الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

عيد الطيران.. وتكريم الشهيد محمد فهيم ريان

عيد الطيران.. وتكريم الشهيد محمد فهيم ريان
عدد : 01-2017
بقلم الاستاذ/ عبدالعظيم صدقي
جامعة 6 اكتوبر


في 26 يناير من كل عام تحتفل مصر بعيد الطيران المدني المصري الذي يصادف نجاح الطيار المصري محمد صدقى في الطيران من برلين بألمانيا مروراً بأجواء أوروبا في ظروف مناخية صعبة أثناء فصل الشتاء وتحديات من الإحتلال الانجليزي لإفشال محاولته الى ان هبطت طائرته بسلام بمطار هيليوبولس بضاحية مصر الجديده في 26 يناير 1930 وسط احتفال شعبي كبير واستقبال حافل شجع الاقتصادى الوطنى طلعت حرب لانشاء شركة وطنيه للطيران وهي مصر للطيران في مايو 1932 ومدرسة لتعليم الطيران وورشة لصيانة الطائرات بعد أن نجح من قبل في انشاء بنك مصر ومصر للتأمين و مصر لحلج الاقطان واستوديو مصر والكثير من المشروعات الوطنية التى اقترنت بإسم مصر..

ويصادف 26 يناير عيد ميلاد عاشق مصر و مصر للطيران المهندس محمد فهيم ريان كبير مهندسي القوات الجوية قبيل حرب اكتوبر المجيدة والذي نجح بفكره وخبرته في تصنيع وتدبير قطع الغيار اللازمة للطائرات الحربية السوفيتيه الصنع من طراز سوخوي مع فريق عمل من المهندسين المصريين بقيادته في الفترة التي شهدت قصور من الجانب السوفييتي في مد مصر بقطع الغيار بعد استغناء الرئيس السادات عن الخبراء الروس .. ونجحت قواتنا المسلحة بفضل الله وجنودنا البواسل في تحقيق النصر.. وكان اللواء المهندس محمد فهيم ريان واحداً من هؤلاء الرجال الذين شاركو في صنع النصر العظيم..

ثم تولى المهندس ريان رئاسة مصر للطيران عام 1980 في ظل ظروف صعبة كان اسطول الشركه لايتجاوز 14 طائرة وشبكة خطوطها الدولية والداخلية لا تزيد عن 40 مدينة.. وتعاني من مشاكل مالية لتدبير المرتبات في بعض الشهور. وتلجأ للدولة لتدبير بدلات السفر بالعملة الصعبة واستمرت قيادته حتى عام 2002 .وعلى مدى 22 عاماً استطاع ان يحول مصر للطيران الي شركة عملاقة تنافس الشركات العالمية . وتضاعف اسطولها من 14 طائرة الي 34 طائرة حديثة وامتدت شبكة خطوطها الي 84 مدينه عالمية وداخلية وتحولت من شركة خاسرة تعتمد على الدولة الي شركة تمول مشروعاتها ذاتياً وتحقق فائضاً في الارباح. وبلغت اصول المؤسسة 12.3 مليار جنيه بعد ان كانت 315 مليون جنيه . كما توسعت في انشاء وتطوير العديد من مشروعات البنية التحتية ومن بينها انشاء القاعدة الهندسية ومجمع التدريب ومستشفى حديثة لعلاج العاملين واسرهم وأفراد المجتمع ومركز متطور للحاسب الآلي ومجمعات للبضائع بالمطارات وتطوير الكرنك للسياحة والاسواق الحرة.

كما قامت مصر للطيران بدعم الاقتصاد القومي في الفترة من عام 1980 حتى عام 2001 بمبلغ 2.1 مليار جنيه من بينها 905.5 مليون جنيه قيمة الضرائب المسددة عن التذاكر المصدرة و 295 مليون جنيه قيمة ضرائب كسب العمل. و314 مليون جنيه مساهمة المؤسسة في التأمينات الاجتماعية و 679 مليون جنيه رسوم نزول وايواء الطائرات بالداخل.. وشاركت مصر للطيران في الكثير من المشروعات السياحية والفندقيه والاستثمارية مثل المشاركة في فندق موفينبيك المطار بنسبة 50% وهيلتون طابا بنسبة 33% وشركة طيران اير كايرو بنسبة 40% وفندق توت آمون باسوان ونفرتاري بأبو سمبل.. فضلاً عن توفير الحياة الكريمة والرعاية الصحية والانشطة الرياضية والترفيهية للعاملينم واسرهم وتحقيق الرضا الوظيفي للعاملين الذين بلغ عددهم حتى عام 2001 حوالي 24 الفاً بعد انك كانو 10 الاف في عام 1981.

وفي عام 2002 تحولت مصر للطيران الى شركة قابضة ولم يهنأ المهندس محمد فهيم ريان بافتتاح المجمع الاداري الذي يعد تحفة فنية ومعمارية على مستوى شركات الطيران العالمية والذي كان يجب ان يحمل اسمه اعزازا وتكريما لتاريخة المشرف على مدى 22 عاما رئيسا للشركة الوطنية.

وشاء القدر ان يموت شهيداً متأثراً بجراحه في حادث الإرهاب الخسيس الذي استهدف فندق هيلتون طابا في عام 2002 أثناء رئاسته لإجتماع مجلس ادراة شركة طابا للتنمية السياحية ونقل الى مستشفى المعادي العسكري وفاضت روحه الطاهره وكان من اوائل الشهداء الذين سقطو ضحية لعمليات الارهاب الخسيسة التى استهدفت ارض سيناء.. ولم يتم تكريمه ومعاملته معاملة الشهداء حتى الان..فهل يشهد عيد الطيران في 26 يناير تكريم الشهيد المهندس محمد فهيم ريان احد ابطال حرب اكتوبر والرجل الوطنى الذي بنى صرح مصر للطيران العظيم باطلاق اسمه على المجمع الاداري بطريق المطار او مركز التدريب الاقليمي . وقد سبق لمصر للطيران اطلاق اسم المرحوم كمال افندي علوي اول مدير عام لمصر للطيران بمبنى الخدمات الجوية رغم عمله لمدة عامين فقط واسم المرحوم الدكتور عصام ابو غيده على قسم القلب المفتوح بمستشفى مصر للطيران رغم عمله لمدة عام واحد. بينما المهندس ريان عمل لمدة 22 عاما تنازل فيها عن عمولة طائرات البوينج والاير باص لصالح العاملين ولشراء قطع غيار بقيمتها للطائرات الحديثة. ومات عفيفاً وزاهداً ولم يترك ارثاً عقاريا في الساحل الشمالي او التجمع الخامس ولم يترك وديعه بنكيه تحل ازمة اسرته بعد وفاته والتي اضطرت لبيع الفيلا الوحيده بالماظه والتي بناها اثناء عمله ضابطا بالقوات الجويه. واضطرو لبيع الفيلا واشترو شقه لمواجهة متطلبات الحياة.
تحية للمهندس ريان يوم ولد .. ويوم مات شهيداً. وقد ترك ارثاً عظيماً من الوطنية والتفاني في حب مصر وخدمة المجتمع.

ودعوة للسيد الرئيس عبد الفتاح السيسي لتكريم اسم الشهيد محمد فهيم ريان احد ابطال حرب اكتوبر واحد ضحايا الارهاب الخسيس تخليداً لذكراه واعماله الوطنية النادرة.