الخميس, 18 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

رسالة الأزاريطة

رسالة الأزاريطة
عدد : 06-2017
عرفت عن الشخصية المصرية تماسكها الاجتماعى والانسانى وقدرتها على تنحية الخلافات جانباً والتلاحم سريعا حين تتعرض البلاد لخطر داهم يتطلب مواجهته بصوت وفكر واحد، ولكن فى السنوات الأخيرة طرأت بعض المتغيرات الاقتصادية والسياسية والثقافية على المجتمع المصرى ،فتمكنت من خلخلة تلك الشخصية لتصبح بمرور الوقت على قدر ليس بالهين من عدم الوعى واللامبالاة فى ادراك حجم المسئوليات التى تقع على كاهلنا جميعا لتأسيس مصرنا الجديدة ، بل وهناك من يمارس تواطئه يومياً فى صنع الأزمات وإغراق الوطن وأهله فى مخاطر متلاحقة تجعله طول الوقت يحيا فوق فوهه بركان..

وإحدى تلك المخاطر الكارثية تتجسد فى المخالفات العقارية المهددة بالميل أو الآيلة للسقوط سواء الان أو بعد حين ، فجريمه ترويع المواطن فى عقر داره وسلب أمنه وآمانه ،وتشريده على أرضه ، ليس من مصلحة الوطن فى شىء.

وما شهدته محافظة الاسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط ،من ميل لأحد أبراجها السكنيه بحى الأزاريطة العريق الذى شهد مجد الاسكندرية القديم واختصه محمد على باشا فى القرن ال19 بالحجر الصحى، واحدة من ضمن جرائم كثيرة تسببنا فيها جميعا بشكل مباشر أو غير مباشر، فكم وجدنا أريحيتنا فى الجهل بثقافة الحجر التى صنعت لمصر المجد والتاريخ ، وسمحنا بهدم الكثير من القصور الأثرية والتحف المعمارية، وصمتنا على تخريب المبانى التراثية ،وتغافلنا عن بناء 90% من حجم عقارات مصر بالمخالفة فى وضح النهار منها مليون عقار آيل للسقوط، وتعايشنا مع زحف 17 مليون منطقة عشوائية فى كل مكان ، وتهاونا مع فساد المحليات حتى فاجئنا برج الأزاريطه بتمايله فى وضع كارثى على المبانى المجاورة له، وانتقال سكانه الى مساكن الإيواء فى تلك الأيام المباركة المصفد فيها الشياطين بأمر من الله عز وجل.

وهو ليس الأول من نوعه فى سنوات قليله مضت، فمصر شهدت عدة انهيارات لعقارات مخالفه أخرى أخلفت وراءها آلاف القتلى والمصابين والمشردين،بينما استطاع الكثير من المقاولين التنصل من جرائمهم وفروا هاربين أمام قوانين غير مغلظة ،عجزت عن معاقبتهم بما يستحقوه، وللأسف لازال هناك آلاف غيرهم ممن يتحالفون مع الشيطان ويبنون العقارات المخالفه، ولازال أيضا هناك من لايملك الوعى ويربحهم الملايين بالشراء منهم حتى ولو على حساب آمنه وأمانه هو وعائلته!!

ما حدث هو رساله تحذيرية تدق ناقوس الخطر لنا، فمن لم تطاله يد الفساد والاهمال اليوم ستطاله غدا ، لذا ينبغى علينا مراعاة الصدق مع أنفسنا والعمل على تغييرها لاستعادة تكوينها الأصيل والاتحاد لمواجهة شياطين الإنس الذين يحييون بيننا ولا يتوارون عن قتل وترويع النفوس الآمنه بشتى الوسائل..والوسيله الان أزمة المخالفات العقارية فى كل أنحاء مصر ، وما يترتب عليها من استنزاف دائم لمواردنا البشرية والمالية،لذلك وجب علي الحكومة التصدى لها بكل حزم مثلما تفعل الان فى استرداد أراضيها ذات الملايين المنهوبة، فنحن لا نستطيع تفهم بناء الوطن فى ظل معايشة الملايين منه فى العشوائيات أو فى عقارات آيلة للسقوط ، وإذا كنا نملك فى خزانتنا الملايين الدولارية لتحسين صورتنا فى الخارج، فعلينا مراعاة فقه الأولويات وحل بعض أزماتنا الاجتماعية وإنفاق قدر منها على تحسين صورتنا نحن أمام أنفسنا فى الداخل من صحة وإسكان وتعليم، فحينها سنكون حديثاً للأمم.
 
 
ريهام البربرى
rehamelbarbary2006@yahoo.com