الخميس, 25 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

غزوات وسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم من بدر إلى احد

غزوات وسرايا الرسول صلى الله عليه وسلم من بدر إلى احد
عدد : 02-2016
بقلم /زينب المنسى
كلية الاداب جامعة الاسكندرية

نقلت مخابرات الرسول (صلى الله عليه وسلم) خبر خروج قافلة من مكة متجهة الى الشام، فخرج (عليه السلام) في مائتين لأنه توقع قتالاً ، فلما وصل إلى ذي العشيرة وجد القافلة قد مضت قبل أيام ، وعاد إلى المدينة ولكنه بقي يتحين عودتها من بلاد الشام وهذه القافلة والتى كان يقودها أبو سفيان ، كانت السبب فى وقوع معركة بدر أثناء عودتها من الشام .وفي هذه الغزوة وادع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بني مدلج وحلفاءهم من بني ضمرة وهذه الموادعات كان لها تأثير سلبي على أمن وسلامة قوافل قريش نحو بلاد الشام.وظل المسلمون يترقبون موعد عودة القافلة .فبعث (صلى الله عليه وسلم) طلحة بن عبيد الله وسعيد بن زيد (رضى الله عنهما) يتحسسان أخبارها فنزلا على كشد الجهني بمنطقة النخبار من الحوراء فأجارهما وظلا مقيمان عنده حتى مرت العير ، فشاهدا القافلة وحمايتها من الرجال. وفى هذه العير نجد نشاطاً ملحوظاً للمخابرات النبوية ومخابرات أبى سفيان فقد كان الاخير يسال عندما قرر العودة من بلاد الشام فى طريقه الى مكة عن المسلمين ، فقيل له إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يرصد انصراف القافلة من اشلام فعندئذ بعض ضمضم بن عمرو الغفاري الى مكة يستنفر قريشا لانقاذ القافلة ، وقيل انه بعضه والقافلة ما زالت فى تبوك.وهاتان الروايتان اقرب الى الصواب ، اذ ان وصول ضمضم الى مكة وتجهيزها لرجالها وتوجههم نحو بدر لانقاذ القافلة يتطلب وقتا يتناسب وكون الامر صدر له فى الشام او تبوك وليس من قرب مياه بدر.وعندما مر أبو سفيان بالنخبار سأل كشد (( يا كشد هل رأيت أحداً من عيون محمد؟ فيقول أعوذ بالله ، وأنى عيون محمد بالنخبار ؟ )).وقد انطلق طلحة وسعيد ، يرافقهما كشد الى المدينة لابلاغ الرسول (صلى الله عليه وسلم) أمر القافلة ، غير أنهما وجداه قد خرج بالمسلمين نحو بدر لأنه علم بأمر القافلة من مصدر آخر فالتقوا به فى تربان.كانت مخابرات النبي منهمكة بمعرفة وقت وصول القافلة الى مياه بدر إذ كان (عليه السلام) قد ارسل بسبس بن عمرو وعدي بن أبى الزغباء الى مياه بدر لتحسس أخبار القافلة فاستقيا وعلما من خلال حديث بين جاريتين أن القافلة ستصل مياه بدر غدا او بعد غد فأسرعا الى الرسول (صلى الله عليه وسلم) يخبرانه الخبر.أما أبو سفيان ، الشديد الحذر فقد مر بمياه بدر ووجد مجدي بن عمرو فساله هل رأى أحداً من عيون محمد؟ فأجابه مجدي بأنه رأى راكبين أتيا إلى هذا المكان فاستسقيا ثم رحلا . فذهب أبو سفيان إلى مناخهما فأخذ بعراً لبعيرها ففته فوجد فيه نوى "فقال علائف يثرب هذه عيون محمد".أسرع أبو سفيان بعيره نحو الساحل ، فغير الطريق فنجت القافلة.بعد تأكد أبى سفيان من نجاة القافلة أرسل الى قريش يخبرها بذلك ، وان لا حاجة بعد لجيشها ، غير أن أبا جهل أصر على المسير نحو بدر كي يصفي الحساب مع المسلمين ، رغم معارضة بعض الشخصيات القرشية لحرب المسلمين.علم الرسول (صلى الله عليه وسلم) بخروج قريش لحربه ، وبذلك أصبح يواجه وضعاً مختلفاً . فقد خرج للاستيلاء على القافلة ، على ضعف من حمايتها، وهذا الذي أعده من أصحابه لهذا الموقف فكان رجاله ربما لا يتجاوزون الثلاثمائة والثلاثة عشر رجلاً ، أو ثلاثمائة وستة عشر رجلاً.أراد الرسول (صلى الله عليه وسلم) معرفة رأي أصحابه من الموقف الجديد وهو الحرب والتى لم يكن الانصار ملزمين بالدفاع عنه إلا فى المدينة ، لكن أبدى الجميع استعدادهم للقتال، مهاجرين وأنصار مما أفرح الرسول (صلى الله عليه وسلم).عاود الرسول (صلى الله عليه وسلم) نشاطه الاستخباراتى ، فخرج بنفسه مع ابى بكر (رضى الله عنه) يتحسس أخبار قريش ، فالتقيا شيحاً عربياً ، أخبرهما أن قريشاً تنزل قريباً من بدر كذلك أرسل على والزبير ويعد بن أبي وقاص (رضوان الله عليهم) مع مجموعة من أصحابه إلى مياه بدر يلتمسون الخبر عن قريش . فأصابوا غلامين كانا مع غيرهما يستقيان لجيش مكة فلما استجوبهما النبي (صلى الله عليه وسلم) علم أن الجيش المكي يتراوح عدده بين التسعمائة والألف، وذلك من خلال ما يذبحون من الجزر إذ اخبره الغلامان بأن قريشاً تذبح يوم تسعة جزر ويوماً عشرة.اتخذ النبي موقعاً متوسطا مهما بمشورة الحباب بن المنذر (رضى الله عنه) بالنزول على مياه بدر فأصبح المسلمون يشربون ولا ماء لدى الجيش المكي.كما أرسل النبي (صلى الله عليه وسلم) عمار بن ياسر وعبدالله بن مسعود رضي الله عنهما الى معسكر قريش فطافا بالقوم وعادا ليقولا للرسول (صلى الله عليه وسلم) القوم مذعورون فزعون.ولم تكن قريش تنقصها الخبرة والدراية فى جمع المعلومات عن عدوها فقد بعثت بعمير بن وهب الجمحي ليحزر لهم المسلمين قبل بدء المعركة، فطاف العسكر وعاد ليقول لهم (( ما وجدت شيئاً ، ولكني قد رأيت يا معشر قريش البلايا تحمل المنايا ، نواضح يثرب تحمل الموت الناقع ، قوم ليس لهم منعة ولا ملجأ الا سيوفهم ، والله ما أري ان يقتل رجل منهم حتى يقتل رجل منكم فاذا أصابوا منكم أعدادهم فما خير العيش بعد ذلك؟ فروا رأيكم؟ وهذا مافت فى معنويات الجيش المكي.وعندما بدأت المعركة في 17/رمضان/سنة 2ه نصر الله المسلمين القلة على المشركين وكانوا الأقوى، {ولقد نصركم الله ببدر وانتم أذلة} وخسرت قريش 70 قتيلاً ومثلهم من الأسرى واستشهد للمسلمين أربعة عشر صحابياً .ولو اردنا تقييم الدور المخابراتي فى هذه الغزوة، لوجدنا ان تشبث الطرفين بجمع المعلومات كلا عن الآخر قد حرم الطرفين من عنصر المباغتة، غير ان مونتغمري وات يعتبر المعلومات التى وصلت للنبي (صلى الله عليه وسلم) كانت دقيقة فى حين لم تكن قريش قد عرفت عن النبى (صلى الله عليه وسلم) ((فاستولى بذلك على زمام المبادرة)).
غزوة بني سليم بالكدر:كان انتصار المسلمين فى معركة بدر قد جعل القبائل البدوية المنتشرة من حول المدينة تزداد مخاوفها من وجود دولة قوية فى المدينة تمنع ما اعتادت عليه هذه القبائل القيام به من السلب والنهب، وتحقق الأمن والسلام فى الحجاز وعموم الجزيرة.لذا فبعد بدر نقلت الاستخبارات النبوية للرسول (صلى الله عليه وسلم) عن حشود لقبائل سليم من عطفان لتغزو المدينة، فخرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) اليهم وهم فى منطقة قرارة الكدر، فلما علموا بمقدمة هربوا وغنم الرسول (صلى الله عليه وسلم) خمسمائة بعير وعاد إلى المدينة.وهذه الغزوة تعتبر ضربة إجهاض لحشود العدو قبل وصولهم المدينة فبدد (عليه السلام) جشودهم بفضل يقظة مخابراته ومراقبتها لأوضاع المنطقة.
غزوة ذي امر:فى ربيع الأول/2ه . وتعتبر أكبر غزوة قادها الرسول (صلى الله عليه وسلم) قبل أحد فقد نقلت اليه مخابراته ان جمعا من بنى ثعلبة ومحارب بذى أمر قد جمعهم رجل يقال له دعثور بن الحارث بهدف الاغارة على أطراف المدينة فخرج (عليه السلام) في أربعماة وخمسين رجلاً ولكنهم ما أن علموا بمسيره فخرج (عليه السلام) نحوهم حتى هربوا إلى رؤوس الجبال. ثم عاد النبي إلى المدينة.
سرية زيد بن حارثة:وقعت في جمادي الآخرة / سنة 3ه.وتعتبر أخطر وأنجح سرية قتال أرسلها الرسول (صلى الله عليه وسلم) لأن نجاح المسلمين فيها قد هدد قريش تهديدا جدياً.فبسبب من تهديد الرسول (صلى الله عليه وسلم) لطريق مكة نحو الشام قريباً من ساحل البحر الاحمر، وتحالفه (عليه السلام) مع بعض القبائل المنتشرة فى المنطقة لذا أرادت قريش أن تجرب طريقاً آخر هو طريق العراق، وأحضرت الدليل العارف بهذه الطريق وهو فرات بن حيان العجلي، وأعطيت قيادة القافلة لصفوان بن أمية، وخرجت تحمل مالاً كثيراً ، آنية فضة ونقر فضة وزن ثلاثين ألف درهم ، خرجت إلى ذات عرق ، طريق العراق.تمكنت مخابرات الرسول (صلى الله عليه وسلم) من معرفة كل ما يتعلق بالقافلة، زمن خروجها وقيادتها ، وحمايتها وحمولتها، واتجاه سيرها. فقد جمعت الصدفة نعيم بن مسعود الاشجعي وهو ما يزال مشركاً مع سليط بن النعمان في المدينة فى مجلس شرب قبل تحريم الخمر، فلما أخذت الخمر نعيماً تحدث عن القافلة بالتفصيل ، فخرج سليط من ساعته الى النبي (صلى الله عليه وسلم) فاخبره بأمر القافلة . فأرسل (عليه السلام) زيداً فى مائة راكب وهاجموا القافلة وفر صفوان ابن أمية ، واسروا رجلين، وغنموا القافلة فجاءوا بها الى المدينة.إن نجاح المسلمين فى هذه السرية يعتبر نجاحاً لفاعلية الاستخبارات النبوية ، وسرعة استجابة القيادة فى التعامل القوي والسريع مع ما يتطلبه الموقف العسكري فضلاً عن ذلك فإنها لفتت انتباه المسلمين الى ضرورة مراقبة هذه الطريق ، الامر الذي احكم الحصار على تجارة قريش المهمة مع بلاد الشام.