الجمعة, 6 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

الأخلاق في المجتمع المصري القديم

الأخلاق في المجتمع المصري القديم
عدد : 06-2016
بقلم / جهاد ناصر

تمثل الأخلاق المثل العليا في أي مجتمع، فحين يعيش الانسان في مجتمع دائم ينشأ بينهم علي مر العصور انواع شتي من التقاليد التي من شأنها ان تحد من افعال الاشخاص اذا كان من اثرها ايذاء المجتمع و قد راي المصري ان الاخلاق كانت تقر من خلال البشر فضلا عن الالهة وكان الانسان نفسه مسئولا تماما عن اثر افعاله ولم تكن للأخلاق علاقة بالدين في اساسه ولكن تعد صورة من الصور التي تقع تحت حمايته فكما نعرف ان المصريون عاشوا كشعب كان النظام يسيطر علي علاقاته الاجتماعية وحين يضطرب هذا النظام كانوا يعتبرون هذا الامر جرما ولقد عمل الاباء في مصر القديمة علي تعليم ابنائهم الاخلاق وآداب السلوك وقواعد المعاملة وحث ابنائهم علي التسلح بالتقوي والخوف من عقاب الله وعلي التحلي بالمثل الخلقية السائدة كالبر بالوالدين وظهر ذلك في كثيرا في آداب الحكم والنصائح وفي ذلك يقول الحكيم آني لابنه " قرب الماء لابيك وامك اللذين انتقلا الي قبرهما في الصحراء واياك ان تغفل عن هذا الواجب وليفعل ابنك مثل ذلك " وايضا حسن معاملة الزوجة واحترام الغير والتسامح وعدم التطفل والرحمة بالضعفاء والتواضع والصراحة والاستقامة والعدل والعطف علي الخدم والجواري ومن اولي المبادئ ايضا التي حث المصريون ابنائهم علي اتباعها وجوب توقير الشيوخ واصحاب المقامات العلي وفي ذلك في نصائح امون- أم –أوبت " لا تلعن من هو اكبر منك سنا .... دعه يضربك بيده في صدرك دعه يسبك وانت ملازم السكوت" ويقول بتاح حتب " اذا وجدت رجلا يتكلم , وكان اكبر منك واسدي حكمة, فاصغ اليه واحن ظهرك امامه ولا تغضب الا اذا تفوه بالسوء , وعندئذ سيقول عنه الناس تبا له من جاهل اذا وجدت رجلا مساويا لك يتجادل , واثار حديث السوء فلا تسكت , بل اظهر حكمتك وحسن ادبك , فان الكل سيثنون عليك وسيحسن ذكراك عند العظماء اذا وجدت رجلا فقيرا " ليس مساويا لك" يتكلم فلا تحتقره لانه اقل منك , بل دعه وشانه ولا تحرجه لتسر قلبك , ولا تصب عليه جام غضبك فاذا بدا لك ان تطيع اهواء قلبك فتظلمه فاقهر اهوائك لان الظلم لا يتفق مع شيم الكرام " ومن المثل التي يجب ان يتحلي بها الانسان في كل زمان ومكان هي التواضع وفي ذلك يقول بتاح حتب " لا تزه بمعارفك , ولا تحسبن نفسك عالما ولكن اجعل الامر شوري مع الجميع خذ نصيحة الجاهل كما تأخذ نصيحة العالم لان حدود العالم لا نهائية وليس هناك من يبلغ الكمال في احاديثه والقول الحكيم أشد ندرة من الحجر الاخضر ومع ذلك فقد تجده الاماء اللائي يجلسن الي الرحي " وعلي ايه حال فلم تقتصر الاخلاق علي الحياة الدنيا فقط بل تعدتها الي الحياة الاخرة فكما نعلم سيطرة الدين في الفكر المصري وتحكمه في نشاطه فكان التشوق للعمل بالاتساق مع ارادة الالهة طابعا مميزا للمصريين فدائما ابدا كانوا يصرون علي ان أي عمل " هو ما قرره الاله " وايضا كان لإيمان المصري بالبعث والخلود تلك الفكرة التي شغلت عقولهم من عصور ما قبل التأريخ والتي حرص المصري علي تحقيقها بتقديم القرابين وبناء المقابر الضخمة قد اضافت اليها الثورة الاجتماعية العمل الصالح وهو طريق النجاة من اخطار العالم الثاني اكدت مبادئها بان الاخرة انما هي نتاج عمل الدنيا وان الذين تسلحوا بالقيم الاخلاقية واعتادوا عمل الخير في الدنيا سوف يسلكون نفس الطريق وسوف تجنون ثمرة عملهم شرا كان ام خيرا وهكذا وجدنا كيف حرص المصري القديم علي التمسك بالقيم الاخلاقية رغبة منه بالنجاة سواء في الحياة الدنيوية او الحياة الثانية "الاخرة"