الأحد, 8 ديسمبر 2024

abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
abou-alhool
الرئيسية
بانوراما
فرعونيات
بلاد وشركات
الحدث السياحي
سحر الشرق
سياحة وإستشفاء
أم الدنيا
حج وعمرة
أعمدة ثابتة
درجات الحرارة
اسعار العملات
abou-alhool

استحضار روح أكتوبر والنهوض الاقتصادي

استحضار روح أكتوبر والنهوض الاقتصادي
عدد : 10-2017
بقلم الدكتور/ عادل عامر
مدير مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية


يجب على الأسرة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية أن يعرفوا ويعلموا الأجيال الجديدة أنهم أبناء حضارة وأن المستقبل لهم بشرط التمسك بالوحدة والحفاظ على الوطن. كل فرد يجب أن يعمل في مكانه بكل طاقته لرفع شأن الوطن .فمن المؤكد لو تم العمل بروح أكتوبر روح التحدي والمثابرة فسنصبح أفضل بلاد العالم في وقت قريب. والآن يمر الوطن بحركة تنمية شاملة فعليا وإعادة بناء الدولة بعد العبور الثاني، حيث يتم إصلاح وإنشاء أضخم شبكة طرق لم تحدث في تاريخ مصر من كباري وأنفاق ومحطات صرف صحى ومحطات مياه وإنشاء مدارس وكليات وجامعات جديدة واستصلاح أراض وتوسع عمراني ومدن جديدة وشقق للشباب، والقضاء على العشوائيات، وتعمير حقيقي بربط مصر بسيناء لأول مرة لم يحدث منذ انتصار أكتوبر..

لابد أن يفتخر كل مصري بجيشه الذى ضحى ولايزال بالغالي والنفيس من أجل حماية وحفظ كرامة ورفعة شأن الوطن. وقد أثبتنا للعالم كله ان الجيش المصري لديه العزيمة والإرادة لتحقيق النصر واسترداد الأرض والكرامة وأصبحت حرب 6 أكتوبر تُدرَّس في الأكاديميات العسكرية في العالم في إرادة الجندي المقاتل المصري في الاستعداد والتدريب في كيف ينتصر جيش في معركة كبري لتحرير الارض وجنوده صائمون ويهتفون الله اكبر الله اكبر لتهتز الارض تحت اقدام العدو الصهيوني ويتحقق النصر بإذن الله .

ولكي نعيد هذا النصر علينا بشيء واحد فقط هو استعادة روح أكتوبر بالعمل الجاد المستمر وتطوير الإنتاج وزيادته وان يكون الشعب علي قلب رجل واحد كما كان في حرب اكتوبر، ننكر ذاتنا ،ونعلي من قدر وطننا بأن نعمل ونعمل لنحقق الرخاء لشعبنا.

دول كبري وعظمي الآن دمرتها الحرب وقضت علي بنيتها التحتية والفوقية أيضا وخرجت من حروبها مهزومة مدحورة كألمانيا واليابان ودول شرق اوروبا هذه الدول كانت مهزومة وتم تدميرها تماما . بالعمل وحده وبالبحث العلمي ونسيان الهزيمة قامت هذه الدول وأصبحت قوي عظمي علميا وإنتاجيا وصناعيا غزت العالم بإنتاجها وعلمها وثقافتها فما بالك بدولة منتصرة وأسقطت أسطورة عسكرية طالما كان العالم يتغنى بها ..علينا استحضار روح اكتوبر والعمل بنفس الروح لننهض ونحاول بجهدنا وتكاتفنا ان نطاول دول العالم الصناعية الكبرى.

إن فكرة استحضار القوة الإلهية والاستعانة بالله لتكون هناك روحانية تزيد القوة وتدعمها هذه القوة هي فكر ,اداء , حماس من أجل إعمال العقل وزيادة التركيز والحس الملتهب الذي سيجعلنا في حالة ازدياد في قوتنا حتى نكمل مشوارنا من فكر متزن ونمو نفسي وتوازن داخلي , هذا التوازن هو السبب في وجود طاقتنا الحيوية التي هي سر حياتنا الطبيعية وقوتنا الداخلية التي ستكون سبب في هدوء وسلام نفسي ولنتذكر حرب أكتوبر التي استحضر فيها جنودنا المصريين الذين هم خير الأجناد على الأرض قوة الروح فقوة الروح قادرة أن ترهب أعدائنا لهذا نرى أن المؤمن القوي يعمل بالعزة ويعمل من أجل الكرامة ولنتذكر المصري القديم وقدراته وطاقاته التي هي السبب في توازنه , ما هذه العظمة! كيف تكون الروح بهذه القوة لبشر يبنون تراث , يحافظون على وطن في حيوية ونشاط إنها قوة إلهية تبث روح الأمان وإرادة فولاذية أذابت خط برليف , أو ليسوا هم المصريين!

المصري القديم والمصري الحديث الذي لديه قوة الفكر وقوة الأداء , الذي يقودنا للنصر وانتصار النفس الهادئة القوية على النفس الضعيفة ومواجهة التحديات تجعلنا ننتصر في كل مواقف حياتنا وليس فقط الانتصار في حروب , إنه انتصار النفس على النفس حتى نخرج إلى الانتصار الأعظم , انتصارنا على جميع قضايانا التي تضعف من شأننا وتهز عرشنا . ولاستعادة هذه الروح واستغلالها في القفز بالشعب المصري إلى مصاف العالم الأول لابد أن نحيى العناصر والمقومات التي يمتلكها هذا الشعب العظيم .

أحد العناصر الأساسية لنجاحنا في حرب أكتوبر بدأت بعد هزيمة 1967 مباشرة بحيث قامت السياسة المصرية بكافة جوانبها سواء السياسية والعسكرية بمراجعة وتشخيص أسباب الهزيمة وعناصر الضعف في بنائنا القومي والعسكري، وبناء عليه وضعت الخطط اللازمة لسد هذه الثغرات وإعادة بناء ليس فقط القوات المسلحة ولكن إعادة بناء المجتمع والاقتصاد المصري بما يستطيع من خلاله مواجهة هذا النوع من التحدي الخطير واسترداد الأرض وتحقيق الانتصار ورد الكرامة الوطنية.

فالجوهر والعمق في نجاحنا في حرب أكتوبر هو قدرتنا على تحقيق التشخيص الصحيح للمشكلات ثم وضع مجموعة السياسات والإجراءات الكفيلة لسد هذه الثغرات في بنائنا القومي، وتجاوزها وتحقيق الانتصار ثم إرادة سياسية وعسكرية على أعلى المستويات في الدولة لتنفيذ هذه الخطط، وتحقيق الأهداف المرجوة في ظل جدول زمنى محدد لإعادة بناء القوات المسلحة والمجتمع المصري، ولم يكن الاقتصاد المصري عشية العدوان الإسرائيلي على مصر ضعيفا أو متهالكا ولكنه كان قويا ويحقق أعلى معدلات النمو في دول العالم الثالث وكان يقدر بحوالي 6.5% لكنه كان يعانى من مشكلات كبيرة وزادت بعد العدوان، لأن جزءا من مواردنا تمت إضاعته مثل موارد السياحة ورسوم مرور قناة السويس والبترول مع العلم بأنها ليست كبيرة ولكنها عنصر مهم في الاقتصاد القومي، هذا مع أن قطاعات الصناعة في ذلك الوقت كانت تعمل بصورة جيدة وحجم تجارتنا الخارجية كان مناسبا ونسب العجز ما بين وارداتنا وصادراتنا لم تكن تزيد في حدود 30% فبشكل عام كان الاقتصاد المصري قادرا بفعل معدلات النمو المرتفعة منذ عام 1957 وحتى عام 1967، وبناء قاعدة صناعية كبيرة، وجرى إنشاء ألف مصنع في تلك السنوات وكان الاقتصاد قادرا على امتصاص الصدمة وإعادة التكيف لمواجهة التحدي العسكري والوطني.

إن تصور الوضع الراهن لمصر اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا يعكس مظاهر الخلل التى وقع تحت وطأتها أفراد المجتمع كافة لفترات طويلة، الأمر الذى تتطلب معه حزمة من السياسات المالية والنقدية والتجارية والإجتماعية تتفاعل معاً وبطريقة تحقق التوازن الاقتصادى بما يضمن تحقيق أهداف المجتمع وغاياته فى التنمية على كل الأصعدة، وبما يضمن التعرف على أسباب التراجع فى النمو، حتى يمكن لصانع القرار ومنفذه أن يضع تصوراً سليماً لأهداف الخروج من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية، آخذاً فى الاعتبار كل قطاعات الاقتصاد القومى واعتمادا على فلسفة الجمع مابين دعم دور القطاع الخاص والدولة لتحقيق هذه الغايات وبشكل متسارع يستهدف فى المقام الأول البعد الاجتماعى والإنسان المصرى عصب التنمية الاقتصادية.

و على الرغم من هذا الوضع السلبى إلا أن ما تتميز به مصر من توافر مقومات طبيعية تنموية هائلة ومتراكمة، تعبر عن ميزة نسبية لم تتوافر لغيرها من البلدان قد يستدعى التحول الى حالة من التفاؤل فى القدرة على التغلب على كل مظاهر الخلل السابقة لأن الإنسان المصرى يمكنه مواجهة كل التحديات المستقبلية ولدية إمكانيات يمكن بها التغلب عليها مستقبلاً ويشهد تاريخ مصر على ذلك عبر سنين طويلة. وقد ورد فى وثيقة الخطة المعروضة بشكل واضح أهم التحديات وأيضا المقومات الذاتية التى من خلالها يمكن بناء صورة متفائلة حول مستقبل مصر الاقتصادى والاجتماعى ،كما أوضحت وثيقة الخطة فى ثناياها.