الازدواجيه هى ثنائية كون الشئ يجمع بين اثنين وهذه الازدواجية منها ما هو محمود ومنها ما هو منبوذ فالجمع بين كل ما هو خير ونافع محمود ومقبول كالذى يكثر فى الصلاه والصيام والعمل على قضاء مصالح الناس وعلى النقيض تجد ان الجمع بكل ما هو ضار للاخرين فهو منبوذ كالذى يسعى لخطف رزق الآخرين بطرق مشروعه وغير مشروعه .فتتبلور الافكار وتنشأ صراعات داخل النفس البشريه للوصول للتفرقه بين الحلال والحرام ، فالحلال هو ما يفعله الانسان امام الناس دون الخوف من الانتقاد ممن حوله والحرام يتمثل فيما يفعله الشخص خلسه ويخاف ان يطلع عليه احد فبقدر ما يأكل المرء من الحرام ينقص منه من الرزق الحلال ، وكثيراً من الناس يسعى لكسب المال وبأيّ وسيلة كانت بحجة أنه طلبا للزرق ،حتى لو كان هذا السعي على حساب بدنه وصحته ، أو مكانته في المجتمع وكرامته ، بل قد يكون على حساب أخلاقه ودينه ، فيتبع طرق مختلفة وأساليب متنوعة لأجل كسب المال حتى لو كانت من الأساليب الملتوية التى لا يقبلها دين او عقل وفى بلاط صاحبة الجلاله تجد اشخاصا تجردوا من الانسانية يحملون فى حقائبهم دفاتر يقدمونها للمصادر فى وسط الزحام ظننا منهم بأن الحضور لا يفهمون ما يفعلون محاولة منهم للنيل باكبر عدد من اوامر النشر لجرائد عده ما انزل الله بها من سلطان وهم بفعلتهم لا يدرون ان ما يفعلونه حرام. لانهم يفعلونه خلسه كما انهم بعدوا كل البعد عن المبادئ. فمبادئك التي أنت مقتنع بها تمام الإقتناع تتصرف عكسها بل تحاول أحياناً أو كثيراً أن تثبت للأخرين بأنك غير مصدق لها . وينطبق هذا المثال السابق على جميع المهن فهناك من يسعى لنيل كل ما يستحق وما لا يستحق ناسيا او متناسيا حقوق الآخرين . ولو أن هؤلاء التفتوا الى حقيقة عظيمة وصادقة لما تهافتوا على هذا السعي اللاهث في طلب الدنيا ، وبهذه الشراهة ، وهذه الحقيقة تكمن في أن رزق الانسان مقسوم له ، ولكنه يحتاج الى سعي معقول وفي اوقات مناسبة ، وأن هناك أمور تؤثر على رزق الانسان ، فقد يزيد وقد ينقص ، وتارة يتقدم وأخرى يتأخر ، فالصدقة وصلة الرحم مثلاً تزيدان في الرزق ، والدعاء قد يعجل فيه ، وبعض الذنوب قد تحجبه ، وأكل الحرام يمنع الرزق الحلال.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ الرُّوحَ الأَمِينَ نَفَثَ فِي رُوعِي : أَنَّهُ لا تَمُوتُ نَفْسٌ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا ، فَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ ، وَلا يَحْمِلَنَّ أَحَدَكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ ، أَنْ يَتَنَاوَلَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِنَّهُ لَنْ يُنَالَ مَا عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى إِلَّا بِطَاعَتِهِ " فإن الله تبارك وتعالى قسم الارزاق بين خلقه حلالاً، ولم يقسمها حراماً ، فمن اتقى الله وصبر أتاه الله برزقه من حله، ومن هتك حجاب الستر وعجل فأخذه من غير حله قصّ به من رزقه الحلال، وحوسب عليه يوم القيامة.
جمع الحرام على الحلال ليكثره *** دخل الحرام على الحلال فبعثره
|