بقلم/ خالد عبده
فى كل زمان ومكان تزدهر حضارات وتندثر اخرى ويعكف المؤرخون على كتابة التاريخ بذكر دقيق التفاصيل صغيرها وعظيمها ليعطى كل ذى حق حقه فالحياة سلسلة من الكفاح ورايتها تحملها الاجيال لتسلمها بعضها الى بعض لتتوارث عادات وتقاليد وحكم تساعدها على اكمال المسيرة فالماضى وامجاده عظة وعبرة ومنارة للاحفاد والحاضر لاثبات الذات والمحافظة على تاريخ الاجداد وللمحافظة على ما تركه الاجداد بالجد والاجتهاد وليس بالتغنى بالماضى والتحدث عما تركه الاباء والاجداد فالفتى من قال ها انا ذا وذلك بالأخذ بسبل التقدم ومقتديات التحضروالبدء من حيث انتهى الاخرون فالحضارة شئ والتحضر شئ أخر، فالحضارة تمثل الماضى وذكرياته وآثاره سواء كانت ملموسة او محسوسه او منقوشه على الجدران صنعها الاجداد وصاروا قادة وحكماء لهذا العالم سادوا الارض شرقا وغربا علموا العلم واخرجوا العلماء فمنها ما عرفوه بالعقل واخرى عرفوها بالنقل وتركوا لاحفادهم آثارا تتعاظم قيمتها مع مرور الايام آملين ان يحافظوا عليها ويتخذوها نقطة للانطلاق لا مجرد ذكريات للتباهى والتفاخر أما التحضر فهو الأخذ بسبل الرقى والتقدم ومسايرة الزمن واستغلال الفرص والامكانيات المتاحه للنهوض والارتقاء الى المستوى الذى يستحق أن يكونوا فيه يساندهم ماضى آبائهم وأجدادهم فالانسان ماضى وحاضر ومستقبل وبالعمل الدائم تتحقق المعجزات وبالسعى يصل الى المبتغى إما التواكل والتشدق بأمجاد الأباء والأجداد فهو نهاية سريعة وضرباً من الخيال لا يحقق إلا خيبة الأمل فالإنسان وحده هو الذي يَختارمصيره، فإمَّا أنْ يَكون لديه الدافع والحافز فيتابعُ بناءَ مجد أبيه، وإما أن يكون متباهيا مغرورا غير طموح فلا يَبني لنفسِه مجدًا، بل لعلَّه يَهدِم بسوء أفِعاله مجْد أباءه وأجداده الذي بنوه في سنوات وسنوات وعلينا ان نكون واقعيين فى كل ما نحلم به وان نعمل كالسابقين من الاباء والاجداد حتى يتباهى بنا أبناؤنا واحفادنا ونكون لهم القدوة والمثل ونبعدهم عن الاهمال والكسل
كُنِ ابْنَ مَنْ شِئْتَ وَاتَّخِذْ أَدَبًا
يُغْنِيكَ مَحْمُودُهُ عَنِ النَّسَبِ
إِنَّ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ: هَا أَنَا ذَا
لَيْسَ الْفَتَى مَنْ يَقُولُ: كَانَ أَبِي
|