بقلم الخبير السياحى/ محمود كمال
بعد معاناة السياحة والعاملين بها طوال سبع سنوات مضت وبعد المذلة التي اشتكى منها المستثمر قبل العامل في قطاع السياحة وبعد طول انتظار لعودة "اسم النبي حارسها" واللي مش عايزة ترجع تاني بدعوة أن بلدنا مفيهاش أمن كفاية وعلشان ترجع لسابق عهدها قالك لازم ولابد لأي بلد تسعى لجذب السياحة أن يكون الامن مستقر بها مدة لا تقل عن خمس سنوات!!!!!
ولذلك سوف يهرب المستثمرين الى دولة بها أمن منذ خمس سنوات حتى يستطيعوا ضخ أموالهم بها والسعي وراء المكاسب، وفى حقيقة الأمر أنه من العجيب أن ترى وزيرة التعاون الدولي والاستثمار تعمل بكل طاقتها حتى توفر مناخ محترم وآمن للمستثمرين ولا تدخر جهداً في العمل على جذب استثمارات ضخمة لمصر.
بصراحة الأمر أصبح محيراً،فالحكومة والرئيس ينظرون للسياحة بعين والعين الأخرى على الاستثمار ولن تأتى السياحة لأي دولة بما فيها مصر الا بإرادة الدولة، والدولة قالت كلمتها من خلال مؤتمر السيد الرئيس في برنامج أسال الرئيس وفى وجود السيد وزير السياحة الذي ظهر عليه قمة الاعجاب والفخر بكلمات مباشرة من الرئيس عبد الفتاح السيسي يدعو فيها كل قطاع السياحة بالانتظار خمس سنوات!!
نعم خمس سنوات في عمر الدول شيء لا يذكر أما في عمر الأفراد وعالم المال والتجارة بيتم حسابة بالفيمتو ثانية، هكذا تعلمنا أن الوقت يساوى الكثير ويجب أن نستثمر الوقت بكل ما أوتينا من قوة وعلم وعزيمة وجهد وعمل حتى نعوض ما فاتنا،وقد فاتنا الكثير والكثير.
لقد وصلنا الى مرحلة أننا نرى السياحة منتشرة في كل مكان وخاصة في نفس الدول التي تعاني من الإرهاب من وقت للأخر بل تضاعفت الاعداد، ولكن لمصر وجهة نظر أخرى!!
لا نريد أن نخوض في تحليلات فلسفية وتقنية حول وضع السياحة المتدهور في مصر وأسبابه وطرق حل هذه الازمة، نعم مصر تمتلك من الخبرات والخبراء الكثير، لدينا عمالقة في عالم الضيافة والخدمة والسياحة فهل يتحرك الرئيس ويتراجع عن هذه الدعوة للانتظار خمس سنوات!!
هيا بنا نسترجع السياحة لأفضل مما كانت عليها في خمس سنوات، فقد تعودنا من الرئيس النظر الى الأشياء بتحدي وصبر، أين التحدي في موضوع السياحة؟! نريد أن نرى أن الرئيس شخصيا مهتماً بالسياحة وسوف يكون له الأثر الإيجابي على افراد الحكومة بالتبعية.
الرئيس يدقق في كل مشروع من مشروعات الدولة ويتحدى الزمن ويثبت نجاحه يوما بعد يوم الا في ملف السياحة، وصلنا لمرحلة كلها إحباط!!
ملايين العاملين بالسياحة تطلب من الدولة الاهتمام بهم وبشغلهم وبدخولهم التي حرموا منها، لا يوجد أصدق من الناس، راجعوا ملف السياحة مرة أخرى، وراجعوا الخبراء السياحيين وسوف تجدون أنه فعلا ملف يستحق إنجاحه بكل الطرق لأنه فعلا قاطرة التنمية لمصرنا الحبيبة.
نحن لا نريد اختراع العجلة من جديد، فقط نريد أن نواكب العالم الذي يستفيد استفادة كبيرة من السياحة ونحن ننتظر عودة الامن بشكل تام..
لا توجد دولة في العالم تستطيع أن تؤمن نفسها مائة بالمائة، حتى أوروبا وأمريكا وغيرهم من الدول المتقدمة.
رسالة الى العاملين بالسياحة:
لا تفقدوا الامل في عودة السياحة، فقط وجهوا دعواتكم لله عز وجل أن يحمى مصر ويحمى رئيسها، ان ينظر الى السياحة كما نراها نحن.
رسالة الى الرئيس عبد الفتاح السيسي:
1- اعط الفرصة كاملة للشباب المتخصص في مجال السياحة كما تعطيها في مجالات أخرى.
2- راجع ملف السياحة في وجود مجالس منتخبة وليست معينة في قطاع السياحة.
3- فعل دور المجلس الأعلى للسياحة بقرارات جريئة.
4- خصص قناة فضائية للسياحة المصرية.
5- افتح مجال لدخول شركات طيران بأسعار منخفضة.
6- طور المزارات السياحية بما يتناسب مع مكانة مصر.
7- اهتم بالتدريب حتى نحافظ على ما لدينا من مهارات في عالم الضيافة.
8- اشتغل على حملات تسويقية مدروسة.
9- ألغ المواقع الالكترونية واستبدل مكانها ما يليق باسم مصر.
10- لا تنتظر بناء مدينة سياحية جديدة، مصر فيها كل شيء.
11- اطلب من المجلس الأعلى للجامعات دراسات تمت بالفعل ماجستير ودكتوراه في حل ازمة السياحة.
وأخيراً.. أثق في الله وأثق فيك بأنك تريد كل الخير لمصر.
|