بقلم / جهاد ناصر
اذا كان في التاريخ المصري القديم بعض الملكات التي تمكن من حكم البلاد ونالا شهرة واسعة فهناك ايضا ملكات لم ينفردن بالسلطة لكن لعبن دور بارز واثر بعضهن في مجريات الامور وتوجيه سياسة البلاد الداخلية والخارجية مع ازواجهن يظهر ذلك جليا خلال الدولة الحديثة وتأتي في مقدمتهن الملكة اعح حتب وهي ابنه للملكة تتي شري وزوجة سقنن رع تاعو الثاني احد ابطال حرب الهكسوس وام الملك احمس الاول محرر مصر واول ملوك الاسرة الثامنة عشر ترجع اهميتها الي الدور البازر التي لعبته في كفاح مصر ضد الهكسوس فكانت القوة التي ساعدت علي خلق الروح الوطنية واشعال نارها وهي الروح التي بثت في المصريين الشجاعة فدفعتهم للمطالبة بالحرية والاستقلال وطرد الغزاه من البلاد فظلت تكافح مع زوجها سقنن رع الذي بدأ حرب التحرير ورفع راية الجهاد ضد المغتصبين الاجانب الي ان استشهد في ميدان القتان مضحيا بحياته فداء لمصر وقد كان لها دورها السياسي الهام في تلك الفترة العصيبة خلال الحرب فدفعت بابنها كامس وساعدته بكل ما اوتيت به من قوة الي ان استشهد بعد ابيه فدفعت بابنها الثاني احمس لينجز المهمة ويؤدي واجبه فاخذ علي عاتقه مهمة تخليص مصر من براثن المحتلين ليعيد اليها كرامتها المسلوبة ويزيح عنها ما لحق بها من هوان وانتصر الملك احمس مستعيدا لمصر فخرها ومجدها. ويبدو ان بوفاة كامس وتولي احمس زمام الامور قد تعرضت طيبة لبعض الاضطرابات الخطيرة فاستطاعت بمالها من حكمة ان تلعب دورا كان له الاثر في استقرار الامور في طيبة واهتمت بشئون مصر.
علي ايه حال فقد حملت اعح حتب لقب الزوجة الملكية , اخت الحاكم له الحياة والصحة والسعادة والسلامة الابنة الملكية والام الملكية خلد دورها علي لوحة حجرية للملك احمس عثر عليها امام الصرح الثامن بالكرنك تعرف بلوحة احمس او لوحة الكرنك تبدا بالقابه واعماله وتأتي بعد ذلك فقرة علي درجة كبيرة من الاهمية امر فيها الملك احمس الجميع تمجيد الملكة قائلا " امدحو سيدة الارض سيدة جزر البحر المتوسط (الحاونبو) ذائعة الصيت في كل بلد اجنبي هي التي تضع الخطط للناس زوجة الملك اخت الملك فلتعش سليمة معافة ابنه الملك ام الملك النبيلة العالمة (التي تعرف الاشياء) التي ترعي شئون مصر والتي اهتمت بامر جيشها ووضعت تحت رعايتها هي التي اعادت الهاربين وجمعت الفارين هي التي هدات الجنوب واخضعت ثائريه زوج الملك اعح حتب فلتحيا " كما مثلت في معبد بوهن خلف ابنها الملك احمس ومن المرجح ان وفاة الملكة اعح حتب كان اثناء حكم الملك احمس فيما بين العام السادسة عشر والعام الثاني والعشرون من حكمه .
قد ضربت اعح حتب مثلا لما يمكن ان يكون للمراة المصرية من صلابة الرجل وعزمه وانها كافحت وآمنت بما تكافح فستجني ثمرة هذا الكفاح ولقد ارادت اعح حتب ان تحرر مصر فكان لها ما ارادت |