بقلم الدكتور/ عمرو محمد الشحات
جاء الإمبراطور قنسطنطسن الأكبر (323-395م) وأصبحت المسيحية فى عهده دينا معترفا به فى الدولة،وفى عصر الإمبراطور ثيودوسيوس (397-395م) أصبحت المسيحية الدين الرسمي للدولة.
أما الإمبراطور جستنيان (518-527م) فقد بنى دير طورسيناء، وعمل عليه حصن ورتب فيه حراسا للرهبان ،وعلى باب الدير لاتزال توجد كتابة باللغة اليونانيةعلى لوح رخامي ترجمتها((انشأ دير سيناء وكنيسة جبل المناجاة الفقير الراجي عفو مولاه الرومي المذهب يوستينيانوس تذكارا له ولزوجته تاوضرا على مرور الأزمان حتى يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين وتم بناؤه بعد ثلاثين سنه من ملكه ونصب له رئيسا إسمه ضولاس وذلك جرى سنه(602 لادم الموافق لتاريخ السيد المسيح527م)) .
ودير الوادى بطور سيناء كان مركزا لاستقبال المقدّسين المسيحيين منذ القرن السادس الميلادى فى رحلتهم المقدسة إلى القدس عبر سيناء والقادمين من أوروبا عبر ميناء الإسكندرية إلى نهر النيل ومنه بريا إلى خليج السويس حتى طور سيناء.
و دير الوادى يقع بقرية الوادى 6كم شمال مدينة طور سيناء ويبعد 3كم عن حمام موسى ذو المياه الكبريتية الدافئة وقد بنى فى عهد الإمبراطور جستنيان فى القرن السادس الميلادى وظل عامرا حتى العصر الفاطمى ثم تحول إلى مقبرة للمسيحيين من طائفة الروم الأرثوذكس القاطنين بالمنطقة الى ان كشفت عنه حفائر منطقة اثار جنوب سيناء للآثار الإسلامية والقبطية منذ عام 1985.
ويعتبر دير الوادى هو الدير الوحيد بسيناء الذى يحتفظ بمعظم تخطيطةو عناصره المعمارية الباقية من القرن السادس الميلادى حتى الآن ، وهو مستطيل92م طولاً 53م عرضاً وبه أربع كنائس ومعصرة زيتون وحجرة كبرى للطعام (مطعمة) وبئر مياه وفرن ومنطقة خدمات و 96 حجرة تقع خلف سور الدير على طابقين وهذه الحجرات بعضها قلايا للرهبان والأخرى حجرات للمقدّسين المسيحيين الوافدين للدير للإقامة فترة وزيارة الأماكن المقدسة بالطور قبل التوجه إلى دير سانت كاترين ثم إلى القدس ، وموضحا بان الحجاج المسيحيين قد توافدوا على سيناء من كل بقاع العالم وهم آمنون مطمئنون فى ظل التسامح الإسلامى الذى سارت عليه الحكومات الإسلامية فى العصور المختلفة.
كما وجد طريقين مشهورين للرحلة المقدسة إلى القدس عبر سيناء بطول 575كم بسيناء ، وهـما طريق شرقى وطريق غربى ، والطريق الشرقى هو للمقدسين القادمين من القدس إلى جبل سيناء ويبدأ من القدس إلى أيلة (العقبة حالياً) إلى النقب ومنه إلى عين حضرة ثم وادى حجاج وبه تلال من حجر رملى بها نقوش نبطية ويونانية وأرمينية حتى سفح جبل سيناء (منطقة سانت كاترين حالياً) بطول 200كم ، أما الطريق الغربى فيبدأ من القدس عبر شمال سيناء وشرق خليج السويس إلى جبل سيناء مارا برافيا (رفح) ، رينوكورورا (العريش) ، أوستراسينى (الفلوسيات) ، اسيوم (القلس) ، بيلوزيوم (الفرما) ، سرابيوم (الإسماعيلية) ، القلزم (السويس) ، عيون موسى إلى وادى فيران ومنه إلى جبل سيناء بطول 375كم.
كما كان لميناء الطور فى العصر المملوكى والذى استمر دوره حتى افتتاح قناة السويس عام 1869 علاوة على دوره فى خدمة التجارة بين الشرق والغرب الذى استخدم طريقا للرحلة المقدسة للمسيحيين ، وبعد أن تحول درب الحج المصرى القديم إلى مكة المكرمة عبر سيناء من الطريق البرى إلى الطريق البحرى عام 1885م أصبح ميناء الطور يستقبل الحجاج المسلمين والمقدسين المسيحيين معا والقادمين على نفس السفينة من ميناء القلزم " السويس" إلى ميناء الطور.
وكان المقدّس المسيحى كان يرسو بالطور ليقيم فترة بمركز المقدسين المسيحيين بدير الوادى ويزور المواقع المسيحية بالطور ومنها قلايا المتوحدين الأوائل بوادى الأعوج وعدة مناطق وجبل الناقوس وابو صويره الذى تركوا عليه نقوشاً مسيحية تذكارية ثم يتوجهوا إلى ديرسانت كاترين ومنه إلى القدس .
|