الجمعة, 29 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

التسويق السياحي

التسويق السياحي
عدد : 09-2017
بقلم/ محمد علي البدوي


السياحة في جوهرها علم و صناعة , وهي كذلك تسويق جيد لمنتج ما ,لا يهم ما لديك من مقومات سياحية متنوعة ولكن الأهم هو قدرتك علي إقناع الآخرين بضرورة شراء هذا المنتج.

إذن التسويق الجيد هو كلمة السر وراء نجاح أية خطط تنموية تتعلق بقطاع السياحة , فأنت عندما تذهب لشراء زجاجة مياه ستجد أنها أنواع كثيرة , ومتنوعة الأحجام و الأشكال , و حينها سيتبادر إلي ذهنك السئوال البديهي لماذا كل هذا التنوع والإختلاف رغم أن الشيء الذي أريده هو ثابت غير متغير , في النهاية أريد شراء زجاجة مياه.الإجابة بالطبع هي المحاولة الجادة لتلبية رغبات كل الناس .

فقد قامت شركات المياه بالتركيز علي العميل وإحتياجاته لأنه هو المعيار الحقيقي للسوق و أنتجت لكل عميل ما يتوافق مع رغباته وميوله.لقد أكد أحد أهم خبراء التسويق (فيليب كوتلر) أن التسويق الحديث يعني في جوهره التركيز علي العميل و متطلباته وليس علي المنتج.فهناك ثلاثة أنواع من الشركات أو الحكومات ,تلك التي تجعل الأشياء تحدث , وتلك التي تشاهد الأشياء تحدث , وتلك التي تندهش لما يحدث.

وهذا با لضبط مفهوم التسويق الحديث الذي يقوم علي خلق الفكرة و الترويج لها و التركيز علي متطلبات كل عميل و محاولة إشباع رغباته وإستباق ما قد يشير إلي تحول رغباته.وأن تجعل العميل يطلب منتجك و يبحث عنه أينما كان.

والسياحة لا تختلف عن أي قطاع آخر في حاجتها الملحة للتسويق ,بل تتخطي أهمية التسويق في القطاع السياحي أهمية أية أدوات أخري ,ليحتل مرتبة متقدمة بين أولويات الخطط التنموية السياحية.والذي لا يعلمه معظمنا أن التسويق إذا إختلط وتشابك مع المبيعات فقد أهميته و أصبح لا فائدة منه.إن أردت أن تسوق للمنتج السياحي لابد أن تركز علي العميل , من هو العميل المنتظر و ما هي متطلباته , وكيف يمكن إرضاؤه؟ تلك كلها أسئلة لو إستطعنا الإجابة عليها فسنكون قد قطعنا شوطا كبيرا في فهم منظومة التسويق المطلوب إنشائها لخدمة القطاع السياحي.

إذا كنا نريد حقا سياحة متطورة و أعدادا لا حصر لها من السائحين ,فيجب أن ننتبه إلي ضرورة فهم هذا السائح و الوصول إليه أينما كان ودراسة كل ما يحيط به من عوامل إجتماعية , وإقتصادية وثقافية , حتي يتسني لنا أن نوفر له ما يريده.فجمع المعلومات ليس ترفا بل هو ما سيحدد طريقة وصولك إلي العميل و إستهدافه و إقناعه لكي يشتري منتجك السياحي.

وأركان المنظومة التسويقية يجب أن تتكامل فيما بينها للحد من التضارب في التوجهات فلا يعقل أن تسوق لمدينة سياحية ما كالغردقة أو شرم الشيخ جهات عدة في ذات الحين.هنا يحدث التضارب في الرؤي والأفكار . والتسويق يعمل علي تغيير المفاهيم المغلوطة وتصحيحها فنحن قد عشنا سنوات طويلة نعاني من السمعة التي إكتسبتها الغردقة بأنها مدينة رخيصة رديئة المستوي مما أدي لعزوف العديد من الاوروبيين عن زيارتها.وهذا بالطبع به شيء من الصواب ولكن ليس إلي الدرجة التي وصفها بعض الكتاب الاوربيون.والتسويق في مثل هذه الحالة لن يكون برد شديد اللهجة علي مقال كتب هنا أو هناك , ولكن يكون بالعمل علي الإرتقاء بالخدمة المقدمة للعميل و جعل هذا العميل ذاته هو وسيلة الترويج والتسويق لتعديل تلك المفاهيم المغلوطة عن مدننا السياحية.

متطلبات عديدة لكي نستطيع أن نسوق لمنتجنا السياحي بالطريقة الأكثر إحترافية ولكي نضع أقدامنا بثبات علي خريطة السياحة العالمية.لابد لكل مسئول عن القطاع السياحي بمصر أن يعي أن العالم من حولنا في تطور مستمر و أن المنافسة قاسية ولا سبيل لنا إلا التسويق الجيد فهو وبحق كلمة السر إن أردنا نهضة و نموا لقطاعنا السياحي.