من ابرز الملكات في مصر القديمة لما قامت به من دور هام في عصرها لم تكن من الاسرة المالكة وانما من العامة فوالدها هو يويا كاهن الاله مين وقائد العجلات الحربية ووالدتها تويا التي شغلت مكانه مرموقة كزوجها فكانت رئيسة حريم مين ومغنية معبد مين في اخميم وكذلك ضمن حريم امون ومغنية في معبده قد اثير الشك حول اصلهم حيث قيل انهما من اصل اجنبي لكن باكتشاف مقبرتهما بوادي الملوك بطيبة ودراسة ملامح موميائهما وملامح الوجه تثبت ان الملامح مصرية تماما فضلا عن ان اسمائهما انما هي اسماء مصرية.
ابنتهما هي الملكة تي التي نحن بصدد الحديث عنها زوجة الملك امنحتب الثالث الذي امر بتسجيل زواجهما علي الجعارين "امنحتب, فليعط الحياة, زوجته الملكة تي , لتعش , ابوها يويا, وامها تويا , هي زوجة الملك القوي الذي تمتد حدوده الجنوبية الي كاروي والشمالية الي نهارين " رزقت من امنحتب الثالث بولدين هما تحتمس وقد مات وابوه لايزال علي قيد الحياة والاخر هو امنحتب الذي يدعي اخناتون صاحب الدعوة الاتونية .
وعلي ايه حال لعبت الملكة دورا هاما في حياة كل من زوجها وابنها ساعدها علي ذلك ما تتمتع به من جمال فائق دال عليه ملامح وجهها الشابة ذات التعبير الهادئ الوقور تمتعت بشخصية قوية وباحترام كبير لدي زوجها استطاعت بما اوتيت به من رجاحة العقل والسحر ان تستأثر قلب زوجها وعقله دل علي ذلك الاعلان الملكي الذي اصدره بمناسبة زواجه الثاني من الاميرة الميتانية الذي ذكر فيه اسم الملكة وابويها مؤكدا تفوق مركزها كذلك بعد سنه من زواجه من تي امر امنحتب بحفر بركة كبيرة لتتنزه فيها الملكة بقاربها الذهبي كما اغدق عليها بكثير من الالقاب التي تتمتع بها اي زوجة ملكية حاملة الدم الملكي كابنة الملك واخت الملك وسيدة الارضين .
كذلك من الاشياء الهامة الدالة علي مشاركة الملكة تي في كثير من امور البلاد السياسية والدينية انه سمح لها بكتابة اسمها داخل خرطوش ملكي في اول النصوص الملكية بالإضافة الي اشتراكها في احتفال الملك بعيد الحب سد "العيد الثلاثيني" الذي كان لا يذكر فيه الا اسم الملك.
كما اقام الملك معبدا في سدنجا بالنوبة لكي يؤدي لها طقوس العبادة باعتبارها ملكة مؤلهه حيث عبدت مع زوجها كالهة مقدسة ظهرت معه في اكثر المناظر اهمية علي الجعارين والاختام والتماثيل منها الموجود بالمتحف المصري والتي يمثلها جالسة بجانب زوجها دون اي تميز في الحجم .
ظلت الملكة تي تتمتع حتي اواخر حكم زوجها بعلو شانها لا في القصر فقط بل في توجيه سياسة الإمبراطورية كلها حتي في ظل امتلأ القصر بالفتيات الاجنبيات وتجلي نفوذها في اواخر حكمه بسبب تدهور صحه الملك حيث كانت في يدها مقاليد البلاد مع احتفاظ الملك بالسلطة الاسمية فقط وتوفي الملك وتولي من بعده اخناتون وعمره لا يزيد علي 12 عام الامر الذي جعل والدته الملكة تي تقوم بالوصاية عليه وتولت توجهيه ليسير علي الطريق التي ارداته له ولينفذ لها سياستها التي تهدف لإيجاد موازنة بين سلطان الملك وقوة وجبروت كهنة امون اذن فقد كانت هي المسئولة عن تصرفات اخناتون وصراعه مع كهنة امون الي ان هجر اخناتون طيبة وانشا عاصمته الجديدة تل العمارنة بينما يري البعض ان موقف الملكة من العقيدة الجديدة انما كانت تعاطف مع ابنها وفي هذا الشان تعوذنا الادلة وعلي ايه حال فقد كانت تي تستشار في شئون الدولة الداخلية والخارجية في عهد ابنها كما كانت في عهد زوجها .
وبعد حياة حافلة بالأحداث التي شهدتها الملكة تي توفت الملكة ومن الصعب تحديد متي حدث ذلك الا انه يحتمل انها وافتها المنية في اواخر عهد ابنها ودفنت في مقبرتها في طيبة |