الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

روشتة السياحة العلاجية

روشتة السياحة العلاجية
عدد : 08-2017
بقلم/ محمد علي البدوي

قلنا من قبل ان رغبات السائح وميوله قد اختلفت من جيل الي جيل واشرنا الي تراجع معدلات السياحة الثقافية عالميا , واصبح هناك انماط اخري من السياحة تجذب السائح , وتثير رغبته للسفر والترحال وذلك بسبب قسوة الحياة في اوروبا التي تعد المصدر الاساسي للسياحة الوافدة الينا.فالإنسان الاوروبي تحكمه قوانين عمل صارمة , وحياة شاقة , حيث لا مكان للكسالي واصحاب الهمم الواهية , ونراه يعمل بهمة واخلاص في مجتمع جاد يقدس العمل , حتي ان المانيا قد أُطلِق علي شعبها لقب الماكينات الالمانية كناية عن عشق هذا الشعب للعمل و بذله الوقت والجهد من اجل الارتقاء في العمل وتحقيق طموحاته واماله.

هذا المواطن الاوروبي يحتاج في نهاية المطاف الي الترفيه و الترويح عن نفسه ,يبحث عن قضاء عطلته حيث قضاء بعض الوقت في اللهو والمرح و حيث الخدمة الجيدة التي تتوافق مع ما اعتاد عليه في موطنه الاصلي من دقة الاداء وجودة المستوي.وهناك السائح الذي يبحث عن العلاج في بلاد اخري اقل سعرا و ليست بالطبع اقل جودة ومن هنا نشأت منذ القدم فكرة السفر من اجل العلاج او ما نسميه نحن الان السياحة العلاجية.وهي ذات شقين: الاول هو البحث عن الموارد الطبيعية التي انعم الله بها علي بلد ما مثل العيون الكبريتية او الرمال السوداء والنباتات والاعشاب الطبيعية ومياه البحر العالية التركيز , وهذه الموارد ليس للانسان فضل في وجودها ,وما ينبغي عليه ان يقوم به هو التسويق الجيد لتلك الهبات الالهية واستغلالها الاستغلال المثل.اما الشق الثاني والذي يعنينا اليوم فهو المستشفيات و المصحات ومراكز الاستشفاء التي تنشأ في المدن السياحية تلك المنشأت الصحية منوط بها تقديم خدمة متميزة وأن تكون علي قدر عال من الحرفية وحسن الاداء .ولكن هل لدينا في مصر مثل تلك الخدمة او تلك المنشأت؟
الواقع يقول ان مهنة الطب في مصر تعاني الامرين وان ما يقدم من خدمة للمواطن المصري البسيط لا يرتقي الي ما نرجوه ونتمناه وذلك عائد الي اسباب عدة ليست محل حديثنا الان.اما عن المنشأت الصحية بالمدن السياحية يجب ان تتوفر فيها الخدمة المتميزة ولا تقل مستويات الخدمة التي تقدمها للمرضي عن المستوي العالمي والمشكلة ان كافة المستشفيات و المنشأت الصحية بمدننا السياحية تعاني الكثير وأنا هنا أعني الحكومية منها والخاصة.

فالطبيب الخبير المتميز لا يفضل السفر والاقامة في المدن السياحية البعيدة عن العاصمة كشرم الشيخ والغردقة و العائد المادي يكون ضعيفا بالمقارنة بدخله الذي يحصل عليه في العاصمة,الامر الاخر وهو افتقار تلك المنشأت الصحية الي أحدث الأجهزة الطبية العالمية ولا يعقل اننا وحتي اللحظة نقوم بنقل المصابين في الحوادث أو الحالات الخطيرة الي القاهرة.

وهناك بعض المنشأت الخاصة التي تتعامل وفق مبدأ تجاري لا علاقة له بأخلاقيات مهنة الطب ولا هم لها سوي جني الأرباح وتحقيق المكاسب المالية بغض النظر عن الخدمة المقدمة وكثير من الحالات قد تعرضت من قبل للابتزاز والنصب.

أطباء غير أكفاء ,قليلي الخبرة, قلة في الأجهزة الحديثة, انعدام الوعي ,كلها مشاكل تصيب سمعتنا في مقتل.الذي أدركه أن المدن السياحية يجب أن يتوفر بها أحدث المستشفيات و المصحات العلاجية علي أحدث مستوي و أن نستعين بخبرات علماء مصر الأجلاء من الأطباء ذوي الكفاءة العالية في كافة التخصصات و أن نعمل علي إنشاء جامعة في البحر الاحمر حتي نستطيع تكوين أجيال من الأطباء قادرين علي تقديم خدمة مميزة نتباهي بها بين الدول.

في أوروبا يبنون مدناً طبية بها كل شيء حتي تكون بمثابة مكان متكامل الخدمات ،ونحن نمتلك الشيء الذي يجذب السائح بدون أدني مجهود يذكر ولكننا نفتقد الي الحرفية والاخلاص في العمل.
في كل المنتجعات السياحية يوجد بكل فندق عيادة صغيرة المفترض أن بها طبيبا متخصصا لمتابعة حالة المرضي من النزلاء ولكن تحولت هذه العيادات الي مافيا خطيرة وتعاقدت مع بعض عديمي الضمير من المستشفيات الخاصة وشركات التأمين وأصبح النزيل فريسة بين الثلاثة هذا يحوله الي ذلك و ذلك يطلب منه ألاف الدولارات و يطلب منه التوقيع ,ورغم ضخامة المبالغ المطلوبة إلا أنهم يؤكدون للسائح أنه لا داعي للقلق فسوف تقوم شركة التأمين بتغطية مصروفات العلاج,فكونوا ثروات هائلة.لا يعنيني كثيرا إن كان هناك عملية نصب مقننة تمت أم لا , ما يعنيني هو الخدمة السيئة التي يلقاها العميل وخاصة في مجال علاج الكسور و مضاعفاتها وأسهل قرار لدي الطبيب هو اجراء عملية جراحية..أعرف الكثيرين من النزلاء الأجانب تعرضوا لمثل تلك المواقف و تسببت في أن يفقد النزيل الثقة في كل ما هو مصري .

لا مانع من كسب المال و عمل ثروة، هذا حلم وطموح مشروع ولكن يجب ألا يقترن بالاحتيال أو النصب فسمعة مصر أهم وأبقي من كل شيء.

وللحديث بقية