الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عصر الحجرى القديم الأسفل

عصر الحجرى القديم الأسفل
عدد : 01-2016
بقلم / دعاء وجدى


أدوات هذا العصر من الحجر نحتت نحتا بسيطا (تتميز أنها من نوع النواة) فجعل لها حدا قاطعا و استخدم أسلحة تصنع من الشظايا المشذبة المنفصلة عن حجر الصوان مثل أطراف الرماح. عثر على بقايا فى مصر مثل: الصحراء بين النيل و الخارجة/ أبيدوس/ نجع حمادى/ أسوان/ منطقة العباسية( القاهرة).

و المقصود بمنطقة العباسية رواسب خليج النيل القديم) يعد هذا العصر أول أثر لبقايا الإنسان فقد عثر على بعض عظام بشرية و على الآلات التى كان يستعملها الانسان. و خلال هذا العصر الطويل جدا قد حدثت تغيرات و تقلبات جوية و ذلك من بارد إلى حار فى الزمن الجيولوجى الرابع ( فكان تأثيره على الحيوان و النبات ) فيتميز هذا الزمن بزحف الجليد الذى غمر الجبال الشاهقة ثم تقهقر ثانية مما كان يسبب انخفاض درجة الحرارة، و قد بدأ فى العصر الحجرى القديم الأسفل تقهقر جليدى على حين أن العصرين الحجرى القديم المتوسط و الأعلى يتفقان مع الزمن الجليدى المتتابع و بظهور العصر الحجرى الحديث تبتدئ فترة تقهقر جليدى جديدة لا تزال مستمرة إلي يومنا هذا. يمتاز هذا العصر بجو حار رطب يشبه جو المناطق الاستوائية الآن، غير أنه كان يميل إلى البرودة التدريجية و هذه الحالة فى أوروبا تنطبق على أفريقية الشمالية و لدينا براهين عدة من حفريات العظام التى استخرجت من رواسب الزمن الرابع ( البلستوسينى) و قد عرفنا أنه كان ينمو فى أوروبا فى ذلك العهد حيوانات من ذوات الثدى فى وسط غابات كثيفة و على شواطئ مجارى مياه و كانت عظيمة الحجم مثل جاموس البحر و وحيد القرن و الفيل الضخم و الدب و الضبع و الغزال و غزال الأركس. و قد اختفى الكثير من هذه الحيوانات الآن، و البعض الآخر هاجر فيما بعد نحو الأقطار الاستوائية هربا من شدة البرد الذى اكتسحه فى الزمن الذى تلى هذا العهد.

نبدأ فى أوروبا بالعصر ما قبل الشيلى:

نلاحظ بصمات الانسان من خلال وجود احجار كثيرة صوانية بينها لها مقبض يلائم قبضة اليد و لها طرف و لها حد إلى حد ما

الحضارة الشيلية :

كان يتخذ كتلة من الحجر الصلب بمثابة مطرقة يهذب بها القطعة الصوانية التى يريد تهذيبها ويبدأ بطرق حافات هذه القطعة الصوانية من أحد وجهيها بعناية ثم يقلبها على الوجه الآخر و يطرقها بحيث تصبح كمثرية الشكل و يكون حوالى ثلثى محيط القطعة حادا بينما الثلث الباقى بدون تهذيب و بشكل مستدير فى الغالب لكى تتمكن اليد من القبض عليها و عرفت بالفأس اليدوية و من هذا يتضح أن الآلة كانت تتخذ من النواة نفسها. أما المكاشط فهى عبارة عن قطع مستديرة من الصوان تمتاز بحافة حادة مستقيمة و كانت تستخدم فى قطع اللحم و كشط الجلد و ربما وجد الإنسان نفسه فى آواخر هذه الفترة بحاجة إلى ثقب الجلد فجعل بعض فئوسه اليدوية تدق و تستطيل بحيث أصبحت مثقابا.

وعلى العموم لا نجد تنوعا كبيرا فى شكل الآلات أو أغراض استعمالها فكان يستخدم آلة واحدة فى أغراض شتى و رغم ذلك كان لابد أن يستعمل الانسان عددا كبيرا من هذه الآلات يلقى بها عدوه أو فريسته. نجد إنسان هذا العصر وصل إلى أوروبا من شمال أفريقيا عن طريق جبل طارق لأن آثاره لم تكتشف فى وسط أوروبا و شرقها و لم توجد إلا محطة شيلية واحدة فى شمال ايطاليا أما معظم آثاره فقد وجدت فى غرب أوروبا و أسبانيا. أما الحضارة الأشولية فى أوروبا : فلا نجد فارقا كبيرا بين هذه الحضارة و سابقتها فقد ظل الانسان يستعمل الفأس اليدوية و لكنها أكثر اتقانا و أصغر حجما و لم يكتف بتهذيب حافة الآلة بل كان يهذب سطحها كله تقريبا لكى يبدو شكلها متناسقا و لم يكتفى باستعمال الفأس اليدوية المأخوذة من النواة بل بدأ يستغل بعض الشظايا فاتخذ منها بعض أدواته كما بدأ يستعمل بعض آلالات الخشبية و العظمية و كثر عدد المثاقب و المكاشط. و يبدو أن المناخ ظل على حالته السابقة من الدفء لكنه أخذ بعد ذلك فى البرودة و الجفاف.

وعثر على بقايا البشرية مختلطة ببقايا حيوانات معاصرة و كانت أجزاء من جماجم أو بعض عظام بسيطة. و قد اتخذ الانسان أكواخا من فروع الاشجار مسكنا له أما مقابرهم فيظهر أنها قلبت رأسا على عقب بفعل الفيضانات فلم يعثر إلا على بقايا ضئيلة التى عثر عليها فى الرواسب. أما عن صناعة هذا العصر فمنها ما هو قابل للعطب كجلد الحيوان و لحاء الاشجار التى كان يستعملها كغطاء له أما المواد الغير قابلة للتلف التى قاومت تاثير الزمن و بقيت حتى الان هى الدبابيس ذات القبضة المصنوعة من الخشب و أسلحة الصيد و الحراب و الالات التى يستعملها فى سلخ فريسته كانت مصنوعة من حجر صلب و ارهف حدها و قد عثر عليها على شواطئ الانهار مدفونة تحت طبقات سميكة من الحصا. و يعتبر حجر الظران من اهم مادة لصنع آلاته بدلا من الكورشيت أو الاحجار البركانية أو الحجر الجيرى الأبيض الصلب و أهم آلة استعملها فى هذا العصر هى البلطة الغليظة البيضية الشكل و قد تكون مثلثة الشكل ذات شفرات حادة تتصل بحد مرهف قاطع و تصنع هذه الالة من قطعة من الظران طبيعية على شكل الكلى بازالة شظايا من حروف قطعة الظران بوساطة ازميل (و هى خطيرة لمحارب) و تستعمل لاغراض اخرى، و يوجد نوع آخر لم يهذب إلا من أحد وجيهه و يستعمل كمقطع لتخليص العظام من اللحم و لسلخ الجلود. و نجد الشظايا مرهفة الحد كالموس القاطع فتستعمل بدلا من السكاكين و أحيانا تستعمل كمقشط . و قد عرف الانسان النار وكيفية طهى طعامه و لم يصل بعد الى صناعة الفخار.و ما ينطبق فى أوروبا من العصر الحجرى القديم السفلى ينطبق أيضا فى مصر أو فى شمال أفريقيا. فهذه المنطقة شمال افريقيا تكسوها الخضرة و غابات تحف جبال الأطلس حيث الأمطار الغزيرة فاجتذبت معها حيوان إفريقية كالجمل و حمار الحبشة و القردة و مختلف أنواع الغزال و الثيران التى تشبه حيوانات أوروبا فى هذا العهد. و كان وادى النيل الذى لم يكن يفصله إلا فاصل صحراوى عن الممالك المجاورة فهناك تشابه فى الحيوانات و المناخ مع شمال افريقيا.

كان الانسان حريصا على أن يكون قريبا من المجارى المائية حيث الأنهار العظيمة و كثير من أودية الصحراء التى صارت جافة حاليا فلما أخذ الجفاف يشتد أصبح الإنسان لا يبعد فى إقامته كثيرا عن المجارى المائية الدائمة (الأنهار) مثل نهر النيل و نهرى الدجلة و الفرات و أنهار سوريا وغيرها و نظرا لان تلك الأنهار لم تعمق مجاريها إلا بعد وقت طويل فإن السهول الفيضية لتلك الأنهار كانت فى مستوى أكثر ارتفاعا من مستواها الحالى و كانت أكثر امتدادا على الجانبين و كلما عمق النهر مجراه كلما أخذت سهوله الفيضية تنخفض و يقل امتدادها أى مياه النهر تنحسر عن جانبيه تدريجيا ، و هبط الإنسان من الهضبة ليعيش على جانبى النهر تاركا وراءه مخلفات فى المنطقة التى كان يعيش فيها، و هكذا نجد أن أقدم ما عثر عليه من آثار إنسان وجد بعيدا فى قلب الصحراء و على منسوب أكثر ارتفاعا من منسوب الوادى الحالى و على هذا نجد أن أقرب آثار فى تاريخها إلى عصرنا الحالى هى أقربها إلى الوادى و توجد فى منسوب أقل ارتفاعا من الآثار التى ترجع إلى عهود أقدم و هكذا نجد أن آثار الحضارات المختلفة تقع فى مدرجات على جانبى النهر و ذلك فى طبقات متتالية وفق ترتيبها الزمنى. و الخلاصة أن موقع الشرق الأدنى فى العالم القديم و تضاريسه و الظروف المناخية كان لها أكبر الأثر فى تاريخه الحضارى.

الحضارة الشيلية فى مصر :

تشبه آلاتها الحجرية كتلك التى عثر عليها فى أوروبا من الفئوس الحجرية إلا أن كان بعضها مختلفا بعض الشئ : هناك نوع ذات أوجه ثلاثة بدلا من وجهين ربما كان اختيار النواة من الحصى المربع هو السبب فى انتاج هذا الشكل لان الانسان كان يكتفى بتشظيتها من أعلاها بضربة واحدة أو ببعض الضربات فتصبح ذات شكل هرمى و لا يعتبر هذا النوع مميزا للصناعة الشيلية فى مصر

الحضارة الأشولية فى مصر :

إزدادت العناية بالفئوس الهرمية فشذبت حافتها و صغرت فى حجمها فأصبحت رفيعة خفيفة و لها حد مستقيم كما وجدت فئوس من الشكل المعتاد فى الصناعة الأشولية فى أوروبا و استعملت انواع اخرى من الاحجار (ليس فقط الصوان ) و ظهرت أدوات أخرى كالمخارز المدببة و الأسلحة الحجرية ذات الحدود المتعرجة أو المستقيمة و المكاشط كانت قليلة العدد.

لم تكشف لنا الرواسب النيلية عن بقايا بشرية إلا أننا عثرنا على آلات تشبه ما عثر عليه فى أوروبا فى ذلك العهد مثل البلط فقد عثر العالم أرسلان على المصانع فى تلال أبواب الملوك و من بعده عدد من الباحثين و قد عثروا على بعض آلات جميلة لوزية الشكل لون الشكلاته و يوجد عدد منها فى متاحف أوروبا الآن، و قد كشف عن اماكن اخرى العالم دى مرجان فى الوجه القبلى مثل طوخ و العرابة و إسنا و منطقة بالقرب من نجع حمادى المعروفة بأبى نور و الفيوم و منطقة الاهرام بمنف و فى الجبل الاحمر فى الشمال الشرقى من القاهرة حيث وجدت فى هذه المنطقة مجموعة آلات مصنوعة من حجر الكوارشيت.

و قد كشفت الابحاث أن العصر الحجرى القديم الاسفل لا يقتصر على شاطئ النيل بل يمتد إلى الصحارى حيث ارتاد العالم لجران فى الصحراء و صادف فى طريقه من الاقصر إلى الواحة الخارجة ثم من الخارجة للعرابة المدفونة عدة مصانع سطحية كذلك عثر على طرق قديمة كانت تبتدئ من النيل إلى الواحات و قد لاحظ قاعدة عامة: هى عند كل عقبة ( أى كل نقطة يجتاز فيها طريق القوافل هضبة حادة) كانت توجد محطة من العصر الحجرى القديم السفلى و قد لاحظ أيضا العالم هنرى دى مرجان نفس ملاحظة فى الوديان التى تربط بين اسنا بواحة كركور. و يلاحظ أن هذه الأماكن التى كان يختارها الانسان قريبة من المياه و ومن مناطق خصبة عامرة بالنبات زاخرة بحيوان الصيد تسكنها القبائل قرونا عديدة حتى يأتى وقت يضطرون فيه الى الهجرة منها. و من أجل ذلك نجد على سطح الأرض آلات مختلطا بعضها ببعض و أسلحة من الحجر تركها السكان الذين كانوا غالبا من شعوب مختلفى الثفافة و ليس من السهل وجود أماكن لم يحدث فيها اختلاط .

أخذ العلماء يبحثون على الرواسب التى تخبئ فى باطنها أقدم الآلات التى صنعها الانسان فى العصور القديمة حتى نجح العالم دى مرجان فعثر على رواسب فى طبقات بعضها فوق بعض و كان من الطبيعى أن تتجمع هذه الرواسب طوال العصر الحجرى القديم السفلى حافظة فى طبقاتها بعض بقايا الصناعات المعاصرة لكل طبقة. و هذه الأراضى قد أصبحت فى مستوى واحد عند بداية الدلتا و على حافتها حيث لم يتمكن الغرين الحالى من تغطيتها بعد أن زالت عنها المياه و جفت فى أول العصر الحجرى القديم و بهذه الكيفية بقى سهل العباسية الصغير لم يمس بعيدا عن فعل الفيضان و هذا السهل يمتد من سفح هضبة النيل القديمة الواقعة فى الشمال الشرقى من القاهرة. و قد سهل أخذ الرمل و الزلط لمبانى مدينة القاهرة الحالية منه حفرهذا الشريط الصحراوى إلى عمق عظيم يبلغ 30 مترا أو يزيد كما سهل درس المنطقة و محتويات طبقاتها و فعلا وجدت الرواسب النيلية فيها بسمك 10 أمتار فى المتوسط و عثر فى وسط الزلط على الآلات التى تبرهن على توالى صناعات العصر الحجرى القديم تواليا تاريخيا و قد اختلط بها بعض بقايا الحيوانات المعاصرة و هذه الآلات وجدت منفصلة عن الآلات الموستيرية التى لا توجد إلا على سطح السهل و قد حقق هذه النتيجة البحث كل من الأثرى سندفوود و اركل و كذلك فى أماكن أخرى فى مرتفعات قاو و أرمنت و قنا.