الثلاثاء, 3 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

سواقي و قناطر فم الخليج

سواقي و قناطر فم الخليج
عدد : 07-2017
بقلم الدكتور/ ناصر الكلاوى

بعد الفتح الإسلامي لمصر تم بناء العديد من المدن الجديدة وهي الفسطاط و العسكر و القطائع و القاهرة الفاطمية ، وكانت مدينة الفسطاط تقع بالجهة الشرقية لنهر النيل و تعتمد عليه في مياه الشرب و الزراعة ، و لكن مدينة القطائع كانت بعيدة عن نهر النيل لذلك كان لابد من البحث عن وسيلة لنقل مياه نهر النيل إلي هذه المدينة.

ومن خلال إطلاعي علي العديد من المصادر التاريخية فقد تبين أن أحمد بن طولون قد أنشئ قناطر معلقة و كانت المياه تصل إلي مأخذ المياه للقناطر من النيل إلي بركة الحبش عن طريق خليج بني وائل ثم إلي مأخذ تلك السواقي ، و مأخذ المياه عبارة عن مبني يُقام علي شاطئ النهر ، و بواسطة بئراً تأتي إليها مياه النهر بواسطة نفق تحت الأرض ، ثم تُأخذ منها المياه بواسطة السواقي إلي أعلي حيث يوجد حوض كبير تخرج منه قناة لنقل المياه ألي مكان آخر .

وفي عهد الدولة الأيوبية مد صلاح الدين الأيوبي القلعة بالمياه عن طريق مصدر بين الأول هو بئر يوسف ، و الثاني عن طريق توظيف سوره في نقل المياه إلي القلعة ، و في عهد الكامل عام 615 ه قام بتوصيل ماء النيل من رباط الآثار (( جامع أثر النبي حالياً )) إلي سور صلاح الدين ثم إلي القلعة ،و بعد ذلك تم إنشاء العديد من القناطر بعد الملك الكامل.

و في عهد الدولة المملوكية أنشئ الملك الظاهر بيبرس مصنعاً للدواليب تحت القلعة تقوم بتوصيل المياه إليها ، و قد قام الأمير عز الدين الأفرم مأخذاً و عقوداً جديدة لإيصال ماء النيل إلي سور صلاح الدين.

وفي عهد الناصر محمد بن قلاوون أُنشئ أربع سواقي علي نهر النيل لنهر مياه النيل إلي سور صلاح الدين ، و عمل ساقية نقالة من المصنع الذي أنشأه الظاهر بيبرس بجوار زاوية تقي الدين رجب التي بالرملية تحت القلعة إلي الإسطبل ، ثم قام بإنشاء قناة للمياه مرفوعة علي عقود من الحجر النحيت لتوصيل الماء إلي القلعة حيث أقام لها السواقي النقالة في عدة أماكن بداية من حائط الرصد.

وقد أستعان الناصر محمد بن قلاوون بالأمير سيف الدين قطلو بك بن قرا سنقر الجاشنكير أحد أمراء الطبلخا ناه بدمشق لحفر خليج من ناحية حلوان إلي الجبل الأحمر ، و يتكلف 180 ألف دينار ، و لكن الفخر ناظر الجيش أوعز للمهندس أن يذكر للسلطان أن مدة التنفيذ سوف تستغرق حوالي عشرة سنوات حتى يصرف نظر عن المشروع ، و ذلك حرصاً علي المقابر الموجودة في نطاق المشروع المقترح .

ثم قام السلطان برقوق بتجديد مجرى العيون و أقام صهريج عظيم بالقلعة يملأ كل سنة في وقت الفيضان من الماء المرفوع إلي القلعة بواسطة السواقي النقالات.

وقد قام الملك الأشرف أبو النصر قايتباي بإنشاء باب معقود عند التقاء مجري العيون بسور صلاح الدين . و قد قام السلطان الغوري بإنشاء سواقي و سور فم الخليج الحالي عام 912 _914 ه ، و تتكون السقاية من برج مأخذ عقود السقاية ، و عقود السقاية (( سور مجري العيون )) و سور صلاح الدين.

و قد أنشئ بجوار البرج عدة طوابق مخصصة لإقامة عمال السواقي و الحراس ، و عدة دورات للمياه ، و قنوات لتصريف مياه دورات المياه ، و سقيفة أعلي البرج لحماية عمال الساقية و الحيوانات من حرارة الشمس و الأمطار ، و منحدر لصعود الحيوانات التي تستخدم في دوران الساقية . و مبني الساقية . و مبني الساقية ذات بناء سداسي الشكل و متساوي الأضلاع ، و شيد من الحجر الناعم المنحوت و كان بارتفاع 20.4 متر و يبلغ قطر المبني من جانبه الآخر 38 متر ، و يوجد بوسطه بئر محفور بعمق نهر النيل ، و يرتبط ذلك البئر بالنيل بواسطة سرداب مقبي من الحجر ، و جوانب البئر من الحجر المنحوت ، و يشتمل كل ضلع من أضلاع المبني السداسي علي دخلتين ذوات عقود مدببة . و يتوسط البئر عمود ضخم من الحجر و يبلغ قطره 3.16 متر و يرتفع حتى وسط المبني حيث توجد السواقي الخشبية ، و يوجد بمبني المأخذ عدد ست أماكن لتركيب السواقي و كل ساقية منها عبارة عن ترسين من الخشب إحداهما أفقي مثبت علي قائم خشبي و أسفل منه ترس خشبي بوضع رأسي ، و يتصل الأخير بترس خشبي مثبت علي فتحة تؤدي غلي بئر المياه بأسفل و مغلق عليه أوعية من الفخار تُعرف بالقواديس وربما كان يوجد ترس آخر أسفل البئر ،و كان يتم إدارة و تحريك تلك التروس بالثيران ، فإذا ما تحرك الثور يدور الترس الأفقي و يليه دوران الترس الرأسي فيدور الدولاب الخشبي ذو الأوعية التي تغترف المياه من البئر و تعلو بها السطح حيث يوجد الحوض الذي تصب فيه القواديس بالمياه و تخرج منه قناة أو مجراة تسير فوق سور مجري العيون و تُحمل المياه إلي القلعة . و يبلغ طول سور مجري العيون 2.2 كم ، و يمتد شرقاً في بعض الانحناءات التي تحدد من مرحلة لآخر قوة دفع المياه علي المجراة . و يبلغ ارتفاع المجراة من مبدأها حوالي 18 م إلي مسافة كيلو متر واحد ثم يتدرج هذا الارتفاع في النقصان بسبب ارتفاع مستوي سطح الأرض حتى يصل إلي 3 متر . و نتيجة التدخلات الحديثة في مدينة القاهرة لإقامة الكباري و الشوارع الجديدة و حفر مترو المرج حلوان فقد تم إزالة أجزاء من سور مجري العيون .

وقد قام عبده باشا بأعمال ترميم لسور سواقي فم الخليج عام 1728م ، و في عهد الحملة الفرنسية قامت بسد فتحات السور و اتخذت منه تحصين لجنود الحملة ، و قد اهتم محمد علي بإصلاح الساقية و السور حتى تؤدي عملها علي أكمل وجه دون الاهتمام بالشكل . و قد استمرت الساقية تؤدي الغرض الذي أُنشئت من أجله عام 1872 م عندما أُنشئت شركة المياه داخل مدينة القاهرة و تعرضت الساقية للإهمال و تهدمت الأدوار السكنية و مطلع الدواب ، فتحات المدخل و اندثار التروس الخشبية .

ولقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية وهيئة الآثار المصرية ووزارة الآثار بأعمال جليلة في ترميم المبني لإعادته إلي حالته الأصلية . و تقوم الدولة المصرية الآن بمشروع بناء مدينة الجلود الجديدة في الروبيكي لنقل المدابغ الملوثة للبيئة من محيط سور مجري العيون إليها مما سوف يساعد علي اعادة المبني الى رونقه القديم و إزاله التعديات الواقعة حرم السور