الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

مظاهر العيد وبزخ المصريين

مظاهر العيد وبزخ المصريين
عدد : 06-2017
بقلم الدكتور/ عادل عامر
مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية

نجد احتفال المصريين بالعيد يبدأ من ليلة العيد "يوم الوقفة"، فتجد مظاهر وطقوسًا وتقاليدَ خاصة، وتجمعات أسرية وشبابية تتسم بالإسراف، وفِعل بعض العادات؛ مثل: صناعة (الكحك، والبسكويت)، وفعل بعض الشباب لمنكرات حُرِموا منها في رمضان، وكأن العيد قد جاء مُفرجًا لهم مما هم فيه، وكأن طاعة لله سجن إن كانوا قد أطاعوه أساسًا. وإلى أن نبلغ مطلع الفجر وصلاة العيد، تتحول معظم ساحات مصر إلى ساحات للصلاة، فتسمع صوت التكبير والتهليل بالعيد من كل جانب، وهو ما يشعرك بإحساس لا يمر إلا مرة واحدة في العالم، وهنا تجد تجمعات كبيره في الصلاة كباقي الدول الإسلامية:

"الملابس الجديدة، الروائح العطرة، التجمعات الأسرية، والزيارات للتهنئة بالعيد". وبالطبع فالمصريون لا يسهون عن الطعام، فتجد الأكلة المصرية الفتة واللحمة في معظم بيوت المصريين، لكن الأهم أن الناس قد نسوا أننا مطالبون بمتابعة طاعات رمضان في العيد وبعده. ترجع عملية غلاء أسعار «كعك العيد» إلى ارتفاع أسعار السلع والمواد الأولية التي تدخل في صناعته مثل الدقيق والسمن والزيت واللبن والبيض، والتي قفزت أسعارهم إلى الضعف، لان التكلفة الجديدة لتلك السلع أشعلت السوق وزادت من أسعار جميع الحلويات والكعك والبسكويت والبي تي فور والغريبة.

إن المحالات تشهد إقبالًا متوسطًا تزامنًا مع بداية العشر الأواخر من رمضان، ولكن عملية الشراء ضعية مقارنة بالعام الماضي، وأن أغلب المتوافدين على المحال يكتفون بالمشاهدة وشراء كميات قليلة أقل من المتعارف عليه في مثل تلك المواسم لان أسعار الكعك ومشتقاته زادت عن العام الماضي بنسبة 40 % بسبب ارتفاع أسعار السكر والدقيق والمكسرات واللبن والبيض. إن كيلو الكعك السادة بـ 85 جنيهًا، وكعك العجمية والملبن 85 أيضًا، وكعك عين الجمل 120 جنيهًا، وكعك الفسدق والغريبة 120 جنيهًا، أما البتي فور فالكيلو يصل 90 جنيهًا، أما البيتي فور بالمكسرات بـ110 جنيهات، والبسكويت السادة وبالبرتقال والشكولاته فسجلوا 75 جنيهًا للكيلو. أما عن أسعار العلب الجاهزة المتنوعة،

فلفت إلى أن سعر العلبة المشكلة من "كعك سادة- بيتي فور- بسكويت" وتزن كيلو 85 جنيهًا، أما العلبة التي تزن كيلو ونصف بـ 130 جنيهًا، والعلبة المشكلة الـ3 كيلو وهي عبارة عن "كعك عين جمل- كعك سادة- غريبة-بيتي فور ممتاز-بيتي فور لوكس-بسمويت" بـ290 جنيهًا، والعلبة الـ4 كيلو بـ385 جنيهًا. أن أسعار الكعك أقل من أسعار منطقة وسط القاهرة والأحياء الراقية، قائلًا إن أسعار الكعك السادة يترواح من بين 60 إلى 70 جنيهًا بحسب إضافة المواد الأولية التي يصنع منها، أما البسكويت فيترواح من 30 إلى 45 جنيهًا، كما أن هناك كعك يصل سعره إلى 30 جنيهًا ولكن جودته ضعيفة مقارنة بالكعك الأعلى تكلفة. أن الإقبال ضعيف رغم زيادة الأسعار بنسبة تصل إلى 25% فقط مقارنة بالمناطق الراقية التي تزيد أسعارها عن الأحياء الشعبية بقيمة 30 جنيهًا في الكيلو الواحد، أن الأهالي خفضوا الكميات التي ييشترونها، فضلا عن أن البعض عزف عن اغتنام كعك العيد هذا العام، أن الأزمة الاقتصادية وزيادة أعباء المعيشة هي السبب الرئيسي في عزوف المواطنين. أن المصريين خفضوا الكميات التي يشترونها عن العام الماضي رغم أن الأسعار ليس مرتفعة للغاية، وهناك البعض لم يشترِ لوازم العيد بعد وهناك تخوف كبير داخل الأسر من الأزمات المالية، بسبب احتفالات العيد، ومع قدوم العيد وزيادة معدلات استهلاك المصريين، اتضح بشكل أكبر انخفاض أهمية الـ200 جنيه، حيث أصبحت بالكاد تكفى لسداد بند واحد من بنود إنفاق الأسر المصرية فى العيد، الملبس أو الكعك أو العيدية أو التنزه.

وان أن البعض لجئوا للدين والاستلاف من أجل تغطية الالتزامات قبل العيد، والبعض الآخر قسط تكلفة الكعك على فترات دورية. ان زيادة أسعار "كعك العيد" ترجع إلي الارتفاع الجنوني في أسعار المواد الأولية التي تدخل في صناعته، مثل الدقيق والسمن والزيت واللبن والبيض، عقب قرار تحرير سعر الصرف،

والتي دفعت بتلك السلع إلى زيادة تقترب من ضعف الثمن الأصلي. أن أسعار كعك العيد ومشتقاته، ارتفعت بنسبة تزيد عن 20% عن العام الماضي، مما أدى إلى ضعف الإقبال على محالات الحلوى لشراء لوازم الكعك أو شراء الكعك الجاهز، مشيرًا إلى أن المصريين هجروا عملية تجهيز الكعك في المنزل واتجهوا كليًا لشراء الكعك والبسكويت الجاهز، حتى القرى والأرياف تخلت عن تجهيز الكعك في المنزل مما زاد من تكلفته، لأنه يعد ويجهز ويغلف في أفران مخصصة لذلك مما يصل إلى السعر الحالي.

إن زيادة الأسعار ستؤدي بشكل طبيعي إلى تقليل الكميات التي يشتريها المواطنين، حتى أغلب المحال جهزت علب تزن3/4 كيلو للتسهيل على المصريين في مواجهة الغلاء. أن زيادة إقبال المواطنين على الشراء خلال الأيام الأخيرة من الشهر الكريم،

ولكن الكميات التي يشتريها المواطنين ستقل على الأعوام السابقة، مؤكدة أن الإقبال على الشراء الآن يكون من جانب القطاعات والهيئات المختلفة لتوزيعه على العاملين. أن ضعف الإقبال متوقع بسبب الارتفاع الضخم في الأسعار مقارنة بالعام الماضي، وزيادة تكلفة المواد والسلع التي تدخل في صناعته، لان السوق سيشهد ترجعًا ملحوظًا في عمليات الشراء وليس ركودًا كما يتوقع البعض بسبب ارتفاع الأسعار، لأن الكعك ومشتقاته من أساسيات العيد. فقد عاني المصريون فعانوا في عيد الفطر هذا العام من أعلى موجة غلاء في الأسعار، شملت ارتفاع أسعار الملابس وحلوى العيد، بشكل يفوق قدراتهم، وذلك مع بدء تحصيل فواتير استهلاك الكهرباء بالأسعار الجديدة، بدءا من يوليو،

وتراجع قيمة الجنيه أمام الدولار إلى قرابة ثمانية عشرة جنيهات للدولار لأول مرة، مما أدى إلى ارتفاع أسعار معظم السلع الغذائية، كما ارتفعت أسعار الملابس هذا العام بنسبة 90%، بسبب ارتفاع أسعار النقل، وأجور العمالة، والجمارك على الملابس المستوردة، كما ارتفعت أسعار حلوى العيد بنسبة قدرت بنحو 80%.

دائما ما يربط المصريون بين وقفة العيد وشراء الملابس المنزلية الجديدة، واعتبروها عادة وطقسا أصبح لا يمكن الاستغناء عنه، لذلك يشهد سوق الملابس المنزلية إقبالا كبيرا فى أواخر أيام رمضان من كل سنة، فلم تقتصر القوة الشرائية على الملابس الجاهزة وحسب، إنما كانت للملابس المنزلية أهداف أخرى.. فالزوجات دائما ما يفضلن شراء قمصان النوم وأحدث موديلاتها كنوع من التعييد على طريقتهن الخاصة، وكذلك الرجال المقبلين على صلاة العيد يرون في «الترينجات» الجديدة زهوة أخرى، فضلا عن الأطفال وتعيدهم بالوقفة بالملابس المنزلية على سبيل التمهيد لارتدائهم للملابس الجاهزة بالعيد، كما أوضح «محمد سالم» أحد تجار الملابس المنزلية بمنطقة وسط البلد:

على الرغم من تعدد الأزمات الاقتصادية التي يمر بها المجتمع المصري خلال هذه الأيام، إلا أن الحفاظ على هذه العادات من جانب المصريين والالتزام بموعد عملها وتجهيزها، لا يعد جزءاً من الرفاهيات خلال تلك الفترة، بل أصبحت إحدى العادات المهمة، التي لا يمكن أن تمر على المصريين بدون الاحتفال بهذه المناسبة.