكرة إعادة الاستخدام للعناصر المعمارية والفنية الإسلامية بالـﺫات خلال عصر أسرة محمد على ، وبصفة أخص فى أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين ، واختلفت تلك الدوافع والأسباب كليا عن تلك التى كانت موجودة خلال العصر العثمانى والتى كانت محصورة فى الرغبة فى الحصول على مواد بناء رخيصة الثمن بالنسبة للأهالى ، وتوفير مصدر دخل جديد بالنسبة لنظار الأوقاف .

ولكن هذه الدوافع قد تطورت خلال عهد أسرة محمد على إلى دوافع جديدة ومختلفة حيث تهيأت ظروف ودوافع جديدة أدت إلى نمو فكرة إعادة توظيف واستخدام العناصر الإسلامية المأخوذة من عمائر إسلامية تعود فى معظمها إلى العصرين المملوكى والعثمانى ومن أهم تلك الظروف والأسباب :

1- شق الشوارع والميادين الجديدة بمدينة القاهرة والتى جاءت ضمن المشروع الطموح لتنظيم وتحديث المدينة الذى بدأه محمد على ، ثم خطا خطوات واسعة خلال حكم الخديوى إسماعيل ، وكان لهذا المشروع أكبر الأثر فى تغيير وجه المدينة ، ولكنه كان كارثة على الآثار الإسلامية فقد أزيلت العديد من روائع العمائر الإسلامية عند شق هذه الشوارع .

ففى عهد محمد على أنشئت لأول مرة مصلحة التنظيم التى أخذت على عاتقها عملية توسيع الشوارع القديمة لتسهيل حركة التجارة وشق شوارع جديدة وإقامة عدد من الميادين ، ومن أبرز تلك الشوارع شارع السكة الجديدة الذى فتح فى عهد محمد على وعند فتحه هدمت أجزاء من بعض الآثار الإسلامية من أهمها سبيل ملحق بمسجد مراد باشا بالموسكى 986هـ / 1578م والمبانى التى تعلوه وجزء من وكالة قاسم كتخدا وأجزاء من جامع الشيخ مطهر1158هـ / 1745م منها الميضأة كما هدم باب سر مدرسة الأشرف برسباى829هـ / 1425م .

ومنها أيضا شارع المحجر بالقرب من القلعة فقد هدم عند توسيعه أيضا عدد من العمائر ، وكان المشرف على توسيعه المهندس الفرنسى لينان دى بلفون واستخدم اللغم فى إزالة الكتل الصخرية التى تعترض الشارع ، وأدى استخدام اللغم إلى تهدم بعض أجزاء عدد من المبانى الواقعة بهذا الشارع وبالقرب منه ومنها زاوية الشيخ حسن الرومى.

لكن الجزء الأكبر من المبانى التى أزيلت بسبب شق الشوارع تم خلال حكم إسماعيل الذى تبنى مشروعا لتطوير القاهرة عرف باسم " باريس الشرق " ، كان يهدف من ورائه إلى جعل القاهرة مدينة حديثة تنافس باريس ، وفى سبيل ذلك عمد إلى فتح شوارع جديدة داخل المدينة القديمة من أهمها شارع محمد على الذى يمتد من الأزبكية حتى القلعة ، ووفقا لما يذكره على مبارك الذى كان مشرفا على فتح هذا الشارع فقد بلغ عدد المبانى التى أزيلت لفتح هذا الشارع ثلثمائة وثمانية وتسعون منها ثلثمائة وخمسة وعشرون بيتا ما بين كبيرة وصغيرة والباقى طواحين وأفران ورباع وحمامات وزرائب وخرائب ومن أهم تلك المبانى جامع اسكندر باشا بباب الخلق والتكية التى كانت تقع أمامه(963هـ /1555م) ، والسبيل الملحق بها(966هـ /1558هـ) وهدمت ملاحق مسجد يوسف أغا الحين 1035هـ /1625م وكانت تتكون من مدفن وقبة للمنشئ وأسرته وربعا كبيرا وبيت قهوة ، كما هدم جامع بطيخه القريب منه بأكمله ، وجزء من مسجد الشيخ نعمان وجزء من زاوية الشيخ ضرغام ومسجد الشيخ سليمان بأكمله وجامع قوصون الساقى 730هـ /1330م ولم يبق منه إلا بوابتان وبعض جدر تعلوها قمريات ، وعند فتح ميدان الأزبكية وإقامة تمثال إبراهيم باشا أزيل جامع الأمير أزبك وكان جامعا فى غاية الحسن والزخرفة كما هدم الحمام الذى كان بجواره وغير ذلك من الربوع والقياسر والطواحين والأفران ، وفضلا عن ذلك فقد هدم الجزء الأكبر من المدرسة الظاهرية بالنحاسين فى عهد الخديوى إسماعيل عند فتح شارع بيت القاضى الذى يصل شارع الجمالية بشارع المعز ، كما هدم أيضا جزء كبير من بيت محب الدين الموقع الشافعى 751هـ /1350م ولم يبق منه إلا قاعته الرئيسية ، أما قصر الأمير ماماى السيفى 901هـ /1496م فقد هدم أغلبه ولم يبق منه إلا مقعده.

2- هدم الآثار الإسلامية لإقامة بعض قصور أفراد العائلة المالكة ، فقد كان لرغبة بعض أفراد تلك الأسرة فى بناء قصور لهم داخل المناطق القديمة بالقاهرة أكبر الأثر فى هدم عدد من العمائر القديمة لتوفير المساحات الهائلة لبناء تلك القصور . ومن أبرز الأمثلة على ذلك سراى الحلمية التى هدم بسببها عدد كبير من المبانى الأثرية منها المدرسة البشيرية التى بناها الأمير الطواشى سعد الدين بشير الجمدار الناصرى فى سنة 761هـ/ 1359م ، كما هدمت قبة الشيخ ظلام التى كانت من توابع تلك المدرسة ،وهدم كذلك حمام قمارى المعروف بحمام إبراهيم بك، وينطبق نفس الأمر على سراى منصور باشا بباب الخلق التى أزيل بسببها عدة بيوت وعطف وحارات أخذت جميعها وهدمت ومن ضمنها سراى الأمير حسن باشا الطويل ، ويكفى للتدليل على هذا السبب أن نذكر فقط تلك الاحصائية التى أوردها على مبارك لأسماء المبانى التى أزيلت وبنى مكانها سراى عابدين والتى بلغ عددها حوالى سبعة عشر مبنى من أهمها جامع الكريدى وجامع محمد بك المبدول وجامع عبد الرحمن كتخدا وضريح سيدى الأشرف وضريح سيدى محمد الغريب وضريح الشيخ التميمى وحمام عابدين وحمام جميزه وبيت خورشيد باشا

تابع الحلقة الأولى عبر الرابط التالى
http://www.abou-alhool.com/arabic1/details.php?id=33116