الدكتور ناصر الكلاوى يكتب:
ولدت الفنانة أنجى أفلاطون في السادس عشر من إبريل عام 1924 م بمدينة القاهرة ، ودرست الرسم و التصوير الزيتي علي يد الفنان المصري (كامل التلمساني ) و تتلمذت بعد ذلك علي يد الفنان حامد عبدالله ثم التحقت بالقسم الحر بالفنون الجميلة ، عملت مدرسة رسم بمدارس الليسيه الفرنسية حتي عام 1948 م ، ثم صحفية حتي عام 1952 م ثم مصورة ، ثم نالت منحة تفرغ لمدة عام من وزارة الثقافة عام 1965 م ، و عملت في العديد من المراسم و هي مراسم مارج فايون ، و مرسم حامد عبدالله .
و قد أوصت الفنانة انجي أفلاطون أن يتم تحويل أعمالها إلي متحف ، و قامت وزارة الثقافة بإنشاء متحف لها ، في مجمع الفنون عام 2011 م ، ثم تم نقل هذه القطع الفنية إلي قصر الأمير طاز بعد موافقة وزارة الآثار عام 2004 م حيث تم انشاء متحف يضم اعمالها الفنية .
و كان الهدف من إنشاء المتحف هو إتاحة أعمالها لدارسي الفنون من أجل دراسة أسلوبها الفني ، و حتي يكون مرجع لمعرفة تطور أسلوبها الفني و المراحل التي مرت بها في حياتها الشخصية ؛ و تم إنشاء المتحف في أحد الآثار حتي يمكن الإستفادة من الجمهور المتردد علي قصر الأمير طاز سواء للزيارة أو لحضور الأنشطة الثقافية و الفنية .
و تدرجت الفنانة انجي أفلاطون بين عدة مدارس و منها المدرسة السريالية ، و المدرسة الواقعية ، ثم المدرسة التأثيرية ، و ذلك حسب المرحلة العمرية التي مرت بها ، و حسب الفنانين اللذين تأثرت بهم في هذه الفترة .
و لقدت اثرت فترة دخولها المعتقل بسبب أراءها السياسية علي العديد من الأعمال الفنية التي تناولتها ، و ظهر ذلك في رسمها للعديد من السيدات الفقيرات سواء العاملة في الحقول او المصانع ؛ و كان الغرض من ذلك حصول المرأة علي حقوقها .
وتميز أسلوبها الفني بالرصانة و التعبير عن البيئة فى اعمالها ، ، و قامت بالتعبير عن المواطن المصري الذي يعمل عتال أو عامل في مصانع الغزل و النسيج أو الفلاح أو الصياد ؛ و قامت باستحداث أسلوب جديد في فترة السجن و أخذ هذا الأسلوب يتطور و هو أسلوب الخطوط بدلاً من المساحات اللونية و بدئت اللوحات تمثل خطوط متصلة و منفصلة ، و تميزت أيضا ً بعمل لوحات لمساحات أصغر ، و استمرت بالإضاءة في أعمالها الفنية .
و كانت الفنانة انجي أفلاطون متفائلة جداً في كافة أعمالها ، وكانت ترسم الحقول المحيطة بالسجن .
و قامت برسم زميلتها في السجن؛ و قد استخدمت جميع الخامات، و قامت بالرسم علي الورق أو الكرتون أو الخشب.
و لقد قامت بعمل 26 معرضاً خاصاً في الداخل و الخارج ، و قامت بالمشاركة في العديد من المعارض المحلية و المعارض الجماعية الدولية ، و قامت بالعديد من المهام الفنية منها قوميسير بعرض الفن المصري المعاصر في متحف جاليرا بباريس 1971 م ، و قومسير فني لمعرض الفن المعاصر ببلجراد 1974 م ،
و ساهمت في تنظيم المعرض التاريخي الكبير و الذي أُقيم بقاعة اللجنة المركزية للإتحاد الاشتراكي العربي في القاهرة 1975 م .
و قد صدر لها العديد من الكتب و هي كتاب بعنوان (80 مليون إمراه معنا 1948 م) و كتاب بعنوان ( نحن النساء المصريات 1949 م ) و كتاب بعنوان (السلام و الجلاء 1950 م ) .
و لمتحف الفنانة انجي أفلاطون العديد من الأنشطة سواء إقامة الندوات أو ورش فنية للأطفال حتي سن 20 سنة علي أن تكون الورش من وحي الأعمال الفنية للفنانة أو قصة حياتها ، و أيضا يتم تنظيم معارض فنون تشكيلية ، أو حفل توقيع كتب ، أو تكريم لزملاء الفنانة في فترة السجن .
إن متحف الفنانة انجي أفلاطون الموجود بقصر الأمير طاز يستحق العناية و الإهتمام و الزيارة من المهتمين بالفنون من الشعب و الأجانب ، و يجب أن تكون له تذكرة رمزية بجنية واحد حتي نتمكن من معرفة الزوار بصفة دورية . |