الجمعة, 19 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أكتوبر بين ماض وحاضر

أكتوبر بين ماض وحاضر
عدد : 10-2016
أتساءل اليوم ونحن من الجيل الذى لم يشارك أو يشهد صنع انتصارمصر فى حرب أكتوبر73 تلك الملحمة العسكرية التى شهد لها التاريخ طوال 43 عاما من الفخر والعزة والكرامة، لماذا حرص أبائنا وأجدادنا على رواية مئات القصص والأحداث التاريخية لنا والتى تجسد مرارة هزيمه مصر فى حرب 67 ثم فرحة النصر فى 73، وتأكيدهم لنا مع كل رواية أنه لولا الهزيمة ما كانت تتحق إرادة النصر للجيش والشعب معاً، لماذا غرسوا فى نفوسنا وعقولنا حقيقة لا تقبل الشك فحواها أننا أصحاب عزة وكرامه وحضارات متجذرة فى أرضنا لآلاف السنيين ، لماذاعلمونا الثقة بأنفسنا وأننا صناع معجزات فى كل وقت وحين، وأن مصير المسلم والمسيحى على هذه الأرض واحد وأننا كلنا مصريون نهب على قلب رجل واحد لمواجهة أى عدو أو خطر يحيط بنا، لماذا أصدقونا القول حينما آمنا بقول الحق عز وجل:" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ."

والان وبعد مرور سنوات طوال وجدت أجوبة مقنعة لتساؤلاتى ،وأدركت قيمة ما أورثونا إياه طوال تلك السنوات وأنا فى مواجهة جيلا جديدا ولد من رحم هذا المجتمع يتراوح عمره من (10- 20 سنه) ويمثل 40% من تعداد سكان مصر البالغ 90 مليون نسمه ، معظمه بلا مبالغة غريباً عن هذا الوطن وتاريخه وحضارته فاقداً لسلامه النفسي مع نفسه ومع الآخرين ، اعتبروا "عبده موته" و"الأسطورة" وما شابههم من حضيض المجتمع قدوة ومثل أعلى ، فأصبح منهم بالملايين لا يعلمون عن تاريخ 6 أكتوبر إلا أنه يوم عطلة رسمية !!.. جيلا تم إهماله عمدا لينصهر فكريا وأخلاقيا منذ ميلاده من كل جانب فى بوتقه حروب الجيل الرابع والخامس والسادس بلا هوادة فبات منغلقاً على ذاته لا يرى ولا يسمع ولا يعتقد سوى فى آرائه واعتقاداته التى يستمدها من عالمه الافتراضى عبر مواقع التواصل الاجتماعى والتى مع الأسف والحسرة وجدها ملاذا آمنا له بعيداًعن قتلة الخيال المفعم بالأمل.

وأمام تلك الكارثة المجتمعية، يجب أن ندرك أن قراءة التاريخ والمشاركة فى صنعه والتدريب على إتخاذ القرارات وتحمل مسئولياتها واجب أن يكونوا من أولى اهتمامات البيوت المصرية الان و المدارس والجامعات والمعاهد والمراكز والمؤسسات الثقافية حرصاً على شباب مصر ، فنحن نتحدث عن فئة غالبة فى تحديد مصير تلك الأمة فإما نصعد بها للقمة أو نسقط بها للهاوية.

فدائما وأبدا لابد من رمانة ميزان للمجتمع قادرة على مواجهة المغرضين وأنصاف المتعلمين والسفهاء والجهلة، ألا يكفينا 30% بطالة و15.5% تضخم وغلاء يكشر عن أنيابه يومياً لوأد طبقة معدومى ومتوسطى الدخل بينما يبتسم ملء فاهه للغنى ليزيده ثراءا متوحشاً؟.. ألا تهتز جوارحنا حينما نرى أبنائنا تتتلاطم بهم أمواج البحار والمحيطات وتبتلع منهم الآلاف ونحن لا حيلة لنا غارقون فى فقر مدقع وأمراض تنهش أبداننا وتحصد أرواحنا؟

إن كل الشواهد تؤكد أن استمرار إفتعال الأزمات الإقتصادية الطاحنه وإغراق المجتمع فيها لسنوات وسنوات وبث روح اليأس والاحباط والفشل والتخاذل بشتى الطرق فى أبناءه ما هى إلا جريمة نكراء ترتكب فى حق هذا الوطن وشعبه لسلب عزته وكرامته وإظلام تاريخه المشرف.. فيا ليتنا ونحن نحتفل بذكرى انتصارنا فى حرب 73 على شاشات التلفاز وعبر الأثير أن نقوم باستدعاء روح أكتوبر وننتفض مخلصون كل بذاته مجتمعون على حب الوطن من جديد ، مدركون أن حقيقة عبقرية القائد وإرادة الشعب لم تستغرق أكثر من 6 سنوات لتبدل حال الأمة بخير حال وتعطى العدو درساً لم ولن ينساه، وأن القرار لازال فى أيدينا فإما نضحى ونتحد وننتصر بإرادة من حديد لأنفسنا أوتغلبنا الأنانية والمصالح الشخصية ونتفرق ونتجرع مرارة الهزيمة.. دمتم لمصر مخلصين ، وكل عام ومصر والأمة العربية والإسلامية بخير.
 
 
بقلم/ ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com