السبت , 20 أبريل 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

السياحة واللغات

السياحة واللغات
عدد : 08-2017
بقلم/ محمد علي البدوي


هل تعرفون عدد الذين يجيدون التحدث بالألمانية في مصر؟بالطبع لا توجد إحصائية دقيقة توضح لنا الأعداد الحقيقية لمتحدثي اللغة الألمانية بمصر.

لعلنا ندرك جميعا الأهمية القصوي لتعلم اللغات و لعل الدين الأسلامي كان سباقا في التأكيد علي أهمية تعلم اللغات وكان السابقون ينصحون أبنائهم بتعلم اللغات.

واللغة هي وسيلة التواصل بين الشعوب والحضارات ولولا اللغة ما قامت الحضارات ,ودعونا نتذكر أن حضارة أجدادنا الفراعنة ظلت مطمسة المعالم لاكثر من 4000 عاما حتي إستطاع الفرنسيون فك طلاسم لغة أجدادنا و بذلك إنفتح العالم بأسره علي دراسة الحضارة المصرية القديمة.

واللغة في القطاع السياحي لها من الأهمية ما يجعلنا نهتم بكل تفاصيل عملية تعلم اللغات في مصر.

السائح علي إختلاف ألوانه لا يجيد العربية وإن كان غير إنجليزي فهو لا يتحدث إلا لغته الأم , (حتي وإن كان يستطيع التحدث بالإنجليزية ), كنوع من الإعتزاز بلغته وهويته.

فاللغة تعبر عن الهوية و الشعور بالإنتماء للوطن وهي مصدر فخر وإعتزاز لكل مواطن.

وفي مصر تتعدد مراكز تعليم اللغات بين جامعات حكومية و جامعان خاصة ومراكز ثقافية ودورات تعليمية.ولكن هل تقوم تلك المؤسسات بدورها في تعليم ابنائنا لغة صحيحة و جيدة؟هذا السؤال الصعب ليست له إجابة عندي سوي لا بالطبع.الكثيرون من خريجي هذه المؤسسات لا يجيدون التحدث باللغة التي درسوها ولا يجيدون مفراداتها وكثير منهم يفشلون في إختبارات الإلتحاق بالوظائف بسبب تدني مستواهم اللغوي.

ونحن نري أن السبب وراء هذا التدني يرجع إلي عدة عوامل يأتي علي رأسها فقدان عنصر التدريب العملي و ضعف المناهج وإعتمادها علي الحفظ والتلقين.

حتي تلك المؤسسات التي تدعي أنها توفر التدريب الصيفي للطلاب من أجل الإحتكاك بالسائحين وتنمية مهاراتهم اللغوية لا تقوم بمتابعة الأمر كما يجب , بل مجرد روتين حكومي بغيض ,المهم أن يحضر الطالب ورقة تفيد بأنه حضر فترة التدريب , و معظمهم بالطبع لا يحضر فترة التدريب الصيفي.أما عن المناهج فحدث ولا حرج , مناهج لا تواكب التطور السريع في مختلف نواحي الحياة , ومناهج تقوم علي الحفظ والتلقين وليس الإبداع و تنمية المهارات الفردية للطلاب , و لذلك نجد الطالب غارقا في حفظ مناهج لن تفيده و لن يستفيد منها بعد التخرج.

نحن نتعلم اللغة لأسباب عديدة من أهمها خدمة قطاع السياحة ,والعمل علي بناء كوادر قادرة علي التواصل مع السائح بلغة صحيحة.

ما هو الفارق بين اللغة التي يتعلمها أبنائنا في جامعاتنا الحكومية و اللغة التي يتعلمها أبنائنا في الجامعات الخاصة؟لو إستطعنا الإجابة علي هذا السئوال فسوف نصل إلي الحقيقة والقول الفصل في هذه القضية الهامة.

التعليم الحكومي في حاجة إلي مراجعة و تجديد ,تجديد الأهداف و العقول وليس تجديد المناهج,فكم من مرة قمنا بتجديد المناهج علي كافة المستويات التعليمية ,وكم من مرة قمنا بتغيير المناهج ,ولكن هل لاحظنا تحسنا في مستوي الطالب المصري؟

السياحة يا سادة هي المخرج الوحيد من كل أزماتنا الإقتصادية و هي السبيل لبناء مجتمع جديد يقوم علي المحبة و الإخاء ,و اللغة هي أحد أذرع دعم وبناء صناعة السياحة ,لذا وجب التنبيه إلي خطورة إهمال الجانب اللغوي عند الحديث عن صناعة السياحة.