الثلاثاء, 3 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

تعليم للبيع

تعليم للبيع
عدد : 04-2017
بقلم : خالد عبده


صندوقنا عمره 7000 عام من الزمان عدد قنواته قناة واحده عدساتها صورت وسجلت سجلات مجد وعزه وفخر وانجازات , نقاط البث الرئيسية اشاراتها من نقوشات على الجدران والاحجار , تتراتها الريادة والسيادة فى كل المجالات , اشاراتها استقبالتها صناديق الدنيا فى كل مكان ومرت الايام وتبدلت الاحوال لنرى ونسمع ونشاهد صندوق دنيتنا بيتغير لتتعدد قنواته نجد فيه ما يفرح ونشاهد ما يجعلنا نحزن من سوء ما نشاهده واليوم موعدنا مع حلقة جديدة من مسلسل الفساد الاخلاقى والمجتمعى والتى نلقى فيها الضوء على مافيا التعليم الخاص بداية من الابتدائى وحتى الجامعى فقد استوحشت مستعمرة المدارس الخاصة ، ليصبح لهم قانونهم الخاص يستبيحون من خلاله أموال أولياء الأمور دون أدني ضمير ودون تحقيق المقابل فيما يتقاضونه لتقديم تعليم افضل، فقائمة المطلوبات ليست مصروفات دراسية فى أول العام الدراسي تصل إلى آلاف الجنيهات فقط، بل قائمة يترأسها الزى المدرسي والأنشطة والرحلات والحفلات وتتزيلها رسوم تزيين الفصول. ووصل الجشع إلى حد جعل أولياء الأموريصرخون من فرض أصحاب مدارس أولادهم لزيادة على المصروفات السنوية بنسب كبيرة تفوق النسبة المقررة من وزارة التربية والتعليم،والطامة الكبرى تكمن فى المستوى التعليمى المتدنى الذى تقدمه تلك المدارس ليصل الامر الى قيام مدرسة للغه العربية بتدريس اللغة الانجليزية وكانت هذه تجربتى الشخصية وعندما واجهت المدرسة صدمتنى بانها مدرسة تاريخ وتقوم بتدريس مادتين بعيدا عن تخصصها وعندما واجهت صاحب المدرسة ادعى انه لا يعلم شيء عن ذلك ووعدنى بتصحيح الوضع ولم يحدث التصحيح , ويجرى ذلك تحت مرأى ومسمع إدارة البدرشين التعليمية التى لا تتطالب إلا بنسبتها وتتغاضى عن المخالفات المالية والادارية بالمدارس الخاصة . وننتقل لمشهد اخر تتجلى فيه سيطرة مافيا التعليم الخاص والمعاهد العليا والجامعات الخاصة على المنظومة التعليمية والتحكم فى قبول أعداد تزيد على المقرر لها والتلاعب فى أعداد الطلاب الملتحقين بالمعاهد العليا وغياب الرقابة على المعاهد العليا والتأخير المتعمد فى تعيين أعضاء هيئة التدريس بتلك المعاهد وبلغ الفساد ذروته بالمحسوبية فى عملية تحويلات الطلاب لصالح معاهد وجامعات بعينها حسب المصالح المتفق عليها دون النظر الى تقدير او مجموع لاستحقاق طالب عن آخر, وإذا تتبعنا منظومة الفساد تجد الرأس المدبر يجلس فى نقطة صناعة القرار وعددهم خمس مسؤلين لا تتم اى موافقة لانشاء جامعة خاصة او معهد خاص الا بمباركتهم , فهم صانعى القرار ولن تسير الامور الا بتأشيراتهم ومن يحاول تجاهلهم تقفل جميع الابواب فى وجهه , ويؤكد ذلك تجربة احد رجال الاعمال الذى تقدم بطلب لانشاء جامعة سوهاج الخاصة وذهب لمقابلة احد رموز الفساد الخمس فقيل له يجب سداد مبلغ 350000 جنيها قبل الدخول فى اى تفاصيل وعندما وجد استنكار من رجل الاعمال قام بفتح باب مكتبه وقال بعلو صوته هذا المبلغ ليس لى وحدى بل معى هؤلاء الاربعه الذين يقفون امام مكاتبهم ليتصنطوا لمعرفة الاتفاق الذى سيتم معك . فما كان من رجل الاعمال الا ان لملم اوراقه وترك مكتبهم وخرج وكله اسف لعدم تحقيق حلمه بسبب الخمسة الكبار الذين يشكلون مافيا تتحكم فى المنظومة ليحكى ما جرى معه ومثله كثيرون , لنتذكر احلام البسطاء بمجانية التعليم وانه كالماء والهواء الذين استيقظوا من ثباتهم على يافطة مكتوب عليها تعليم للبيع واتفرج يا سلام.

ايها الغارقون فى وحل دنياكم وفيه جميعكم شهداء
لست اهجوكم فأنتم ذئاب وكثير على الذئاب الهجاء
انتم الميتون شيخا فشيخا وبكم لا يليق الا الرثاء