بينما يصعد الحلم السياحى الأوروبى الى كوكب المريخ ويستعد لجذب السائح إليه بتكلفة قد تصل الى 10 مليون دولار فى مغامرة ذات مصير مجهول حيث لا إقامه أو طعام أو شراب فى انتظاره هناك ، نجد أن الحلم السياحى المصرى فى هبوط مخزى تفضحه أرقام السياحة الوافدة خلال العشرة الشهور الاولى من عام 2016 والتى تنذر بختام هزيل مع نهاية العام قد لا يتجاوز 5 مليون سائح، مما يدل على غفلة المسئولين عن استثمار عبقرية مصر فى الزمان والمكان . ومن كنوزها آلاف المساجد والكنائس والمعابد الاثرية المصرية التى إن تم الترويج لها بطرق صحيحة فى أوروبا التى تصدر لنا أكبر عدد من السائحين كنا سنستطيع فعليا أن نحقق نمو سياحى ذو مردود اقتصادى هائل بل وتقديم دعما روحانيا وصفاءا ذهنيا ومتعة حقيقية متكررة لا تنسى لهؤلاء المغامرين الباحثين عن المجهول.
أليس من العار لدوله تسعى لاصلاحات إقتصادية هنا وهناك أن تظل أحلامها عرجاء أو مشلولة حبيسة الأوراق وجدران غرف الاجتماعات وحتى ما ينتقل منها إلى حيذ التنفيذ ويتكلف عشرات الملايين من صيانة وترميم وتطوير يفتقر لضمانات الامن والأمان والسلامه لأثار حملت للبشرية ملايين الحكايات والأسرار عن مجد وقوة وانتصار شعب عظيم قهر يوماً الصليبين وطرد الهكسوس وقاوم اضطهاد الرومان ؟!
لماذا لا يتم استغلال مكانه مصرالتى تفردت بوعد الامن والامان لها من رب السماء فى كتابه الكريم واختصها بإرث دينى وحضارى وأثرى هائل يضرب بجذوره أعماق الارض ويعانق السماء بأجراس الكنيسة وصوت الآذان؟.. لماذا يتآمر الجميع على كنوز القاهرة التاريخية؟ ألا تسمعون صرخات الحجر من كافة صور الفوضى والاهمال التى تملأ شوارع وحوارى وأزقة المكان والتى يتسبب فيها جرم غفله المسئولين وبشاعة سلوك المواطنين، حتى مساجد آل بيت النبى صلى الله عليه وسلم التى تشرف بها الأرض المصرية ويتهافت عليها المسلمون من كل حدب وصوب لم تسلم من عدم الانضباط والانتهاك الصريح لقدسية الأماكن بمشاهد باتت اعتيادية تضم صور عدة من عدم النظافه والصراخ والعراك والتدافع والتسول داخل وخارج المساجد تحت سمع وبصرالمسئولين هناك!!.. فكيف بعد كل تلك الفوضى والاهمال يتضرع المؤمنون لله ويكونوا على صلاتهم محافظون خاشعون؟!
وإذا كانت تلك ثقافة وسلوك المصريين مع الأماكن التاريخية حتى المقدس منها ، فكيف نتوقع منهم إذن أن يهبوا يوما دفاعا عن وطن لا يشعرون بالانتماء اليه؟.. وهل سنظل نخاطب أنفسنا الى أن يأتى علي مصر يوما مظلما نجدها فيه طواعية تحت رعاية الملجأ الفرنسي المتلهف لاحتضان آثار العالم المهددة بالاندثار؟
يا سادة حكاما كنتم أو محكومين المسئولية تقع على الجميع، فكفانا تخاذل فى معالجه قضايا وطننا بجدية وحزم، ولنطبق بقوة القانون سلوكيات النظام والنظافة ولنتفنن ونتسابق فى تنظيم حملات توعية تحت رعاية كل من وزارات السياحة والثقافة والآثار والبيئة فى صنع الجمال من جديد كى لا يصبح التدمير البيئى والثقافى والحضارى عادات متخلفة موروثة لا محالة ستقضى علينا يوما ليس ببعيد، وعلى الآئمه الكرام عند اعتلاء منابرهم أن لا يملوا من توجيه خطاب النصح والارشاد الى المصلين لتوعيتهم بقدسية وحرمات بيوت الله كافه ووجوب تنزيهها من اللغو والقاذورات، فلا شك هى فى كتاب الله الكريم أعظم مكانه من المناطق العسكرية التى تضع لافته (ممنوع الاقتراب او التصوير) وبالفعل يحذرها المواطن لثقته من جدية التعامل معه ان تجرأ وخالف تعليماتها، فما بالنا بأمر الله تعالى بتعظيم المساجد في قوله: ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ * رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالأَبْصَارُ) النور/36-37 ،فاحرصوا على النجاة بتاريخ وحاضر حى ملموس بيننا كى يكون هناك مستقبل مأمول نستطيع من خلاله العيش بكرامة إنسانية.
|