بقلم الدكتور/ محيى الدين عبد السلام
خبير اقتصادى
فى ظل عدم الاستقرار الاقتصادى وانتشار الفقر بين طبقات المجتمع المصرى، مع علم يقينى لدى كافة جموع الشعب المواطنين بان الانظمه السابقه قد تركت موروثا ضخما من الفساد والترهل الادارى، فاننا نرى ان التحديات والمشكلات الموجوده على السطح الان هى مشكلات غايه فى الصعوبه ،وعلي الحكومه الحالية ان تعمل على تحقيق متطلبات الثورات التى قام بها الشعب ،وهى العيش والحريه والعداله الاجتماعيه وتوفير الحياه الكريمه للشعب المصرى ،حتى يستطيع المواطن المصرى العادى محدود الدخل ان يشعر بتغيير ايجابى حقيقى فى اقصر فتره ممكنه ،علما بان المواطن مازال يحمل امالا عريضه وينتظر تحقيق وعود الحكومه ومتخذى القرار،رغم ان مازال اهم قطاعين التعليم والصحه يعانيان ،والمواطن لم يلمس اى تقدم او تطور فى اداء هذين القطاعين الهامين ،ومازالت نسبة الانفاق العام تقريبا ثابته 12 % للتعليم و5.5 % للصحه ،مع ترهل بيروقراطى واضح وفساد ادارى منتشر ومتوغل فى هذين القطاعين وغيرهما من القطاعات الاخرى الحيويه ،مازال الدعم على الكهرباء والبترول يذهب للاغنياء قبل الفقراء ،ومازالت مصر تستورد فياجرا بمليار دولار سنويا، وألعاب ناريه ما قيمته تقريبا 100 مليون دولار بخلاف مايتم تهريبه، ومازلنا نستورد جمبرى وكفيار وايس كريم وشيكولاته ولعب اطفال واطعمه الكلاب والقطط بما قيمته تقريبا 350 مليون دولار فى العام ،ومازالت حكوماتنا تدعم السلع الاستفزازيه وتستوردها بسعر الدولار الرسمى مما يقلل فرص شراء السلع الاساسيه للمواطن محدود الدخل، فاذا كانت الحكومه لا تستطيع ان تجد آليه تمنع من خلالها دعم الغنى وشراء السلع الاستفزازيه بنفس الاسعار المدعمه للسلع الاساسيه ( زيت وسكر وارز وشاى وفول ودقيق ومواد غذائيه عاديه) فقد ان الاوان للرئيس ان يتدخل ويبحث عن مستشارين أكفاء يتوافر فيهم (الخبرة والثقه) وان يعملوا على نقاط محدده وواضحه لهذا الغرض ،وان يأخذوا فى اعتبارهم الامن القومى والحرب على الارهاب فى سيناء ،علما باننا نعلم كشعب بان هذه الحرب ليست بالشى الهين .
إن دماء سائق المدرعه غاليه على كل مواطن غيور ومحب لبلده ،هذا السائق وهؤلاء الجنود واولئك الضباط الذين يتم استهدافهم فى ثكناتهم او امام بيوتهم هم اخوتنا واولادنا وذوينا وفلذات اكبادنا واصدقاؤنا، لقد استشهدوا فداء لنا وحماية لعرضنا ووطننا لذلك لابد ان يتم الرد على من استهدفوهم من الارهابيين بكل قوه ويجب ان يكون الرد حاسم وسريع حتى نهدأ ونشعر بالامان داخل وطننا. ايضا يجب ان يتم تلبية الاحتياجات العاجلة للمواطنين الغاضبين من عدم تحقق ماتم الوعد به حتى الان ،كى لانجد من يدعو وينفخ فى نار ثوره اخرى ويطالب باشعال فتنه وخروج الى الميادين من جديد وخلق فوضى لانستطيع نحن كشعب ان ندفع فاتورتها هذه المره ،فسائق التوكتوك هو فرد من افراد شعبنا تكلم بلسان حالنا حتى لو كان كلامه متفق عليه مسبقا ،لذا يجب ان يتم العمل على بناء خطه توازن بين الامن ( الداخلى والخارجى ) والاستهلاك للسلع ( الاساسيه والاستفزازيه ) والاستثمار ( طويل الاجل وقصير الاجل ) ،بمعنى العمل على خلق مشروعات متوازيه مع بعضها تعمل على تحقيق تلك الاهداف ،مع الاخذ فى الاعتبار عوامل المزايا النسبيه التى تتمتع بها مصر(جغرافيا –موارد بشرية –خامات طبيعيه – ... الخ )،لخلق مشاريع صناعيه عملاقة كثيفة العمالة وتشجيع رؤوس الاموال الاجنبيه والوطنية مع تدريب سريع للموارد البشريه ،ايضا يجب العمل على التوسع فى المشروعات الخدمية كثيفه العمالة لامتصاص البطالة ،ثم العمل على اقامة مشروعات تجذب الصناعات الصغيره والحرفيه لخدمة تلك المشروعات العملاقة ،والعمل على سن تشريعات جديده الهدف منها تامين انتقال رؤوس الاموال وضبط الاحتكار وحماية المنافسة، ثم تنظيم واعاده هيكلة المحليات حيث ان كفاءة وفعالية القطاع الخاص يجب ان يتم تفعيلها من خلال تطوير نظام المحليات والانتقال من سياسه الحكم المركزى الى الحكم اللامركزى ،وتطوير قطاعات التعليم والصحه ومجالات المياه والكهرباء والصرف الصحى ،والعمل على زيادة الصادرات من خلال اقامة مشروعات تحويلية والتى تعتمد على التكنولوجيا العالية لخلق منتجات ذات قيمه مضافة عاليه وعالميه ،والاهتمام بخدمات مابعد البيع ،مع اقامه مدن جديدة ينشئها ويديرها شركات عملاقة ومتخصصه تعمل فى مجال القطاع العقارى بغرض اقامه حياه متكاملة ،فالفروقات جلية بين المدن التى تديرها الدوله ومدن القطاع الخاص ،كما يجب ايضا تحديث الفكر الادراى والبعد عن الترهل البيروقراطى ،حيث تواجه الاداره المصرية تحديا هائلا فى اعادة تشكيل عقليتها حتى تستطيع ان تواجه ديناميكه السوق العالمى ،وعلى نظامنا التعليمى ان يؤمن ضخ احسن العقول المصريه وجذب المصريين المغتربين من العقول الفذه وما اكثرهم لعمل تغيير حقيقى داخل المنظمات واعاده هيكله هذه الاماكن حتى نستطيع ان نلحق بركب التطور.. حفظ الله مصر وحفظ شعبها الأبى الكريم.
كلمات مأثوره
ان العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب ( رالف و.أمرسون ).
وانا اقول اذا كان العالم يفسح الطريق للمرء الذى يعرف الى اين هو ذاهب فما بالك بوطن مثل مصر
|