لن تغرق سفينة الحياة وبها مجداف أمل..كلمات أتذكرها بعد أن تدافعت علينا فى وقت قصير العديد من النكبات والمصائب التى تركت آثاراً عميقة فى نفوس كل منا وأصابتها بالكثير من الحزن والهم والغم .. فقد أصبحنا بأمس الحاجه لأن نراجع أنفسنا ونمعن النظر من جديد فى طريقة قيادة السفينة.. فكل منا ربان سفينته ولكى ترسو بنا إلى بر الآمان لابد من قيادتها بحكمة وصبر وإخلاص خلال مد وجزر بحر الحياة، وهدوء وعواصف أيامها ،والإستعداد الأمثل للتعامل مع الكثير من منحرفاتها..فالقيادة الآمنة لن تتحقق إلا بعون من الله سبحانه وتعالى لعباده المخلصين- ياليتنا نكون منهم- وما أكرمه حينما يختبر صبرنا وينزل علينا شديد البلاء بينما نحن على أبواب شهر رمضان الكريم الذى يأتينا فى الشهر التاسع الهجرى من كل عام بنفحاته ومنحة الربانية لتفتح لنا فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب الجحيم ،وما أرحمه وهو يربينا فيه على التقوى و الصبر والإرادة لنخرج منه مغفورى الذنوب مطهرى القلوب.
هذا الشهر الكريم لنا فى صفحات تاريخه دروس فى الفخر بالنصر والعزة بالشهادة، وحاضرنا المؤلم يتستدعينا لقراءة صفحاته الذهبية،فيتبين لنا أسرار النصر فى غزوة بدر وفتح مكة (قبلة المسلمين) و عين جالوت وحرب أكتوبر المجيدة، ونعلم أنه ما تحقق ذلك لأبائنا وأجدادنا إلا بإخلاص النية والتخطيط السليم والجد فى العمل والإيمان والصبر واليقين بالله.
فدعونا نتمسك بمجداف أمل شهر رمضان المبارك ونستقبل هلاله بفطرة سليمة خالية من البغض والكره والحقد لنستعيد رقي حياتنا الإنسانية التى كنا فيها جميعا أهل وخل وأحباب،ولنكن أهلاً لمن لا أهل له ،رحماء بشيوخنا ومرضانا ،معينين لفقرائنا ومحتاجينا، واعين لصحيح الدين،متقبلين اختلافات الفكر والرؤى، محاربين كل عدو وفاسد ومخرب، داعمين كل يد تبنى وتعمر،عازمين على النهوض بصناعة السياحة عصب الإقتصاد المصرى،فلندعو أشقائنا المصريين فى الخارج وأصدقائنا من كل مكان لمشاركتنا فرحتنا بأيام وليالى رمضان والعيد وأجازة الصيف فى كل مدن مصر السياحية،خاصة مدينة الألف مئذنة ذات الطابع الأصيل الذى لا يستشعره إلا من جرب صلاة التراويح فى مساجدها الكبرى،وتجول فى حوارى وأزقة خان الخليلى ،واقتنى من روائع منتجاته اليدوية، وتسامر ضاحكا بصحبه الأصدقاء فى مقاهيها الشهيرة ،وحضر أجمل الأمسيات الثقافيه والفنية فى بيوتها الأثرية العريقة ،وصنع بعدسته أجمل الذكريات فى مئات الصور لمساجد وجوامع ومدارس ومنازل وقصور وأسبلة وبوابات أثرية خالدة تجاوز عمرها ألف عام فى شارع المعز ذلك المتحف المفتوح الذى يضم أكبر عدد من الآثار الإسلامية فى العالم.
مصر الغنية بمعالم طبيعية خلابة،تملك أنماط سياحية ممتعة، أرض الأنبياء ،صاحبة أقدم حضارة فى العالم لازالت تبوح بأسرارها الخفية، ذاخرة بإرث ثقافى متنوع، تستحق أن نحدث أنفسنا والعالم بها مرارا وتكرارا لنحى الأمل الذى لم ولن يعجزه بلايا الواقع..ورحمة الله على إمام الدعاة شيخنا الجليل محمد متولى الشعراوى الذى قال لنا وللتاريخ (ستظل مصر دائما رغم انف كل حاقد او حاسد أو مستغل أو مستَغلٍ مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو خارج هنا)..وكل عام وأنتم بخير.
|