الخميس, 28 مارس 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

أكسجين الإعلام الرقمى

أكسجين الإعلام الرقمى
عدد : 09-2017
إن لم نعتبر أن الفساد هو أهم وباء يفتك بجسد المجتمع ويضعف بنيانه ويعرقل مسيرته عن النهوض يوما بعد يوم، فماذا سيكون إذن؟..وطننا يختنق ويبحث عن متنفس له، فأين ترون منافذه الاكسجينية؟.. بالطبع ليست فى أروقة الوزارات والهيئات والمصالح والجامعات وغيرها من مؤسسات الدولة لانها مريضة عصية ترفض تناول الدواء من أيدى شرفاء الوطن كما لن تجدوها عند بعض الدول الكبرى أو الصغرى التى تدعى صداقتنا أو فى تقارير منظمات دولية من شأنها عرقلة مسيرتنا .. إذن أين هى؟

هى ليست ببعيدة عنك أيها القارىء العزيز أينما كان محلك من منصب أو نفوذ أو جاه أو علم أو ثقافة أو دين..هى بداخلك أنت حبيسة تنتظر أن تفتح لها بوابات الخير فى قلبك لتنتصر على ثقافه الفساد المستشرية بيننا وتسترد من خلالها فطرتك الطيبة وقدرتك على التمييز بين الحق والباطل خاصة فى مثل هذا الزمن الذى غابت عنه الادلة والبراهين العقلانية التى تمكنك من اتخاذ قرارات سليمة سواء بالرفض أو بالقبول.. ولا حيلة لك الا ان تكون سلطاناً على نفسك ،فإن تمسكت بالحق فقد انتصرت لذاتك وأصبحت من الفائزين ،وإن حدث العكس فأنت من الخاسرين الى أبد الآبدين.

فبعيدا عن الإعلام التقليدى البطىء فى نقل الاحداث ،المعاق فى الطرح، الغير قادر على التفاعل مع اهتمامات الناس وقضاياهم ، القائم أصلا على تحقيق مصالح شخصية مادية أو معنوية، تجد أن بين يديك اعلاما جديدا أكثر تأثيرا وقدرة بكل تقنياته الحديثة على إحداث تغييرات جذرية فى الأوطان.. هو الاعلام الرقمى الذى بات منذ ظهوره يجتاز المسافات الزمنية والمكانية بين جموع البشر، استطاع فى سنوات قليلة بأدواته أن يكون قوي منظمة غيرت بلا نكران من سلوكيات وعادات ومعتقدات الشعوب، ومن خلاله تمكنت الدول المتقدمه من تحقيق أهدافها فى السياسة والحرب ، ووضعت من أجله استراتيجيات جديدة لخدمة مصالحها فى المنطقة، بينما نحن عجزنا عن التعامل معه كآلية حشد وتعبئة لضبط سلوكيات المجتمع وتصحيح مساره الفكرى والوجدانى باعتباره إعلاما بديلا بلا قيود لجأ إليه بليونى مشترك عبر "الفيسبوك" أى أكثر من ربع سكان العالم البالغ عددهم 7.5 بليون نسمة ،و نحو 328 مليون مستخدم عبر"تويتر"ً، ونحو 166 مليون مستخدم ل"السناب شات" في نهاية الربع الأول من العام الحالي.

تلك الوسائل العصرية نستطيع أن نعتبرها منافذ مصر الاكسيجينية فقط حينما نتبادل فيها الآراء والأفكار والطموحات بكلمات مطعمة بقيم الصبر والحكمة والموعظة الحسنة .. حينما نسقط الشعارات الفارغة ونشحذ ارادتنا لتحقيق احلامنا على أرض الواقع ..حينما ندعم بعضنا البعض بأسلحة العلم والثقافه والدين دون إفتاءات هاوية.. حينما نكف عن اليأس والقنوط وثبط الهمم والاساءه والسخرية من أنفسنا ومن الآخرين..حينما نحظر تداول كل ماهو غير موثق من شأنه التشويش وتضييع الوقت .. حينما نتجاهل بعض وسائل الإعلام الرقمي القائمة على الشخصنة وعدم المهنية .. حينما نبتعد عن كل ما يمس مبادىء وأسس مجتمعنا بسوء ويستهدف شق الصف.. حينما تتنبهون لأدوات حرب الجيل الرابع وتقررون الانتصار..وربما ونحن نحى ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة ال 44 ،يكون لنا وقفه ونظرة عميقة فيما سبق،لنعرف كيف وجد أباؤنا وأجدادنا العباقرة للنصر سبيلاً؟
 
 
بقلم / ريهام البربرى
Rehamelbarbary2006@yahoo.com