الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

المشروعات الصغيره وبر الامان

المشروعات الصغيره وبر الامان
عدد : 04-2017
بقلم الدكنور/ محيى الدين عبد السلام
خبير اقتصادى


أثبتت التجارب في الكثير من اقتصاديات دول العالم أن نظام المشروعات كثيفة رأس المال والتكنولوجيا والعماله لا يؤدي بالضرورة إلى تسريع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية، كما انه لايمثل الحل الأمثل للآثار السلبية التي تتركها عملية التحول الاقتصادي، كون أثار المشاريع الكبرى لاتنعكس إلا على فئة قليلة من شرائح المجتمع، بسبب تواضع دورها في تخفيف الفقر وضعف تحقيق الدفع الذاتي لعملية النمو، من هنا كان لا بد من التطلع إلى دور أكثر فاعلية في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ولهذا بدأت تقارير الهيئات الدولية والإقليمية المختصة فى توضيح الاهميه الكبرى للمشروعات الصغيرة والتى يمكن تعريفها بشكل مبسط على انها كل نشاط لإنتاج سلع او خدمات وتستعمل فيه تقنية غير معقدة بشرط ان يكون رأس المال المستثمر فيها صغير نسبيا وتعتمد على تشغيل العمالة بشكل أكبر ، وبناء على هذا التعريف فان المشروعات الصغيرة تتسم بعدة خصائص من أهمها أنها كثيفة العمالة، منخفضة التكاليف الرأسمالية نسبياً،المرأه تلعب فيه دور بارزا ، كذلك إمكانية الانتشار الواسع مما يجعلها تغطي مناطق مختلفة وقابليتها للتوطين حيث توجد قوة العمل، وتعد مصدراً رئيساً من مصادر الدخل وايضا تعمل على تنمية القطاعات الإنتاجية المختلفة وتشير بعض الإحصائيات إلى أن المشاريع الصغيرة إضافة إلى المشاريع المتوسطة تمثل حوالي 90% من إجمالي الشركات في معظم اقتصاديات العالم، و توفر ما بين 40% - 80% من إجمالي فرص العمل وتوظف من (50% - 60%) من القوى العاملة في العالم كما تساهم هذه المشروعات بحوالي 46% من الناتج المحلى العالمي حيث تسطيع المشروعات الصغيره الدخول فى كل المجالات الاستثماريه من مشاريع زراعية وتربية الحيوان ومشاريع صناعية وحرفية ويدويه ومشاريع تجارية (سلع أو خدمات) لذا نلاحظ ان دولة مثل الولايات المتحدة يوجد بها أكثر من 24 مليون مشروع صغير يساهم في توليد حوالي 52% من فرص العمل لدى القطاع الخاص وأكثر من نصف الدخل القومي،كما تمثل 80% من كل الإبداعات و الابتكارات الجديدة في السوق الأمريكي وتمد 67% من العاملين بفرص العمل والتدريب الأولى لهم وفي اليابان تعتبر المشروعات الصغيرة والمتوسطة أساس الاقتصاد الياباني حيث تمثل اكثر من 90% من عدد المشروعات بها ، وتستخدم أكثر من 80% من إجمالي العمالة في اليابان، ورغم أن الحكومه الحاليه اصبحت تبدي اهتماماً متزايداً بالمشروعات الصغيرة، وبدأت بمساندة ودعم هذه المشروعات للعمل في بيئة اقتصادية صحية وعلى الرغم من هذا كله الى انه يجب ان تعمل الحكومة في ظل استراتيجية تحقق التنمية الشاملة ، وان يكون كل ذلك ضمن إطار التحول الاقتصادي من الاقتصاد الموجه إلى اقتصاد السوق الاجتماعي، بمعنى ألا تتحمل الشرائح الفقيرة والأكثر احتياجاً الآثار الاقتصادية والاجتماعية السلبية الناجمة عن هذا التحول ، حتى نستطيع تجنب تدني مستوى المعيشة وعدم تفاقم مشكلة البطالة وانخفاض معدل النمو الاقتصادي، يجب ان نعترف بأن دور المشروعات الصغيرة مازال دون الطموح كما انها تواجه مجموعة من الصعوبات والمعوقات التمويليه والاقتصاديه والتسويقيه والادارية والفنيه والتنظيميه والتشريعيه وكي ينجح هذا النوع من المشاربع في أداء دوره في عملية التنمية لا بد من العمل ضمن إطار تشريعي يحميها ووفق آلية تنفيذية تدعمها ، بمعنى أنها بحاجة من أصحاب القرار إلى تبني استراتيجية خاصة تعمل على تنمية هذه المشروعات ورعايتها ، سواء من جهة الخدمات الفنية الإدارية و التسويقية التي تحتاجها أو من جهة الخدمات التمويلية الملائمة لإنشائها واستمرارها، تلك الاستراتيجية التي تعمل في الوقت ذاته ضمن إطار استراتيجية تنموية عامة .
ان متخذى القرار يجب ان يعلموا مدى القدرة الديناميكية للمشروعات الصغيرة في التجاوب مع الاحتياجات الحديثة للسوق وقدرتها في تحقيق فرص عمل مناسبة ودورها فى دعم التنمية الإقليمية والاجتماعية، واعتبار بعض الفشل الذي يمكن أن يتواكب مع المبادرات المسؤولة والمخاطر المحسوبة هو بمثابة فرصة للتعلم من التجربة، علما بان هذه المشروعات يمكن أن تساهم بشكل فعال في التنمية الاقتصادية والاجتماعية وذلك من خلال تأثيرها على بعض المتغيرات الاقتصادية الكلية مثل إجمالي الناتج المحلي، الاستهلاك، العمالة، الادخار، والاستثمار، والصادرات إضافة إلى مساهمتها في تحقيق العدالة الاجتماعية والإقليمية، لقد أصبحت المشروعات الصغيرة علماً قائماً يدرس في الجامعات والمعاهد العلمية، وقد أفردت لها المقررات الخاصة ،لذا فهل نستطيع ان نكون مثل الدول التى استفادت من هذه الاستراتيجيه ونستطيع بها ومن خلالها ان نتقدم بمصرنا الحبيبه

كلمات مأثورة ...
حياة بلا عمل عبء لا يحتمل (نابليون بونابرت)
حفظ الله مصر وحفظ شعبها الابى الكريم